ما جاء عن فضله في غزوة بني المصطلق
وکان فيمن[1] أصيب يومئذ من السَبايا جُوَيْرِيَة بنت الحارث بن أبي ضِرار، وکان شعار المسلمين يوم بني المُصطلق: يا منصور أمِت[2] ، وکان الذي سَبي جُوَيرية أميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فجاء بها إلي النبي صلّي اللّه عليه وآله فاصطفاها النبي عليه السلام. فجاء أبوها إلي النبي عليه السلام بعد إسلام بقيّة القوم، فقال: يا رسولَ اللّه، إن ابنتي لا تسْبي، إنّها امرأةٌ کريمةٌ؛ قال: «اذهب فَخيِّرها» قال: أحسنت[3] وأجملتَ. وجاء اليها أبوها فقال لها: يا بُنَيّة لاتَفْضَحي قومَک، فقالت له: قد اخترتُ الله ورسولَه. فقال لها أبوها: فعل الله بک وفَعَل، فاعتقها رسول اللّه صلّي [صفحه 119] الله عليه وآله وجَعَلها في جملة أزواجه[4] .
ثمّ کان من بَلائه عليه السلام ببني المُصْطَلِق، ما اشتهر عند العلماء، وکان الفتح له عليه السلام في هذه الغَزاة، بعد أن اُصيب يومئذ ناسٌ من بني عبد المُطّلب، فقَتَل أميرُ المؤمنين عليه السلام رجلين من القوم وهما مالک وابنه، وأصاب رسولُ الله صلّي اللّه عليه وآله منهم سَبْياً کثيراً فقَسّمه في المسلمين.
صفحه 119.