نداء الملائکة في السماء يوم احد بفضله
[صفحه 87] (من العدوّ)[1] وأسلموک. فنظر النبيُ صلّي اللّه عليه وآله إلي کَتِيبةٍ قد أقبلتْ إليه، فقال لي: رُدَّ عنيّ يا علي هذه الکَتِيبة، فحَمَلتُ عليها بسيفي أضربُها يميناً وشِمالاً حتّي وَلَّوُا الأدبار. فقال لي النبي صلّي الله عليه واله: أما تَسْمَعُ يا علي مديحَک في السماء، إنّ مَلَکاً يقال له رضوان يُنادي: لا سيفَ إلاّ ذو الفقار ولا فَتي إلاّ عليّ. فبَکَيْتُ سروراً، وحَمَدتُ اللّه سبحانه علي نعمته»[2] . وقد روي الحسن بن عَرَفة، عن عُمارة بن محمّد، عن سَعْد بن طَرِيف، عن ابي جعفر محمّد بن علي عليهما السلام، عن ابائه، قال: «نادي مَلَک من السماء يومَ أُحد: لا سيفَ إلاّ ذو الفَقار، ولا فَتي إلاّ عليّ»[3] . وروي مثلَ ذلک إبراهيمُ بن محمّد بن مَيمون، عن عَمرو بن ثابت، عن محمّد بن عُبَيدالله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جدّه قال: ما زلنا نَسْمَع أصحابَ رسول اللّه صلّي الله عليه وآله يقولون: نادي في يوم أُحد منادٍ من السماء: لا سيفَ إلاّذو الفَقار، ولا فَتي إلاّ علي[4] . [صفحه 88]
وقد روي محمّد بن مَروان، عن عُمارَة، عن عِکْرِمَة قال: سمعتُ علياً عليه السلام يقول: «لما انهزم الناس يوم أُحد عن رسول الله صلّي الله عليه وآله لَحِقني من الجَزَع عليه ما لم أمْلِک نفسي، وکنتُ أمامه أضرِب بسيفي بين يديه، فرَجَعتُ أطلُبه فلم أرَه، فقلت: ما کان رسول اللّه ليفِرَّ، وما رأيتُه في القتلي، وأظُنُّه رُفع من بيننا إلي السماء، فکَسَرْت جَفْنَ سيفي، وقلتُ في نفسي لأقاتلنّ به عنه حتّي أقْتَل، وحَمَلْتُ علي القوم فافَرجوا فإذا أنا برسول الله صلّي الله عليه وآله قد وقع علي الأرض مَغْشِيّاً عليه، فقمتُ علي رأسه، فنظرإليّ وقال: ما صَنَع الناس يا علي؟ فقلت: کَفَروا- يا رسول الله - ووَلَّوُا الدُبُر
صفحه 87، 88.