منهجية التحقيق











منهجية التحقيق



لا يخفي علي احد مدي الاهمية البالغة التي يحظي بها کتاب الارشاد لشيخنا المفيد رحمه الله، وما يتميز به من کونه مصدراً مهماً ومرجعاً معتمداً في بابه.

ومن هنا فقد راودت اذهان العاملين في المؤسسة فکرة الاقدام علي تحقيق هذا الاثر المهم والتراث الرائع ووضعه في مکانه اللائق به أسوة بغيره من الکتب المهمة التي قامت بتحقيقها ونشرها.

ولما يتمتع به الکتاب من اهمية کبيرة فقد حرصت المؤسسة- وکعادتها دائماً عند شروعها باي عمل تحقيقي -علي استحصال جملة من النسخ المخطوطة له، وبمواصفات خاصة، وان تکون قريبة من عصر المؤلف قدر الامکان.

وقد تفضل مشکوراً سماحة العلامة المحقق حجة الاسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الطباطبائي مشکوراً بتزويد المؤسسة بعناوين جملة من المخطوطات القيمة والمهمة، والتي تتمتع بمواصفات کثيرة، اهمها مقابلتها علي نسخة منقولة من نسخة مقروءة علي الشيخ رحمه الله، کما أثبت ذلک في موارد متعددة منها.

والنسخ المخطوطة التي تم الاعتماد عليها في مقابلة الکتاب هي ثلاث نسخ:

1 - النسخة المحفوظة، في مکتبة آية الله العظمي السيد المرعشي العامة في قم برقم 1144، وقع الفراغ من نسخها يوم الجمعة لاربع عشر بقين من شوال سنة خمس وستين وخمسمائة.

وبهامشها کتب: قابلت نسختي هذه بنسخة مولانا الامام الاجل الکبير العالم العابد السيد ضياء الدين تاج الاسلام ذي الجلالتين علم ابي الرضا

[صفحه 12مقدمه]

فضل الله بن علي بن عبيد الله الحسني الراوندي ادام الله ظله، وتمت المقابلة ليلة الأحد سلخ ربيع الأول سنة 566هجرية.

وهي نسخة معربة وسليمة، رمزنا لها بالحرف «ش».

2 - النسخة المحفوظة في مکتبة مجلس الشوري الاسلامي برقم 13112، فرغ من نسخها يوم الجمعة الرابع عشر من محرم سنة خمس وسبعين وخمسمائة.

وفي هامشها کتب: قوبل وصحح بنسخة مولانا الامام ضياء الدين قدس الله روحه. وهي کسابقتها نسخة واضحة ومعربة، رمزنا لها بالحرف «ش».

3 - النسخة المحفوظة في مکتبة السيد حسين الشيرازي، زودنا بمصورتها سماحهّ السيد الطباطبائي، يعود تأريخ نسخها إلي القرن السابع أو الثامن، رمزنا بها بالحرف «ح».

کما استعنا بنسخة اخري محفوظة في المکتبة الوطنية في طهران، راجعنا عليها سند الکتاب ومقدمته، وقد رمزنا لها بالحرف «ق».

وما ان اکتملت النسخ لدي المؤسسة حتي اوکلت إلي جملة من اللجان المختصة مسؤولية الشروع بهذا العمل، ووفقاً لمنهجية التحقيق المشترک المتبعة في المؤسسة، وهي:

1 - لجنة المقابلة: وتتحدد مسؤوليتها في ضبط الاختلافات الموجودة بين مجموعة النسخ والاصل المطبوع، وقد کُلف بهذا العمل کل من الاخوة الافاضل: الحاج عز الدين عبد الملک والاخ محمد عبد علي محمد والاخ محمد حسين الجبوري.

2 - لجنة التخريج: ولما کان الکتاب من الاصول القديمة المعتبرة، فقد روعيت عند تخريج رواياته واحاديثه الدقة في اختيار المصادر والتي تکون قبل َ عصر المؤلف أو قريبة منه.

[صفحه 13مقدمه]

واما ما أثبت من مصادر بعد عصر المؤلف فلم يکن الغرض منها إلا إعضاد النسخ الخطية.

وقد انيطت مسؤولية هذه اللجنة بسماحة حجة الاسلام الشيخ محمد الرسولي وحجة الاسلام السيد مصطفي الحيدري.

3- لجنة کتابة الهوامش: وعملها صياغة الهوامش الخاصة بالتخريجات والتعليقات والتصحيحات وکتابتها، وانيط عمل هذه اللجنة بالاخ مشتاق المظفر.

4 - لجنة تقويم النص: وتقع عليها مسؤولية حسم الاختلافات الواردة بين النسخ واختيار الصواب، وشرح المفردات اللغوية، وکل الاعمال المؤدية إلي ضبط النص، وقد أنيطت مسؤولية هذه اللجنة بالاخ المحقق الفاضل اسد مولوي.

5- لجنة المراجعة النهائية: ويعتبرعملها الحلقة النهائية من اعمال تحقيق الکتاب، وتقع علي عاتقها مسؤولية مراجعة الکتاب من کافة جوانبه قبل ارساله إلي الطبع، وقد أنيطت مسؤولية هذه اللجنة بالاخ المحقق الفاضل کاظم الجواهري.

6 - وانيطت مسؤولية الاشراف علي تحقيق هذا الکتاب والتحققَ من تثبيت اللمسات الاخيرة له ومتابعة اعمال لجانه المختلفة علي عاتق الاخ المحقق الفاضل علاء آل جعفر مسؤول لجنة مصادر «بحار الأنوار» في المؤسسة.

وقد تفضّل مشکوراً کلّ من أصحاب السماحة حجّة الإسلام ِ المحقّق السيّد محمد الشبيري بمراجعة متن الکتاب، وسماحة حجّة الإسلام السيّد محمد جواد الشبيري مراجعة سنده، وإعادة النظر في جميع مراحل العمل.

[صفحه 14مقدمه]

فقوبل الکتاب مرّة اُخري علي نسختي «ش» و«م» وإثبات الاختلافات السندية الموجودة في النسختين في الهامش، بينما اقتُصِرَ في متن الکتاب علي الاختلافات المهمّة، وقد استعين في هذه المرحلة بنسخة «ق» في سند الکتاب ومقدّمته، ونسخة «ح» في موارد الاختلاف بين النسختين.

وبذلا جهداً مشکوراً في الرجوع إلي المصادر وتعيين الصحيح من السّقيم وإضافة تعاليق قيّمة وتحقيقات رجاليّة وغيرها، فللّه دَرّهما وعليه أجرهما.

علماً بأنّ من خواص نسخة «ش» أنّها نسخة منقولة ممّا قُرئ علي الشيخ کما هو الظاهر من هوامش ج 1 / 34 و 85 و260، و260، ج2 / 77 و 89 و 160، والمصرّح به في ج1 / 129.

ولذا کانت هذه النسخة مورد اعتمادنا أولاً ومن ثمّ نسخة «م» التي يتفق متنها غالباً مع هامش نسخة «ش»، ومن ثمّ سائر النسخ الأُخري.

وختاماً لا يفوتنا إلا أن نتقدم بالشکر الجزيل والثناء الوافر لسماحة العلاّمة المحقّق حجة الاسلام والمسلمين الشيخ محمد رضا الجعفري الذي راجع الکتاب وأبدي ملاحظاته القيّمة، ولکلّ من آزرنا في إخراج هذا الجهد.

والحمد لله وحده،

وصلي الله علي محمّد وآلله وآله وسلّم

[صفحه 3]


صفحه 12، 13، 14، 3.