ما روي عن طغيان ماء الفرات في خلافته











ما روي عن طغيان ماء الفرات في خلافته



ومن ذلکَ ما رواه نقلةُ الأخبارِ، واشتهرَ في أهلِ الکوفةِ لاستفاضتهِ بينَهم، وانتشَر الخبرُ به إِلي من عَداهم من أهلِ البلادِ، فأثْبَتَهُ العلماء من کلامِ الحِيتانِ له في فُراتِ الکُوفة.

وذلکَ أنَّهم روَوْا: أنَّ الماءَ طغي في الفراتِ وزادَ حتّي أشفقَ أهلُ الکوفة منَ الغرقِ، ففَزِعوا إِلي أميرِ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ فرَکِبَ بغلةَ رسولِ اللهِ صلّي الله عليهِ والهِ وخرجَ والنّاسُ معَه حتّي أتي شاطئ الفراتِ، فنزلَ عليه وأسبغَ الوضوءَ وصلّي منفرِداً بنفسهِ والنّاسُ يَرَوْنَه، ثمّ دعا الله بدَعَوَاتٍ سَمِعَها أکثرُهم، ثمّ تقدّمَ إِلي الفراتِ متوکئاً علي قضيبٍ بيده حتّي ضربَ به صفحةَ الماءِ وقالَ: «انقُصْ بإِذنِ اللهِ ومشيئتِه» فغاضَ الماءُ حتّي بَدِتِ الحِيتان من قعرِ البحرِ فنطقَ

[صفحه 348]

کثيرمنها بالسّلام عليه بامرةِ المؤمنينَ، ولم يَنطِقْ منهِا أصنافٌ من السُّموک، وهي: الجِرِّي[1] ، والزِّمّارُ[2] والمارماهي[3] .

فتعجّبَ النّاسُ لذلکَ وسألوه عن علّةِ نُطْقِ ما نطقَ وصمُوت ما صمتَ، فقالَ: «أنطقَ اللّهُ لي ما طَهَرمنَ السموکِ، وأصْمَتَ عثًي ما حرّمَه ونَجّسَه وبعّدَه»[4] وهذا خبرٌ مستفيضٌ شُهرتُه بالنّقلِ والرِّوايةِ کشُهرةِ کلامِ الذِّئبِ للنّبيِّ صلّي اللّهُ عليهِ وآلهِ وتسبيحِ الحصي بکفه[5] وحَنينِ الجِذْعِ إِليه، وإطعامِه الخلقَ الکثيرَمنَ الطّعام القليلِ. ومن رَامَ طعناً فيه فهولا يجدً منَ الشُّبهةِ في ذلکَ إِلاّ ما يتعلقُ به الطّاعِنونَ فيما عَدَدْناه من معجزاتِ النّبيِّ صلّي اللهُ عليهِ وآلهِ.


صفحه 348.








  1. الجري: صنف من السمک لا فلس له، ويقال له الجريث. (مجمع البحرين- جرر- 3: 244».
  2. الزمار والزمير: نوع من السمک. «مجمع البحرين- زمر- 3: 319».
  3. المارماهي: معرب وأصله حية السمک. «مجمع البحرين- مرر- 3: 485».
  4. المسعودي في اثبات الوصية: 128، والرضي في خصائص الأئمة: 58.
  5. في هامش «ش»: في کفه.