قلعه لباب خيبر و دحوه به علي الارض











قلعه لباب خيبر و دحوه به علي الارض



ومن أعلامِه عليه السّلامُ الباهرةِ ما أبانَه الله تعالي به منَ القدرةِ، وخصَّه به منَ القوّة، وخرق العادة بالأعجوبةِ فيه.

فمن ذلکَ ما جاءتْ به الآثارُ وتظاهرت به الأخبارُ، واتّفقَ عليه العلماءُ، وسَلّمَ له المخالفُ والمؤالفُ من قصّةِ خَيْبَرَ وقلعِ أميرِ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ بابَ الحصْنِ بيدِه، وَدحْوه به علي الأرضِ، وکانَ منَ الثِّقلِ بحيثُ لا يَحملهُ أقلُ من خمسينَ رجلاً.

وقد ذکر ذلکَ عبدُالله بن أحمد بن حَنْبَلٍ، فيما رواه عن مشيختهِ فقالَ: حدّثَنا إِسماعيلُ بنُ إِسحاقَ القاضي قالَ: حدّثَنا إِبراهيمُ بنُ حَمْزةَ قالَ: حدّثَنا عبدُ العزيز بن محمد، عن حَرَامٍ ، عن أبي عَتِيْق، عن ابني جابِرٍ، عن جابر: أنّ النّبي صلّي اللّهُ عليهِ وآلهِ دَفَعَ الرّايةَ إِلي عليِّ بنِ أبًي طالبِ عليهِ السّلامُ في يومِ خَيْبَرَ بعدَ أنْ دعا له، فجعلَ علي عليهِ السّلامُ يُسرِعُ المَسيْر[1] وأصحابُه يقولونَ له: ارْفُقْ، حتّي انتهي إِلي الحِصْنِ فاجتذبَ بابَه فألقاه بالأرضِ، ثمّ اجتمعَ عليه منّا سبعونَ رجلاً وکان جَهْدَهم أن أعادوا البابَ[2] .

وهذا ممّا خصَه اللّه تعالي به منَ القوّةِ، وخَرَقَ به العادةَ، وجعلَه عَلَماً مُعجِزاً کما قدّمناه.

[صفحه 334]


صفحه 334.








  1. في «م» وهامش «ش»: السير.
  2. انظر حديث فتح خيبر في تاريخ دمشق 1: 174- 248.