مروره بكربلاء و اشارته إلي وقعة الطف











مروره بکربلاء و اشارته إلي وقعة الطف



ومن ذلکَ ما رواه عُثمانُ بنُ عيسي العامريّ، عن جابرِ بنِ الحُر، عن جُوَيرية بن مُسْهِر العبديِّ قالَ: لمّا توجّهْنا معَ أميرِ المؤمنينَ عليِّ بنِ أبي طالبٍ عليهِ السّلامُ إِلي صِفِّيْنَ فبَلَغْنَا طُفوفَ کربلاءَ وقفَ عليهِ السّلامُ ناحيةً منَ العسکرِ، ثمّ نظرَيميناً وشمالاً واستعبرَ ثمّ قالَ: «هذا- ِوالله- مُناخُ رِکابهم ومَوضعُ مَنِيَّتِهم» فقيلَ له: يا أميرَالمؤمنينَ، ما هذا الموضعُ؟ قَالَ: «هذا کربلاءُ، يقتَل فيه قومٌ يَدخلونَ الجنّةَ بغيرِ حسابٍ» ثمّ سارَ.

فکانَ النّاسُ لا يَعرفونَ تأويلَ ما قالَ حتّي کانَ من أمرِ أبي عبدِاللهِ الحسينِ بنِ عليٍّ عليهما السّلام وأصحابِه بالطَّفِّ ما کانَ، فعَرفَ حينئذٍ من سَمِعَ مقالَه مِصداقَ الخبرِ فيما أنبأهم به[1] .

وکانَ ذلکَ من علمِ الغيبِ والخبرِ بالکائنِ قبلَ کونه، وهو المعجزُ الظّاهرُ والعَلَمُ الباهرُ حسبَ ما ذکرْناه.

والأخبارُ في هذا المعني يَطولُ بها الشّرح، وفيما أثبتْناه منها کفاية فيما قَصَدْناه.

[صفحه 333]


صفحه 333.








  1. وأشار الي الواقعة نصر بن مزاحم في وقعة صفين: 140- 141، والصدوق في أماليه: 117 /6، ونقله العلامة المجلسي في البحار 41: 6/286.