اخباره بدخول حبيب بن جماز المسجد براية ابن زياد











اخباره بدخول حبيب بن جماز المسجد براية ابن زياد



ومن ذلکَ ما رواه الحسنُ بنُ مَحبوب، عن ثابتٍ الثّمالِيِّ، عن أبي إِسحاقَ السّبيعي، عن سُوَيْدِ بنِ غَفَلةَ:أنًّ رجلاً جاءَ إلي أميرِ المؤمنينَ عليه السّلامُ فقالَ: يا أميرَ المؤمنينَ، إِنِّي مررتُ بوادي القُري، فرأَيتُ خالدَ بنَ عُرْفُطَةَ قد ماتَ بها فاستغفِرْ له، فقالَ أميرُ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ: «مَهْ، إِنّه لم يَمُتْ ولا يموتُ حتّي يقودَ جيشَ ضلالةٍ صاحبُ لوائه حبيبُ بنُ حِمازٍ» فقامَ رجل من تحتِ المِنبرِ فقالَ: يا أميرَ المؤمنينَ، واللّهِ إِنّي لکَ شيعةٌ، وِانِّي لکَ مُحِب، قالَ: «ومن أنتَ؟» قالَ: أنا سبيبُ بنُ حِمازٍ، قالَ: «إِيّاکَ أن تَحمِلَها، ولَتَحْمِلَنَّها فتَدخل بها من هذا الباب» وأومأ بيدِه إِلي بابِ الفِيْلِ.

فلمّا مضي أَميرُ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ وقضي الحسنُ بن عليٍّ من بعدِه، وکانَ من أمرِ الحسينِ بن عليِّ عليهما السّلامُ ومن ظهوره ما کانَ، بعثَ ابنُ زياد بعُمَر بن سعد إِلي الحسيَنِ بنِ عليٍّ عليهما السّلامُ وجعلَ خالدَ ابنَ عُرْفُطَةَ علي مقدِّمتهِ، وحبيبَ بنَ حِمازٍ صاحبَ رايتهِ، فسارَ بها حتّي دخلَ المسجدَ من بابِ الفِيْلِ[1] .

[صفحه 330]

وهذا- أيضاً- خبرٌ مُستفيضٌ لا يَتناکرُه أهل العلمِ الرُّواةُ للآثارِ، وهو منتشرٌ في أهلِ الکوفةِ، ظاهرٌ في جماعتِهم لا يتناکرُه منهم اثنانِ، وهو منَ المعجزِ الّذي بيّناه.


صفحه 330.








  1. شرح ابن ابي الحديد 2: 286، والمصنف في الاختصاص: 0 28، وذکره ابو الفرج في مقاتل الطالبيين: 71، والصفار في بصائر الدرجات: 318/ 11، والخصيبي في الهداية الکبري: 161، ونقله العلامه المجلسي في البحار 44: 260 / 12.