مقتل قنبر بيد الحجاج كما اخبره الامام











مقتل قنبر بيد الحجاج کما اخبره الامام



ومن ذلکَ ما رواه أصحابُ السِّيرة من طرقٍ مختلفةٍ: أنّ الحجّاجَ بنَ يوسفَ الثَقَفيّ قالَ ذاتَ يومٍ: أُحبُّ أن أُصيب رجلاً من أصحاب أبي ترابٍ فأتقرّب إِلي اللّهِ بدمهِ!! فقيلَ له: ما نَعلم أحداً کانَ أطولَ صحبةًَ لأبي ترابٍ من قَنْبَرمولاه، فبعثَ في طلبه فأُتيَ به فقالَ له: أنت قَنْبَر؟ قالَ: نعم، قال: أبو هَمْدانَ؟ قال:َ نعم، قالَ: مولي عليِّ بنِ أبي طالبٍ؟ قالَ: اللهُ مولايَ، وأميرُ المؤمنينَ عليّ وليّ[1] نعمتي، قالَ: ابرَأ من دِينهِ، قالَ: فإذا بَرِئتُ من دِينهِ تَدُلُّني علي دين غيرِه أفضلَ منه؟ فقالَ: إِنِّي قاتِلُکَ فاخترْ أيّ قتلةٍ أحبّ إِليک، قال: قد صَيَرتُ ذلکَ إِليکَ، قالَ: ولِمَ؟ قالَ: لأنّک لا تقتلُني قتلة إلاّ قتلتُکَ مثلَها، ولقد خبّرني أميرُ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ أنّ منيّتي[2] تکونُ ذبحاً ظلماً بغيرِ حقٍّ، قال: فأمرَ به فذُبِحَ[3] .

وهذا أيضاً منَ الأخبارِ التّي صحّت عن أميرِ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ بالغيبِ، وحصلتْ في باب المعجزِ القاهرِ والدّليلِ الباهرِ، والعلمِ

[صفحه 329]

الذي خصَّ الله به حُجَجَه من أنبيائه ورُسُلِه وأوصيائه عليهم السّلامُ، وهو لاحقٌ بما قدّمناه.


صفحه 329.








  1. في «م» وهامش «ش»: مولي.
  2. في «م» وهامش «ش»: ميتتي.
  3. نقله العلامة المجلسي في البحار 42: 126.