قتل الحجاج بن يوسف لكميل بن زياد











قتل الحجاج بن يوسف لکميل بن زياد



ومن ذلکَ ما رواه جَرِيْرٌ عنِ المُغِيرة قالَ: لمّا وُلِّيَ الحَجّاجُ طلبَ کُمَيْلَ بنَ زياد فهربَ منه، فحرمَ قومه عطاءهم، فلمّا رأي کُمَيْل ذلکَ قالَ: أنا شيخٌ کبيرٌ قد نَفِدَ عُمري، لا ينبغي أن أحرِمَ قومي عطيّاتِهم، فخرجَ فدفعَ بيدِه إِلي الحَجّاجِ، فلمّا رآه قالَ له: لقد کنتُ أُحِبُّ أن أجِدَ عليکَ سبيلاً، فقالَ له کُمَيْل: لا تَصْرِفْ[1] عليَّ أنيابکَ ولا تَهَدَّمْ عليّ[2] فواللهِ ما بقيَ من عُمري إِلاّ مثلُ کَواسِلِ[3] الغُبارِ، فاقض ما انتَ قاضٍ فإِنّ الموعدَ الله وبعدَ القتلِ الحساب، ولقد خَبّرَني أَميرُ المؤمنينَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ عليه السّلامُ أنّکَ قاتِلي؛قالَ: فقالَ له الحجّاجُ: الحجّةُ عليکَ إذنْ، فقالَ کُمَيْل: ذاکَ إن کانَ القَضاءُ إليکَ، قالَ: بلي قد کنتَ فيمنْ قتلَ عُثْمانَ بنَ عَفّان، اضرِبوا عُنقَه، فضُربَتْ عُنقه[4] .

[صفحه 328]

وهذا- أيضاً- خَبَرٌ رواه نَقَلةً- العامّةِ عن ثِقاتِهم، وشارَکَهم في نقلِه الخاصّةُ، ومَضمونُه من بابِ ما ذکرناه منَ المعجزاتِ والبراهينِ البيِّناتِ.


صفحه 328.








  1. الصريف: صوت الأنياب، وهو کناية عن التهديد «لسان العرب- صرف- 9: 191».
  2. في هامش «ش» و «م»: تهدم عليه: اذا اشتد غضبه عليه، انظر «الصحاح- هدم- 5: 2056».
  3. في هامش «ض» و«م»: کأنها بقايا الغبار التي کسلت عن أوائله.
  4. الاصابة3: 318، و نقله العلامة المجلسي في البحار 42: 148 / 12.