اخباره بمقتله و كيفيته











اخباره بمقتله و کيفيته



ومن ذلکَ ما تواترتْ به الرِّواياتُ من نعيِه عليهِ السّلامُ نفسَه قبلَ وفاتِه، والخبرِ عنِ الحادثِ في قتلِه، وأنه يَخرجُ منَ الدُّنيا شهيداً بضربةٍ في رأْسهِ يَخضِب دمُها لحيتَه، فکانَ الأمرُ في ذلکَ کما قالَ.

فمنَ اللفظِ الّذي رواه الرواة في ذلکَ قولُه عليهِ السّلامُ: «واللهِ لتُخْضبَنَّ هذهِ من هذا» ووضع يدَه علي رأْسِه ولحيتهِ ُ[1] .

وقولهُ عليهِ السّلامُ: «واللهِ لَيَخْضِبَنَّها من فوقِها» وأومأَ إِلي شيبتهِ «ما

[صفحه 320]

يَحبِسُ أشقاها!؟»[2] .

وقولُه عليهِ السّلامً: «ما يَمنعُ أشقاها أن يَخضِبَها من فوقِها بدم؟!»[3] .

ًوقولُه عليهِ السّلامُ: «أتاکم شهر رمضانَ ، وهوسيد الشهور وأوّلُ السّنةِ، وفيه تَدورُ رَحَي السُّلطانِ، ألا وانّکم حاجُّوا العام صفّاً و احداً، وآيةُ ذلکَ أنّي لستُ فيکم» فکانَ أصحابُه يقولونَ: إِنّه يَنعي إِلينا نفسَه ُ[4] ، فضُرِبَ عليهِ السّلامُ في ليلةِ تسعَ عَشرةَ، ومضي في ليلةِ إِحدي وعشرينَ من ذلکَ الشّهرِ.

ومنها ما رواه الثِّقات عنه:أنّه کانَ يُفطِرُ في هذا الشّهرِ ليلةً عندَ الحسنِ، وليلةً عندَ الحسينِ، وليلةً عندَ ابنِ عبّاسُ[5] ، لا يَزيدُ علي ثلاثِ لُقَمٍ، فقالَ له أحدُ ولديه- الحسنُ أو الحسينُ عليهماَ السلامُ- في ذلکَ، فقالَ: «يا بُنيَّ، يأْتي أمرُ اللّهِ وأنا خَميصٌ، إِنّما هي ليلة أو ليلتانِ» فاُصيبَ منَ الليلُِ[6] .

ومنها ما رواه أصحابُ الأثارِ: أنّ الجَعْدَ بنَ بَعْجَةُ[7] - رجلاً منَ

ا

[صفحه 321]

لخوارج- قالَ لأميرِ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ: اتّقِ اللّهَ- يا عليُّ- فإِنّک ميِّت، فقالَ اميرُ المؤمنينَ: «بل واللّهِ مقتولٌ قتلاً، ضربه علي (هذا وتخضبُ هذه )[8] - ووضعَ يَده علي رأْسِه ولحيتِه- عهدٌ معهود وقد خابَ منِ افتري»[9] .

وقولُه عليهِ السلامُ في الليلة التي ضربَه الشّقيُّ في آخرِها، وقد توجّهَ إِلي المسجدِ فصاحَ الإوَزُّ في وجهِه فطردهنَّ النّاسُ عنه، فقالَ: «اترکوهنَّ فإِنّهن نَوائحُ»

.


صفحه 320، 321.








  1. الطبقات الکبري 3: 34، الغارات 2: 443، الکني للدولابي: 143، الاستيعاب 61:3.
  2. الغارات 2: 444.
  3. الغارات 1: 30، الاستيعاب 3: 61.
  4. نقله العلامة المجلسي في البحار 42: 193 /9.
  5. في هامش «ش» و «م» نسخة اخري: عبدالله بن جعفر. وهو الاولي، انظر اوائل الارشاد.
  6. اخرجه الخوارزمي في المناقب: 392 / 410، وابن الأثير في اُسد الغابة 4: 35، وابن الصباغ في الفصول المهمة: 139، وانظر مصادر اُخري في أوائل الکتاب في فصل آخر من الاخبار التي جاءت بنعيه.
  7. في «ش» و«م»: نعجة، وفي هامشها: بعجة وليس منهم نعجة.
  8. في «م» وهامش «ش»: هذه تَخْضِبُ هذه.
  9. رواه الثقفي في الغارات 1: 108، والحاکم في المستدرک علي الصحيحين 3: 143، وابن عساکر في تاريخ دمشق- ترجمة امير المؤمنين عليه السلام- 3: 4/278 36 1، وابن الجوزي في تذکرة الخواص: 158، والطبري في ذخائر العقبي: 112، وذکره الطيالسي في مسنده: 23، قائلاً: جاء رأس الخوارج الي علي.