تحذيره لجماعة من سوء الاستجابة لاهل الشام
ومن ذلکَ قولُه عليهِ السّلامُ وقد رفعَ أهلُ الشّام المصاحفَ، وشکَّ فريقٌ من أصحابه ولَجَؤوا إِلي المسالمةِ ودَعَوْه إِليها: «ويَلَکم إِنّ هذهِ خديعة، وما يُريدُ القَومُ القرآن، لأنّهم ليسوا باهلِ قرآني، فاتّقوا اللّهَ وامضُوا علي بصائرِکم في قتالِهم، فإِنْ لم تفعلوا تفرّقتْ بکم السبُلُ ، ونَدِمتم حيثُ ُ[1] لا تنفعُکم النّدامةً»[2] فکانَ الأمرُ کما قالَ، وکفرَ القومُ بعدَ التّحکيمِ، ونَدِموا علي ما فَرَطَ منهم في الإجابةِ إِليه، وتفرّقتْ بهم السُّبُلُ، وکانَ عاقبتهم الدَّمار.