تسمية رسول الله باميرالمؤمنين في حياته











تسمية رسول الله باميرالمؤمنين في حياته



أخبرني أبو الجيش المظفر بن محمد البلخي قال: أخبرنا[1] أبو بکر محمد بن أحمد بن أبي الثلج[2] قال: أخبرني الحسين بن أيوب، عن محمد

[صفحه 46]

ابن غالب، عن (علي بن الحسن، عن الحسن بن محبوب)[3] عن أبي حمزة الثمالي،عن أبي اسحاق السبيعي، عن بشير الغفاري، عن أنس بن مالک قال: کنت خادم رسول الله صلّي اللّه عليه واله فلمّا کانت ليلة أُمّ حبيبة بنت أبي سفيان، أتيت رسول الله صلّي الله عليه وآله بوَضُوء فقال لي: «يا أنَس ابن مالک، يدخُل عليک من هذا الباب الساعة أميرُ المؤمنين وخيرُ الوصييِن، أقدمُ الناس سِلماً، وأکثرُهم علماً، وأرجحُهم حِلماً» فقلتُ: اللهمَّ اجعله من قومي. قال: فلم ألبَثْ أن دَخَل عليُّ بن أبي طالب عليه السلام من الباب ورسولُ اللّه صلّي اللّه عليه وآله يَتَوضّأ، فردّ رسولُ اللّه صلّي الله عليه وآله الماءَ علي وجه عليّ عليه السلام حتّي امتلأت عيناه منه، فقال علي: «يا رسولَ الله، أحَدَثَ فيّ حَدَثٌ؟» فقال له النبي صلّي اللّه عليه واله: «ما حَدَثَ فيک إلاّ خيرٌ، أنت منّي وأنا مِنک، تُؤدّي عنّي وتَفي بذمّتي، وتغسلني وتُواريني في لَحْدي، وتُسْمِع، الناسَ عنّي وتبُينّ لهم من بعدي». فقال علي عليه السلام: «يا رسول الله، أوَما بَلّغْتَ؟ قال: بلي، ولکن تُبيّنُ لهم ما يختلفون فيه من بعدي»[4] .

[صفحه 47]

أخبرَني أبو الجيش المًظَفَّر بن محمّد، عن محمّد بن أحمد بن أبي الثَلْج قال: حدَّثني جدّي قال: حدَّثنا عبداللّه بن داهر قال: حدَّثني أبي داهر بن يحيي الأحمري المُقْرئ،عن الأعْمَش، عن عَبايَة الأسْدي[5] ، عن ابن عبّاس أنّ النبي صلّيَ الله عليه واله قال لاُمّ سلمة رضِي اللّه عنها: «إسمَعي وأشْهَدي، هذا عليّ أميرالمؤمنين وسيُد الوصيين[6] »[7] .

وبهذا الإسناد عن محمد بن أبي الثلج قال: حدَّثني جدّي قال: حدَّثنا عبد السلام بن صالح قال: حدَّثني يحيي بن اليَمان قال: حدَّثني سُفيان الثَوري، عن أبي الجَحّاف، عن معاوية بن ثَعْلَبَة قال: قيل لأبي ذَرٍّ رضي اللّه عنه: أوْص، قال: قد أوصيتُ، قيل: إلي من؟ قال: إلي أميرالمؤمنين، قيل: عثمان؟ قال: لا، ولکن إلي أميرالمؤمنين حَقِّاً أميرِ المؤمنين علي ابن أبي طالب، إنّه لَزِرّ[8] الأرض، ورَبّانيّ[9] هذه الأمّة، لو قد فقدتموه

[صفحه 48]

لأنکرتم الأرضَ ومَن عليها[10] .

وحديث بًرَيْدَة بن الحُصَيب الأسلَمي - وهو مشهور معروف بين العلماء، بأسانيد يطول شرحها - قال: إنّ رسول اللّه صلّي الله عليه واله أمّرني سابعَ سبعة، فيهم أبو بکر وعُمَر وطًلْحَة والزُبَير، فقال: «سلّموا علي عليّ بإمْرَة المؤمنين» فسلّمنا عليه بذلک، ورسولُ اللّه صلّي اللّه عليه وآله حيّ بين أظهرنا[11] .

في أمثال هذه الأخبار يطول بها الکتاب.


صفحه 46، 47، 48.








  1. کذا في متن «ش» وفي «م» وهامش «ش»: أخبرني.
  2. في «م» و«ح»: محمد بن أبي الثلج، وهو أيضاً صحيح نسبة الي الجدّ.
  3. کذا صححه في هامش «ش»، ونسبه في هامش «م» إلي نسخة، وفي متن النسخ: علي ابن الحسن بن محبوب، وکتب في «ش» فوقه علامة (ج)، والظاهر صحة ما أثبتناه في المتن، ولم نجد راوٍ بهذا الأسم في ضمن الروايات، وأما الحسن بن محبوب فانه يروي عن أبي حمزة الثمالي بکثرة وهو رواي کتابه في فهرست الشيخ: 41 /137 ويروي عن ابن محبوب علي بن الحسن بن فضّال وعلي بن الحسن الطاطري، وقد روي المصنف عين هذا السند في اماليه: 18 عن محمد بن غالب عن علي بن الحسن عن عبد الله بن جبلة، وروي الصدوق في التوحيد: 157 بسنده الي ابن أبي الثلج عن الحسين بن ايوب عن محمد ابن غائب، عن علي بن الحسين، وفي تهذيب الشيخ 4: 165 / 468 بسند آخر عن محمد بن غالب عن علي بن الحسن بن فضال.
  4. اليقين:35، مصجاح الأنوار: 199 نحوه، ونقله العلامة المجلسي في البحار 37: 330 / 66.
  5. کذا في متن النسخ، وفي هامش «ش» و «م»: الازدي، ولم يعلم کونه تفسيراً أو نسخة بدل، وعلي أي حال کتب في هامش «ش» و«م»: هو عباية بن کليب الازدي.وهامش آخر في «م»: هو الازدي ابدلت السين من الزاي، هذا ولکن لا يبعد کون المراد من عباية الاسدي هو عباية بن ربعي الأسديَ، فقد عنونه ابن ابي حاتم في الجرح والتعديل 7: 29 وصرحّ بروايته عن ابن عباس ورواية الأعمش عنه ونقل عن والده: کان من عتق الشيعة، انظر ميزان الاعتدال 2: 387 أيضاً.
  6. في «م» وهامش «ش»: في نسخة: المسلمين.
  7. مناقب آل ابي طالب 3: 54، اليقين: 29، 35، ونقله العلامة المجلسي في البحار 37: 330/ 67.
  8. زرّ الأَرض: أي قوامها، واصله من زر القلب، وهو عُظَيْم صغير يکون قوام القلب به «النهاية-زرر- 2: 300».
  9. الرباني: الکامل في العلم والعمل. «مجمع البحرين - ربب - 2:65»، وفي «م» وهامش «ش»: في نسخة: وربي.
  10. اليقن: 16باختلاف يسير، ونقله العلامة المجلسي في البحار 37: 331 / 68.
  11. ورد نحوه في مصباح الأنوار: 154، وبشارة المصطفي: 185، واليقين: 44 و 54 و 98، وإرشاد القلوب: 325.