ما جاء عنه من اخبار بالغائبات و تحقق ذلك











ما جاء عنه من اخبار بالغائبات و تحقق ذلک



ومن آياتِ اللّهِ عزّ وجلّ الباهرةِ فيه عليهِ السّلامُ والخواصِّ التي أفردَه بها، ودلَّ بالمعجزِ منها علي إِمامتِه ووجوبِ طاعتِه وثبوتِ حجّتِه، ما

[صفحه 313]

هومن جملةِ الخرائج[1] التي أبانَ بها الأنبياءَ والرُّسُلَ عليهم السّلامُ وجَعَلَها أعلاماً لهم علي صدقِهم.

فمن ذلکَ ما استفاضَ عنهُ عليه السّلامُ من إِخبارِه بالغائباتِ والکائنِ قبلَ کونه، فلا يَخْرِمُ من ذلکَ شيئاً، ويُوافِقُ المُخْبَرُمنه خَبَرَه حتّي يُتَحَقَّقَ الصدقُ فيه، وهذا من أبهرِ مُعجزاتِ الأنبياءِ عليهم السّلامُ.

ألا تَري إِلي قولهِ تعالي فيما أبانَ به المسيح عيسي بن مريمَ عليهِ السّلامُ منَ المعجزِ الباهرِ والآيةِ العجيبةِ الدّالّةِ علي نبوّته:(وَأُنبِّئُکُمْ بِمَا تَأْکُلُوْنَ وَمَا تَدخِروْنَ فيْ بيُوْتِکُمْ )[2] . وجعلَ عزّاسمُه مثلَ ذلکَ من عجيب آياتِ رسولِ اللّهِ صلّي الله عليهِ وآلهِ فقالَ عندَ غَلَبةِ فارسٍ الرُّومَ: (آلمَ *غُلبَتِ الرُّومُ * فيْ أدْنَي الأرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبوْنَ * فيْ بِضْعِ سِنِين )[3] فکانَ الأمرُفي ذلکَ کما قالَ.

وقالَ عزّ وجلّ في أهلِ بَدْرٍ قبلَ الوَقعةِ: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّوْنَ الدُّبُرَ)[4] فکانَ کما قالَ من غيرِ اختلافٍ في ذلکَ.

وقالَ عزّ قائلاً: (لَتَدْخُلُنَّ اْلمَسْجِدَ الْحَرَامَ إنْ شاء اللّهُ امِنِيْنَ مُحَلِّقِيْنَ

[صفحه 314]

رُءُؤْسَکُمْ وَمُقَصِّرِيْنَ لا تَخَافُوْنَ )[5] فکانَ الأمر في ذلکَ کما قالَ.

وقالَ جلّ وعزّ: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأيتَ النَّاسَ يَدْخُلُوْنَ فِيْ دِيْنِ اللّهِ أفْوَاجَاً)[6] فکانَ الأمرُ في ذلکَ کما قالَ.

وقالَ مُخبِراً عن ضمائرِقومِ من أهلِ النِّفاقِ: (وَيَقُوْلُوْنَ فِيْ أَنْفُسِهِمْ لَوْلاَ يُعَذِّبُنَا الله بِمَا نَقُولُ )[7] فخبَّرَعن ضمائِرِهم وما أخفَوْه في سرائرِهم.

وقالَ عزّ وجلّ في قصّةِ اليهود ِ: (قُلْ يا أيُّهَا الَّذِيْنَ هَادُوْا إِنْ زَعَمْتُمْ أثَکُمْ أوْليَاءُ للّهِ مِنْ دُوْنِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا اْلمَوْتَ إِنْ کُنْتُمْ صَادِقِيْنَ * وَلاَ يَتَمَنَّوْنَهُ أبَدَاً بِمَا قَدَّمَتْ أيْدِيْهِمْ وَاللُّه عَلِيْمٌ بالظَّاِلمِيْنَ )[8] فکانَ الأمر کما قالَ، ولم يجسر أحد منهم أنْ يَتمنّاه، فحقّقَ ذلک خبرَه، وأبان عن صدقِه، ودلّ به علي نبوته عليهِ السّلامُ؛في أمثالِ ذلکَ ممّا يطول به[9] الکتابُ.


صفحه 313، 314.








  1. في هامش «ش» و «م»: «الخرائج: هي المعجزات، يقال: خرائج الشريعة وهي التي تخرج علي ايديهم مصححة لدعاويهم وکذلک هي في کتاب الجليس والانيس للمعافي ابن زکريا من خ رج».
  2. آل عمران 3: 49.
  3. الروم 30: 1- 4.
  4. القمر 54: 45.
  5. الفتح 48: 27.
  6. النصر 110: 1- 2.
  7. المجادلة 58: 8.
  8. الجمعة 62: 6- 7.
  9. في «م» وهامش «ش»: باثباته.