من كلامه في وصفِ الإنسانِ











من کلامه في وصفِ الإنسانِ



قولُه: «أعجب ما في الإنسانِ قلبُه، وله مواد من الحکمة وأضدادها، فإِنْ سَنَحَ له الرّجاء أذَلهَ الطَّمَعُ، وإنْ هاجَ به الطَّمَع أهلکه الحِرصُ، وِان مَلَکَة اليأْسُ قَتلَه الأسَفُ، وإن عَرَضَ له الغَضَبُ اشتدَ به الغَيْظُ، وإن أسْعِفَ بالرِّضا نَسِيَ التّحفُّظَ، وِانْ ناله الخوفُ شَغلَه الحَذَرُ، وإنِ اتّسعَ له الأمنُ استولتْ عليه الغِرَّةُ[1] ، وإنْ جُددَتْ له نِعْمةٌ أخذتْه العِزّةُ، وِانْ أصابتْه مُصيبةٌ فَضَحَه الجَزَعُ، وانْ أفادَ مالاً أطغاه الغِني، وِان عَضَّتْه فاقةٌ شَغلَه البَلاءُ، وِانْ أجهده الجُوعُ قَعَدَ به الضعفُ، وإن أفرطَ في الشَبَعِ کَظَّتْه البِطْنةُ، وکلُّ تقصيرٍ به مضِرٌّ، وکلُّ إِفراطٍ له مُفْسِدٌ»[2] .

[صفحه 302]

ومن کلامِه عليهِ السّلامُ وقد سَأل شَاهْ زَنانَ بنتَ کِسْري حينَ أُسِرَتْ: «ما حَفِظْتِ عن أبيکِ بعدَ وَقْعةِ الفِيْل؟» قالتْ: حَفِظْنا عنه أنّه کانَ يقولُ: إِذا غَلَبَ الله علي أمرٍ ذَلَّتِ المَطامعُ دونَه، وإذا انقضَتِ المُدّةُ کانَ الحَتْفُ في الحِيْلةِ. فقالَ عليهِ السّلامُ: «ما أحسَنَ ما قالَ أبوکِ! تَذِلُّ الأمورُ للمَقاديرِ حتّي يکونَ الحَتْفُ في التدبيرِ»[3] .

ومن کلامه عليهِ السّلامُ: «مَنْ کانَ علي يَقينٍ فأصابَه شکّ فليَمْضِ علي يقينهِ، فإِنَّ اليقينَ لايُدفَعْ بالشّکِّ»[4] .

ومن کلامِه عليهِ السّلامُ: «المؤمنُ مِنْ نفسِه في تَعَبٍ، والنّاسُ منه في راحةٍ»[5] .

وقالَ عليهِ السّلامُ: «مَنْ کَسِلَ لم يُؤَدِّ حقّاً للّهِ تعالي عليهِ»[6] .

وقالَ عليهِ السّلامُ: «أَفضل العِبادةِ: الصّبرُ، والصّمتُ، وانتظارُ الفرجَ»[7] .

وقالَ عليهِ السّلامُ: «الصّبرُعلي ثلاثةِ أوْجُهٍ: فصبرٌ علي المًصيبةِ، وصبرٌ عَنِ المعصيةِ، وصبرٌ علي الطّاعةِ»[8] .

[صفحه 303]

وقالَ عليهِ السّلامُ: «الحِلْمُ وَزيرُ المؤمنِ، والعِلْمُ خَليلهُ، والرِّفْقُ أخوه، والبرُّ والدهُ، والصّبرُ أميرُ جُنودِهِ»[9] .

وقالَ عليهِ السّلام: «ثلاثةٌ من کنوز الجنّةِ: کِتمانُ الصّدَقةِ، وکِتمانُ المُصيبةِ، وکِتمانُ المَرَضِ»[10] .

وقالَ عليهِ السّلامُ: «احْتَجْ إِلي مَنْ شِئْتَ تَکُنْ أسيرَه، واستغنِ عمّنِ شِئتَ تکنْ نَظيرهَ، وأفْضِلْ علي مَنْ شِئتَ تکنْ أميرهَ»[11] .

وکانَ يقول عليهِ السّلامُ: «لا غِني معَ فُجورٍ، ولا راحةَ لِحَسودِ، ولا مَوَدّةَ لملول».

وقالَ للأحْنَفِ بنِ قَيْس: «السّاکِتُ أخو الرّاضي، ومَنْ لم يکنْ معَنا کانَ علينا».

وقالَ عليهِ السّلامُ في «الجُوْدُ مِنْ کَرَم الطّبيعةِ، والمَنُّ مَفْسَدةٌ ِلصّنيعةِ».

وقالَ عليهِ السّلامُ: «تَرْکُ التّعاهُدِ للصَّديقِ داعِيَةُ القَطِيعةِ».

وکانَ عليهِ السّلامُ يقولُ: «إِرجافُ العامّةِ بالشّيّءِ دَليلٌ علي مقذَماتِ کَوْنه».

وقالَ عليهِ السّلامُ: «اطلُبوا الرِّزقَ فإِنّه مضمون لطالبِه».

[صفحه 304]

وقالَ عليهِ السّلامُ: «أربعةٌ لا تُرَدَّ لهم دَعوة: الإمامُ العادِلُ لرعيّتِه، والوالد البار لولده، والولدُ البارُ لوالدِه، والمظلومُ، يقول اللّهُ عزّ اسمُه: وعزّتي وجَلالي، لأنتصرَنَّ لکَ ولوبعدَ حينٍ».

وقالَ عليهِ السّلامُ: «خيرُ الغِني ترکُ السُّؤالِ، وشر الفقرِ لزُوم الخضوعَ».

وقالَ عليهِ السّلامُ: «ضاحِک مُعترِفٌ بذنبِه، أفضلُ من باکٍ مُدِلًّ علي ربه».

وقالَ عليهِ السّلامُ: «المعروفُ عِصمةٌ منَ البَوارِ، والرِّفقُ نَعْشةٌ منَ العِثارِ».

وقالَ عليهِ السّلامُ: «لا عُدَّةَ أنفعُ منَ العَقْلِ، ولاعَدُوَ أضرُ منَ الجَهْلَ».

وقالَ عليهِ السّلامُ: «لولا التّجارِبُ عَمِيَتِ المَذاهِبُ».

وقالَ عليهِ السّلامُ: «مَنِ اتّسعَ أمَلهُ قَصرُ عَمَلهُ».

وقالَ عليهِ السّلامُ: «أشکر الناس أقنعهم، وأکفرهم للنّعم أجْشَعُهم».

في أمثالِ هذا الکلامِ المفيدِ للحِکمةِ وفَصْلِ الخِطاب، لم نَستوفِ ما جاء في معناهُ عنه عليهِ السّلامُ، لئلا يَنتشرَ الخِطاَبُ، ويطولَ الکتابُ، وفيما أثبتناهُ منه مقنعٌ لذوي الألبابِ.


صفحه 302، 303، 304.








  1. الغِرة: الغفلة. «الصحاح- غرر- 2: 768».
  2. الکافي 8: 21، علل الشرائع: 109 /7، خصائص الأئمة للرضي: 97، دستور معالم الحکم: 139، نثر الدرّ 1: 276.
  3. ذيله في نثر الدرّ 1: 285، تحف العقول: 223.
  4. تحف العقول: 109.
  5. الخصال: 620، تحف العقول: 110.
  6. الخصال: 620، تحف العقول: 110، کنز الفوائد 1: 278.
  7. تحف العقول: 201، ومثله في نثر الدر 1: 279، وليس فيه: «الصبر».
  8. الکافي 2: 75، التمحيص: 64 / 149، تحف العقول: 206.
  9. الکافي 2: 75، التمحيص: 64 / 149، تحف العقول: 206.
  10. دعوات الراوندي: 164 نحوه عن رسول الله صلي الله عليه وآله.
  11. ذکره الصدوق في الخصال: 420 بتقديم وتأخير، والکراجکي في کنزه 2: 194، ورواه المسعودي باختلاف يسيرفي مروج الذهب 2: 420 ضمن وصية الامام لابنه الحسن عليهما السلام.