من كلامه في الحِكمةِ والمَوعِظَةِ











من کلامه في الحِکمةِ والمَوعِظَةِ



قولُه: «خُذوا- رَحِمکمُ اللّهُ- من مَمَرّکم لِمَقَرِّکم، ولا تَهتِکوا

[صفحه 296]

أستارَکم عندَ مَنْ لا يَخفي عليهِ اسرارُکم، وأخرِجوا مِنَ الدُّنيا قُلوبکم قبلَ أن تُخْرَجَ منها أبدانُکم، فلِلآخِرةِ خًلِقتُم وفي الدُّنيا حُبِسْتُم، إنّ المرءَ إِذا هَلَکَ قالتِ الملائکةُ: ما قَدَّمَ؟ وقالَ النّاسُ: ما خَلَّفَ؟ فلِلّهِ اباؤکم[1] ، قَدِّموا بعضاً يَکُنْ لکم، ولا تخلفوا کلاً فيکونَ عليکم، فإِنّما مثلُ الدُّنيا مثل السّمِّ، يأْکًلُه من لا يَعرِفُه»[2] .

ومن ذلکَ قولهُ عليهِ السّلامُ: «لا حياةَ إلاً بالدِّينِ، ولا موتَ إِلا بجحُودِ اليقينِ، فاشرَبوا العَذْبَ الفُراتَ يُنَبِّهْکم من نَوْمةِ السُّباتِ، وِإيّاکم والسّمائم المُهْلِکاتِ».

ومن ذلکَ قولُه عليهِ السّلام: «الدُّنيا دارُ صِدْقٍ لمن عَرَفَها، ومِضّمارُ الخَلاصِ لمن تَزَوَّدَ منها، هي مَهبطُ وحي اللهِ، ومَتْجَرُ أوليائه، اتَّجَرُوا فَرَبِحُوا الجنّة».

ومن ذلکَ کلامُه عليهِ السّلامُ لرجلٍ سَمِعَه يَذُمُّ الدُّنيا من غيرِ مَعرِفةٍ بما يجبُ أن يَقولَ في معناها: «الدُّنيا دارُ صدقٍ لمن صَدقَها، ودارُ عافيتن لمن فَهِمَ عنها، ودارُغِنيً لمن تَزوَّدَ منها، مَسجِدُ أنبياءِ اللّهِ، ومَهبط وحيهِ، ومُصَلَّي ملائکتِه، ومَتْجَر أوليائه، اکتسبوا فيها الرَّحمةَ، ورَبِحوا فيها الجنَّةَ. فمن ذا يَذُمُّها، وقد اذَنَتْ ببينِها، ونادتْ بفراقِها، ونَعَتْ نفسَها، فشوَّقَتْ بسُرورِها إِلي السُّرور، وببلائها إِلي البلاءِ، تخويفاً وتحذيراً وترغيباً

[صفحه 297]

وترهيباً. فأيُّها الذّامُّ للدُّنيا والمُعتلُّ[3] بتغريرها، متي غَرَّتْکَ؟ أبمصارِعِ آبائکَ منَ البلي! أم بِمضاجِعِ أمّهاتِکَ تحتَ الثَّري! کم عَللْتَ بکفَّيْکَ! ومَرَّضْتَ بيَديکَ! تبتغي لهمُ الشِّفاءَ، وتَستوصِفُ لهمُ الأطبّاءَ، وتَلتمِس لهمُ الدّواءَ، لم تَنفَعْهم بِطَلِبَتِکَ، ولم تُسْعِفْهم[4] بشفاعتِکَ. مَثَّلَتِ الدُّنيا بهم مَصْرَعَکَ ومَضْجَعَکَ، حيثُ لايَنفَعُکَ بکاؤکَ، ولا يُغني عنکَ أحِبّاؤکَ»[5] .

ومن ذلکَ قولُه عليه السّلامُ: «أيُّها النّاسُ، خذوا عنِّي خمساً، فواللّهِ لو رَحَلْتُمُ المَطِيَّ فيها لأَنضيتمُوها قبلَ أن تَجدوا مِثلَها: لا يَرْجُوَنَّ أحدٌ إلاّ ربَّه، ولا يَخافَنَّ إلاّ ذنْبَه[6] ، ولا يَسْتَحْيِيَنًّ العالِم إِذا سُئلَ عمَّا لا يَعلَمُ أن يقولَ:الله أعلمُ، (ولا يستحيين احد اذا لم يعلم الشيء ان يتعلمه )[7] والصَّبرُمِنَ الإِيمان بمنزلةِ الرأس، منَ الجسدِ، ولا إِيمان لمن لا صبرَله»[8] .

ومن ذلکَ قوک عليهِ السّلامُ: «کلُّ قولٍ ليس للهِّ فيهِ ذِکرٌ فلَغْوٌ،

[صفحه 298]

و کلُ صمتٍ ليس فيه فِکَرٌ فسَهْوٌ، وکلُّ نَطَرٍ ليس فيه اعتبارٌ فلَهْوٌ»[9] .

وقولُه عليهِ السّلامُ: «ليس مَنِ ابتاعَ نقسَه فأعتَقَها کمن باعَ نفسَه فأوبقَها»[10] .

وقوله عليهِ السّلامُ: «من سُبِقَ إِلي الظِّلِّ ضَحِيَ، ومن سُبِقَ إِلي الماءِ ظَمِئ».

وقوله عليهِ السّلامُ: «حُسْنُ الأدَبِ يَنوبُ عَنِ الحَسَب».

و قوله عليهِ السّلام: «الزّاهِدُ في الدُّنيا، کلَّما ازدادتْ له تَحَلًّياً[11] ازدادَ عنها تَوَلِّياً» .

وقوله عليهِ السّلام: «المَوَدّةُ أشبَکُ الأنسابِ، والعِلمُ أشرَفُ الأحسابِ».

وقولهُ عليهِ السّلامُ: «إِنْ يَکُنِ الشُّغْلُ مَجْهَدةً، فاتًصال الفَراغِ مَفْسَدة».

وقوله عليهِ السّلامُ: «من بالَغَ في الخُصومة أثِمَ، ومن قَصَّرَ فيهَاخصِمَ».

وقولهُ عليهِ السّلامُ: «العَفْو يُفسدُ مِنَ اللئيمِ بقَدرِ إِصلاحِه مِنَ الکريم».

[صفحه 299]

وقولُه عليهِ السّلام: «مَن أحبَّ المَکارِمَ اجتنبَ المَحارِمَ».

وقولُه عليهِ السّلامُ: «من حَسُنَتْ بهِ الظُّنونُ، رَمَقَتْهُ الرِّجالُ با لعُيونِ».

وقولُه عليهِ السّلامُ: «غاية الجُودِ، أن تُعطيَ من نفسِکَ المَجهودَ».

وقولُه عليهِ السّلامُ: «ما بَعُدَ کائنٌ، ولا قَرُبَ بائنٌ».

وقولًه عليهِ السّلامُ: «جَهْلُ المرءِ بعيُوبِه من أکبرِذُنوبِه».

وقولُه عليهِ السّلامُ: «تَمامُ العَفافِ الرِّضا بالکَفافِ».

وقولهُ عليهِ السّلامُ: «أتَمُّ[12] الجُودِ ابتناءُ المکارمِ واحتمالُ المغارِمِ».

وقولُه عليهِ السّلامُ: «أظهر الکَرَمِ صِدقُ الإخاء ِفي الشِّدّةِ والرَخاءِ».

وقولُه عليهِ السّلامُ: «الفاجرُ إِن سَخِطَ ثَلَبَ، وإنْ رَضِيَ کَذَبَ، لمِ ان طَمعَ خَلَبَ».

وقولُه عليهِ السّلام: «مَنْ لم يکنْ أکثرَما فيه عقلُه، کانَ بأکثرِما فيه قتلُه».

وقولُه عليهِ السّلامُ: «احتملْ زَلّةَ وَليِّکَ، لِوَقتِ وَثبْةِ عدوِّکَ».

وقوک عليهِ السّلام: «حُسْن الاعترافِ يَهدِمُ الاقترافَ».

[صفحه 300]

وقوله عليهِ السّلامُ: «لم يَضِعْ من مالِکَ ما بَصَّرَکَ صلاحَ حالِکَ».

وقولُه عليهِ السّلامُ: «القَصْدُ أسهل مِنَ التّعسُّفِ، والکَفُّ أودعُ من التّکلُّفِ».

وقولُه عليهِ السّلامُ: «شرُّ الزّادِ إِلي المَعادِ احتقابُ ظُلمِ العِبادِ».

وقولُه عليهِ السّلامُ: «لا نَفادَ لِفائدةٍ إِذا شُکِرَتْ، ولا بَقاءَ لِنعمةٍ إِذا کُفِرَتْ».

وقولُه عليهِ السّلامُ: «الدّهرُ يومانِ، يومٌ لکَ ويومٌ عليکَ، فإِنْ کانَ لکَ فلا تَبْطَرْ، وِانْ کانَ عليکَ فاصبِر».

وقولُه عليهِ السّلامُ: «رُبَّ عزيزٍ أذَلَّهُ خُلقُه، وذليلٍ أعَزَّهُ خُلقُه».

وقولُه عليهِ السّلامُ: «مَنْ لم يًجرِّب الأمورَ خُدعَ، ومن صارعً الحقَّ َصرُعَ».

وقولُه عليهِ السّلامُ: «لو عُرِفَ الأجَلُ قَصُرَ الأمَلُ».

وقولُه عليهِ السّلامُ: «الشُکرُ زِينةُ الغِني، والصّبرُ زِينةُ البَلوي».

وقولُه عليهِ السّلام: «قِيمةُ کلِّ امرئ ما يحسن».

وقولُه عليهِ السّلامُ: «النّاسُ أبناءُ ما يُحسِنونَ».

وقولُه عليهِ السّلامُ: «المَرء مَخْبوء تحتَ لسِانهِ».

وقولًه عليهِ السّلامُ: «مَنْ شاوَرَ ذَوي الألباب دلَّ علي ا لصّوابِ».

[صفحه 301]

وقولُه عليهِ السّلامُ: «مَنْ قَنعَ باليسيرِ استغني عنِ الکثير، ومَنْ لم يَستغنِ بالکثيرِ افتقرَ إِلي الحقيرِ».

وقولُه عليهِ السّلامُ: «مَنْ صَحَتْ عرُوقُه أثمرَتْ فرُوعُه».

وقولُه عليهِ السّلامُ: «من أمِلَ إِنساناً هابَه، ومن قَصُرَ عن معرفةِ شيءٍ عابَه».


صفحه 296، 297، 298، 299، 300، 301.








  1. في «م» وهامش «ش»: أبرکم.
  2. رواه الصدوق في أماليه: 97، وعيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 298، واورده الشريف الرضي في نهج البلاغة 2: 209 / 198 باختلاف يسير.
  3. کذا في «م» وهامش «ش» وفي «ش» والمعتبر وفي النهج ومروج الذهب: «والمغتر».
  4. في «ش» و«ح»: تَشْفِهم، وفي هامش «ش» و«م»: تُشَفّعهم.
  5. رواه ابن قتيبة في عيون الأخبار 2: 329، واليعقوبي في تاريخه 2: 208، والمسعودي في مروج الذهب 2: 419، والشريف الرضي في النهج 3: 181 / 131، والآبي في نثر الدر 1: 273، وابن شعبة في تحف العقول: 186 باختلاف يسير في ألفاظه.
  6. في «ش»: عذابه.
  7. لم ترد في «م» و«ش»، واثبتأها من هامش «ش» وهي موافقة لما في جميع المصادر.
  8. صحيفة الامام الرضا عليه السلام: 81 / 177، العقد الفريد 4: 169، عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 44، الخصال:315 / 96، نهج البلاغة 3: 168 / 82.
  9. رواه الصدوق في أماليه: 96، والخصال: 98، ومعاني الأخبار: 344، وابن شعبة في تحف العقول: 215 باختلاف يسير.
  10. نثر الدر 1: 295، ونحوه في نهج البلاغة 3: 183 / 133.
  11. في هامش «ش» و«م»: تجلّياً.
  12. في «ش»: أعم.