من كلامه عن عدول الامر عن اهل البيت











من کلامه عن عدول الامر عن اهل البيت



وقد روي نَقَلةُ الآثارِ[1] أنّ رجلاًً من بني أسَدٍ وَقَفَ علي أَميرِ المؤمنينَ عليهِ السّلام فقالَ: يا أميرَ المؤمنين، العَجَبُ منکم يا بَني هاشمٍ، کيفَ عُدِلَ بهذا الأمرِ عنکم، وأَنتُمً الأعلَوْنَ نَسَباً، نَوْطاً[2] بالرّسولِ، وفَهْماً للکتاب[3] !؟ فقالَي أميرُ المؤمنين عليهِ السّلامُ: «يا ابنَ دوْدَانَ[4] ، إِنّکَ لَقَيقُ الوَضِينِ[5] ، ضَيِّقُ المَحزمِ[6] ، تًرسِلُ غيرَ ذي

[صفحه 295]

مَسَدٍّ[7] . لَکَ ذِمامةُ الصِّهْر وحقُّ المسألةِ، وقد استعلمتَ فاعلَمْ، کانتْ أثرةً سَخَتْ بها نُفوسُ قومٍ وشَحَّتْ عليها نُفوسُ آخرين، فدَعْ عنکَ نَهْبأ صِيْحَ في حُجُراتِه[8] .


وهلمّ الخَطْبَ في أمرِابن أبي سُفيانَ، فلقد أضحَکَني الدّهرُ بعدَ إِبکائه[9] ولا غَرْوَ، يَئِسَ القومَ- واللّهِ- من خَفْضِي وهِيْنَتي، وحاوَلوا الإدهانَ في ذاتِ اللّهِ، وهيهاتَ ذلکَ منِّي، فإِنْ تَنْحَسِرْ عنّا مِحَنً البَلوي أحْمِلهم مِنَ الحقِّ علي مَحْضِه؛لم وِانْ تَکُنِ الأخري فلا تَذْهَبْ نفسُکَ عليهم حَسَراتٍ، ولا تَأْسَ علي القومِ الفاسِقينَ»[10] .


صفحه 295.








  1. في هامش «ش» و «م»: الأخبار.
  2. النوط: التعلق والاتصال. «لسان العرب- نوط- 7: 418».
  3. في «ح» وهامش «ش»: بالکتاب.
  4. دُودان: أبو قبيلة من أسد، وهو دُودان بن أسد بن خزيمة. «الصحاح- دود- 2: 471».
  5. الوضين للهودج بمنزلة الحزام للسرج. «الصحاح- وضن- 6: 2214».
  6. في هامش «ش» و«م»: المجمّ. والمجم: الصدر. «القاموس- جمم- 4: 91».
  7. في هامش «ش» و «م»: يجوز ان يکون نصباً مفعولاً لترسل ويجوز أن يکون حالاً أي غير ذي سداد.
  8. مثل سائر، ذکره الميداني في مجمع الامثال 1:267 / 1403، وقال: «النهب المال المنهوب، وکذلک النًهبي، والحجرات: النواحي. يضرب لمن ذهب من ماله شيء ثم ذهب بعده ما هو أجل منه» ثم ذکر قصة المثل، وهو شطر من بيت لامرئ القيس يقول فيه:


    ودع عنک نهباً صيح في حجراته
    ولکن حديثاً ما حديث الرواحلِ.

  9. في هامش «ش» «م»: ابکائيه.
  10. رواه الصدوق في علل الشرائع:145 /2، والأمالي: 494 /5، والابي في نثر الدر 1: 287، وأورده الشريف الرضي في نهج البلاغة 2: 79 / 157 باختلاف يسيرفي الفاظه.