من كلامه عندَ الشُوري وفي الدّارِ











من کلامه عندَ الشُوري وفي الدّارِ



ما رواه يَحيي بنُ عبدِ الحَميدِ الحِمّاني، عن يَحيي بنِ سَلَمة بنِ کُهَيْل، عن أبيه، عن أبي صادِقٍ قالَ: لمّا جَعلَها عُمَرُ شُوري في ستّةٍ، وقالَ: إِنْ بايَعَ اثنان لواحدٍ واثنان لواحدٍ، فکونوا معَ الثلاثّةِ الّذينَ فيهم عبدُ الرّحمنِ، واقتُلوا الثّلاثَة الّذينَ ليسَ فيهم عبدُ الرّحمنِ؟ خرجَ أميرُ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ منَ الدّارِ وهو مُعتمِدٌ علي يدِ عبدِاللهِ بنِ العبّاسِ فقالَ له: «يا ابنَ عبّاس، إِنّ القومَ قد عادَوْکم بعدَ نبيکم کمُعاداتِهم لنبيِّکم صلّي اللّهُ عليهِ والهِ في حياتِه، أمَ واللهِ، لا ينيبُ بهم إِلي الحقِّ إِلاّ السّيفُ».

فقالَ له ابنُ عبّاسٍ: وکيفَ ذاکَ؟.

[صفحه 286]

قالَ: «أما سَمِعتَ قولَ عُمَرَ: إِنْ بايَعَ اثنان لواحدٍ واثنان لواحدٍ، فکونوا معَ الثلاثةِ الّذينَ فيهم عبدُ الرّحمنِ، واقتُلوا الثّلاثةَ الّذينَ ليسَ فيهم عبدُ الرَّحمن؟».

قالَ ابنُ عبّاسٍ: بلي.

قالَ: «أَفَلا تَعلم أَنّ عبدَ الرحمنِ ابنُ عمِّ سَعْدٍ، وأَنّ عُثمانَ صِهْرُ عبدِ الرّحمنِ؟».

قالَ: بلي، قالَ: «فإِنّ عُمَرَ قد عَلِمَ أَنّ سَعْداً وعبدَ الرّحمنِ وعُثمانَ لا يَختلفونَ في الرّأْيِ، وانه من بويع منهم کانَ الاثنانِ معَه، فأَمَرَ بقتلِ من خالفَهم ولم يُبالِ أَن يَقتُلَ طَلحةَ إِذا قَتَلَني وقَتَلَ الزبير. أَمَ واللّهِ، لَئنْ عاشَ عمَرُ لأُعَرِّفَنَّه سُوءَ رأَيِه فينا قديماً وحديثاً، ولَئنْ ماتَ لَيَجْمَعَنِّي وِايّاهُ يومٌ يکونُ فيه فَصْلُ الخِطابِ»[1] .

وروي عَمْرُو بن سَعيدٍ ، عن حَنَشٍ الکِنانيِّ قالَ: لمّا صَفَقَ عبدُ الرّحمن علي يدِ عُثمانَ بالبيعةِ في يومِ الدّارِ، قالَ له أَميرُ المؤمنينَ عليهِ السّلامُ: «حَرَّکَکَ الصِّهْرُ وبَعَثَکَ علي ما صنعتَ، واللّهِ ما أَمّلتَ منه إِلاّ ما أَمّلَ

[صفحه 287]

صاحبُکَ من صاحبِه، دق الله بينَکما عِطْرَمَنْشِمَ[2] »[3] .


صفحه 286، 287.








  1. نقله العلامة المجلسي في البحار 8: 351 (ط / ح ).
  2. مَنْشِم: اسم مرأة عطارة کانت بمکة، وکانت خزاعة وجرهم اذا أرادوا القتال تطيبوا من طيبها، وکانوا اذا فعلوا ذلک کثّرت القتلي فيما بينهم، فتشاءموا به.

    «الصحاح- نشم- 5: 2041» وذکر الميداني في مجمع الامثال أقوال اًخر فراجع 1: 381 حرف الشين.

  3. ذکره المصنف في الجمل: 61 باختلاف يسير، ونقله العلامة المجلسي في البحار 8: 351.