من كلامه في حث اهل الكوفة علي الجهاد











من کلامه في حث اهل الکوفة علي الجهاد



«يا أهلَ الکُوفةِ، خُذوا أُهْبَتَکم لجهادِ عدؤِّکم مُعاويةَ وأشياعهِ». قالوا: يا أميرَ المؤمنينَ، أمهِلْنا يذَهبْ عنّا القًرُ.َ

فقالَ: «أمَ واللهِ الّذي فَلَقَ الحبّةَ وبَرَأ النَّسَمةَ، لَيَظهَرَنَ هؤلاءِ القومُ عليکم، ليسَ بأنّهم أولي بالحقِّ منکم، ولکنْ لطاعتِهم مُعاويةَ ومَعصيتِکم لي. واللّهِ لقد اصبحَتِ الأممُ کلُّها تَخافُ ظُلْمَ رعاتِها، وأصبحْتَ انا أخاف ظُلمَ رعييّتي. لقدِ استعملتُ منکم رجالاً فخانوا وغَدَروا، ولقد جَمَعَ بعضُهم[1] ما ائتمنتُه عليه من َفيْءِ المسلمينَ فَحَمَلَه إِلي مُعاويةَ، واخرُ حَمَلَه إِلي منزلي، تَهاوُناً بالقرانِ، وجُرأةً علي الرّحمنِ، حتّي لو أنَني ائتمنتُ أحدَکم علي عِلاقةِ سَوْطٍ لَخانني[2] ، ولقد أعييتُموني».َ

ثمّ رَفَعَ يدَه إِلي السّماءِ فقالَ: «اللّهمَّ إِني قد سَئمتُ الحَيَاةَ بينَ ظَهْرانيْ هؤلاءِ القوم، وتَبرَّمتُ الأمَلَ[3] فأتحْ لي صاحِبي حتي أستريحَ منهم ويَستريحوا منّي، وَلن يُفلحوا بَعدي»[4]

[صفحه 278]


صفحه 278.








  1. في هامش «ش»: بعضکم.َ
  2. في «م» وهامش «ش»: لخان.َ
  3. في هامش «ش» و«م»: الأجل.َ
  4. نقله العلامة المجلسي في البحار 8: 701(ط /ح ).