ومن كلامه ايضاً في هذا المعني











ومن کلامه ايضاً في هذا المعني



بعدَ حمدِ اللهِ والثّناءِ عليهِ: «ما أظنُّ هؤلاءِ القومَ- يعني أهلَ الشّام- إِلاّ ظاهِرينَ عليکم».

فقالوا له: بماذا يا أَميرَ المؤمنينَ؟.

قال: «أري أُمورَهم قد عَلَتْ، ونيرانُکم قد خَبَتْ، وأراهم جادِّينَ، وأراکم وانِينَ، وأراهم مجتمِعينَ، وأراکم متفرِّقينَ، وأراهم لِصاحبهم مُطيعينَ، وأراکم لي عاصِينَ. أمَ واللهِ لَئنْ ظَهَرُوا عليکم لتجدُنَّهم اربابَ سوءِ من بعدي لکم، لکأنّي أنظُرُ إِليهم وقد شارکوکم في بلادِکم، وحَمَلوا إِلي بلادِهم فيئَکم، وکأنّي أنظُرُ إِليکم تَکِشُّونَ

[صفحه 275]

کَشِيْشَ[1] الضِّباب[2] ، لا تَأخُذونَ حقَاً ولا تَمنَعونَ لله حُرْمةً، وکأنّي أنظُرُ إِليهم يَقتُلونَ صالِحِيکم، ويًخيفونَ قُرَّاءَکم، ويحرِمونَکم يحَجُبونَکم، ويُدْنُونَ النّاسَ دونَکم، فلو قد رأيتُمُ الحِرمانَ والأَثَرَةَ، ووَقْعَ السّيفِ ونُزولَ الخَوفِ، لقد نَدِمتم وخَسِرتُم علي تفريطِکم في جهادِهم، وتَذاکَرْتُم ما أنتم فيهِ اليومَ مِنَ الخفضِ والعافيةِ، حينَ لا يَنفَعُکُم التذکار»[3] .


صفحه 275.








  1. الکشيش: صوت جلد الافعي وغيرها من الحيوان. انظر «الصحاح- کشش- 3: 1018».
  2. الضباب: جمع ضب، وهو دابة برية. «مجمع البحرين- ضبب- 2: 104».
  3. رواه الثقفي في الغارات 2: 511باختلاف يسيرفي الالفاظ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 8: 701 (ط /ح ).