من كلامه في استنفار اهل الكوفة











من کلامه في استنفار اهل الکوفة



«أَمّا بعدُ: أَيُّها النّاسُ، فإنّ أوّلَ رَفَثِکُم وبَدْء نَقْضِکم ذهَابُ أُولي النُّهي وأَهلِ الرّأيِ منکم، الَّذينَ کانوا يلْقَؤنَ فيَصْدُقون، ويَقولون فيَعدِلونَ، ويُدْعَوْنَ فيُجيبونَ، واني واللّهِ قد دَعَوتُکم عَوْداً وبَدْءاً، وسِرَّاً وجَهْراً، وفي الليلِ والنّهارِ، والغُدوِّ والآصالِ، ما يَزيدُکم دُعائي إِلاّ فِراراً وإدباراً، ما تَنفَعُکُمُ العِظَةُ والدًّعاءُ إِلي الهُدي والحِکمةِ، وِانّي لَعالم بما يُصلِحُکم ويُقيمُ لي أوَدَکم،

[صفحه 273]

ولکني والله لا أُصلِحُکم بفسادِ نَفْسي، ولکنْ أمهلوني قليلاً فکأنّکم واللهِ بامرئٍ قد جاءَکم يَحْرِمُکم ويُعذَبُکم فيعذًبُه الله کما يُعذَبُکم، إِنّ مِنْ ذلَ المسلمينَ وهَلاکِ الدِّين أن بني أبي سُفيانَ يَدعو الأرذالَ[1] الأشرارَ فيجابُ، وأدعُوکم وأنتمُ الافضلُونَ الأخيارُ فترُاوِغُونَ وتُدافِعونَ، ما هذا بفعلِ المُتقِينَ!»[2] .


صفحه 273.








  1. في هامش «ش»: الأراذل.
  2. رواه الثقفي في الغارات 2: 624، وأورده مختصراً البلاذري في انساب الاشراف 2: 458، واليعقوبي في تاريخه 2: 198 نحوه، ونقله العلامة المجلسي في البحار 8: 701 (ط /ح ).