من كلامه بعد كتابة الصلح مع معاوية











من کلامه بعد کتابة الصلح مع معاوية



«واللهِ، ما رَضِيْتُ ولا أحببْتُ أن ترْضَوْا، فإِذْ أبيَتْم إِلاّ أن تَرْضَوْا فقد رَضِيْتُ، واذا رَضِيْتُ فلا يَصلُحُ الرُّجوعُ بعدَ الرِّضا، ولا التبّديلُ بعدَ الإقرارِ، إِلاّ أن يُعصي الله بنقضِ العهدِ، ويُتَعدّي کتابُه بحلّ العقدِ، فقاتِلوا حينئذٍ من ترک أمر الله. وامّا الذي ذکرتُم عنِ الأشترِ من ترکهِ أمري بخطِّ يدِه في الکتاب وخلافِه ما أنا عليه، فليسَ من أُولئکَ، ولا أخافُه علي ذلکَ، ولئتَ فيکَمِ مثلَه اثنينِ، بل ليتَ فيکم مثلَه واحداً يَري في عدوِّکم ما يري، إِذاَ لخفّت عليَّ مؤونتُکم،

[صفحه 270]

ورَجوتُ أن يَستقيمَ لي بعضُ أوَدِکم، وقد نهيتُکم عمّا أتيتم فعصيتمُوني، فکنتُ- أنا وأنتم- کما قالَ أخو هَوازِنَ:


وَهَلْ أنَا إِلامِنْ غَزِيًةَ إِنْ غَوَت
غَوَيْتُ وانْ تَرْشُدْ غَزِيَّةُ أرْشُدِ»[1] .


صفحه 270.








  1. تاريخ الطبري 5: 59 والکامل لابن الاثير 3: 322، وفيهما: عدوي بدل عدوکم ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 8: 593 (ط / ح )، وأخو هوازن هو دريد بن الصمة. والبيت في ديوانه: 47 /18.