من كلامهِ أيضاً في هذا المعني











من کلامهِ أيضاً في هذا المعني



«معشرَ المسلمينَ إِنّ اللهَ قد دَلَّکم علي تجارةٍ تنُجِيْکم من عذابِ أليمٍ، وتُشْفي بکم علي الخيرِ العظيمِ، الإيمان باللهِ ورسولِ صلّي اللهَ

[صفحه 266]

عليه وآله والجهاد في سبيلهِ، وجَعَلَ ثوابَه مغفرةَ الذَّنب، ومَساکِنَ طيِّبةً في جنّاتِ عَدْنٍ. ثمَّ أخبرکم أنّه يُحبُ الّذينَ يُقاتِلوَنَ في سبيلهِ صفّاً کأنّهم بُنيانٌ مَرصوصٌ، فقَدِّموا الدّارِع وأخِّروا الحاسِرَ، وعَضّوا علي الأضراسِ فإِنّه أنْبي للِسُيوفِ عَنِ الهام، والْتَوُوا في أطرافِ الرِّماجِ فإِنّه أَموَرُ للأسِنَّةِ، وغُضُّوا الأبصارَ فإِنَّه أضبطُ[1] للجَأْشِ واسْکَنُ لِلقُلوبِ، وامِيتوا الأصواتَ فإِنّه أطردُ للفشلِ وأولي بالوَقارِ. ورايتَکم فلا تُميلوها ولا تُخَلُّوها ولا تَجعلوها إلأ بأيدي شُجعانِکم، فإِنّ المانِعينَ للذِّمارِ الصّابرينَ علي نزُولِ الحَقائقِ أهل الحِفاظِ الّذين يَحُفًّونَ براياتِهم ويکتنِفونَها.

رَحِمَ اللّهُ امرَءاً منکم آسي أخاهُ بنفسِه، ولمِ يَکِلْ قِرْنَه إِلي أخيهِ فيجتمعَ عليهِ قِرْنُه وقِرْنُ أخيهِ، فيَکتسِبَ بذلکَ لائمةَ وياتيَ به دَناءةً، فلا تَعَرَّضُوا لِمَقْتِ اللّهِ، ولا تَفِرُّوا مِنَ الموتِ فإنّ اللّهَ تعالي يَقولُ: (قُلْ لَنْ يَنْفَعکُمُ الْفِرَارُإِنْ فَرَرتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أوِالْقَتْلِ وَإِذا لا تُمتّعون إِلاَّ قَلِيْلاً)[2] . وايمُ اللّهِ لَئنْ فَرَرْتُم من سَيفِ العاجِلةِ لا تَسلَموا من سَيفِ الآخِرةِ، فاستعينوا بالصّبرِوالصّلاةِ والصِّدقِ في النِّيّةِ، فإِنَّ اللّهَ تعالي بعدَ الصّبر يُنزلُ النّصرَ»[3] .

[صفحه 267]


صفحه 266، 267.








  1. في «م» وهامش «ش»: أربط.
  2. الاحزاب 33: 16.
  3. وقعة صفين:235، تاربخ الطبري 5: 16، الکافي 5: 39، شرح النهج الحديدي 5: 187 باختلاف يسير، ونقله العلامة المجلسي في البحار 8: 510 (ط / ح ).