من کلامه بالبصرةِ حينَ ظهرَ علي القومِ
فقامَ إِليه رجلٌ فقالَ: نَظُنُ خيراً، ونَراکَ قد ظَفِرْتَ وقَدَرْتَ، فإِنْ عاقبْتَ فقدِ اجترمْنا ذلکَ، وِان عفوْتَ فالعفوُ أَحبُّ إِلي اللّهِ. فقال: «قد عفوْتُ عنکم، فإِيّاکم والفتنةَ، فإِنّکم أوِّلُ الرّعيّةِ نَکَثَ البيعةَ وشقَّ عصا هذهِ الاُمّةِ» قالَ: ثمّ جلسَ للنّاسِ فبايَعوه[1] . [صفحه 258]
«أمّا بعدُ: فإِنّ اللّهَ ذو رحمةٍ واسعةٍ، ومغفرةٍ دائمةٍ، وعفوٍ جَمٍّ، وعقابِ أليمٍ؛قضي أنّ رحمتَهُ ومغفرتَهُ وعفوَهُ لأهل طاعتِه من خلقِه، وبرحمَتِه اهتدي المهتدونَ؟ وقضي أَنّ نِقْمتَهُ وسَطَوته وعقابَهُ علي أهلِ معصيتهِ من خلقِه، وبعدَ الهُدي والبيناتِ ما ضل الضّالُّونَ. فما ظنُّکم- يا أهلَ البصرةِ- وقد نکثْتُم بيعتي وظاهَرْتُم عَلَيَّ عدوِّي؟».
صفحه 258.