ومن كلامه حين قتل طلحة وانفَضَّ أهلُ البَصرةِ











ومن کلامه حين قتل طلحة وانفَضَّ أهلُ البَصرةِ



«بنا تَسنَّمْتُمُ الشرفاءَ[1] ، وبنا انفجرتم[2] عنِ السّرارِ[3] ، وبنا اهتديتُم في الظَّلماءِ؛ وُقِرَ سَمْعٌ لم يفقَهِ الواعِيةَ، کيف يُرَاعُ للنَّبْأَةِ مَنْ أصَمَّتْهُ الصَّيْحةُ، رُبطَ جَنانٌ لم يُفارِقْهُ الخَفَقانُ؛ ما زِلتُ أتوقَّعُ بکم عَواقِبَ الغَدْرِ، وأتوسَّمُکَم بحِلْيةِ المغُتَرِّينَ، سَتَرَني عنکم جِلْبابً الدّينِ، وبَصَرَنِيکُم صِدْق النِّيَّةِ؛أقمتُ لَکُمً الحقَّ حيثُ تَعرِفونَ ولا دليلَ،

[صفحه 254]

وتَحتَفِرونَ ولا تُمِيهونَ[4] اليومَ أُنطِقُ لکمُ العَجماء ذاتَ البَيانِ، عَزَبَ فَهْمُ امريءٍ تخلَّفَ عنّي، ما شککْت في الحقِّ منذُ رأيتُهُ، کان بنو يَعقوبَ علي المحجّةِ العُظمي حتَّي عَقَّوا أباهم وباعوا أَخاهم، وبعدَ الإقرارِ کانتْ توبتُهم، وباستغفارِ أَبيهِم وأَخيهِم غُفِرَ لهم»[5] .


صفحه 254.








  1. في «م» وهامش «ش»: الشرف.
  2. انفجر، دخل في الفجر. «لسان العرب- فجر- 5: 45».
  3. السَرار: الليلة التي يستر فيها القمر. «لسان العرب- سرسر- 4: 357».
  4. أماه الحافر يُميه: اذا انبط الماء ووصل اليه غد حفره البئر. انظر «الصحاح- موه- 6: 225»وفي هامش «ش» و «م»: تُمهون. وکلاهما بمعني واحد.
  5. نهج البلاغة 1: 3/33 باختلاف يسير، ونقله العلامة المجلسي في البحار 8: 443 (ط /ح ).