ومن کلامه حينَ دَخلَ البصرةَ
[صفحه 253] انْهَدوا إِليهم وکونوا أشِدَّاءَ عليهم، والْقَوْهُم صابرينَ محتسِبينَ تَعلمونَ أنّکم مُنازِلوهم ومُقاتِلوهم وقد وطّنتمُ أنفسَکم علي الطَّعنِ الدَعْسِنيِّ[3] ، والضَّرب الطِلَخْفي[4] ، ومُبارَزةِ الأقرانِ، وأيُّ امرئ منکم أحَسَّ مِنْ نفسِه رَباطَةَ جَأشٍ عندَ اللقاءِ، ورأي مِنْ أحَدٍ مِنْ إِخوانهِ فَشَلاً، فليذُب عن أخيهِ الذي فُضِّل عليه کما يَذُب عن نفسِه، فلو شاءَ اللّهُ لَجَعَلَهُ مِثْلَهُ»[5] .
فکانَ ممّا قالَ: «عبادَ اللّهِ، انْهَدُوا[1] إِلي هؤلاءِ القوم مُنشرِحةً صُدوکُم بقتالِهم، فإِنّهم نَکَثوا بيعتي، واخرجوا ابنَ حُنيف عاملِي بعَدَ الضربِ المُبرِّحِ والعُقوبةِ الشّديدةِ، وقَتَلوا السّيابِجةَ[2] ، وقَتلوا حکَيْمَ بنَ جَبَلَةَ العَبْديّ، وقَتَلوا رِجالاً صالحِينَ، ثمَّ تَتَبعَّوا منهم مَنْ نجا يَأخذونَهُم في کلِّ حائطٍ وتحتَ کلِّ رابيةٍ، ثمَّ يأتونَ بهم فيَضرِبونَ رِقابَهم صَبْراً. ما لهم قاتَلَهُمُ اللّهُ أنّي يُؤفَکونَ.
صفحه 253.