ومن كلامه حينَ دَخلَ البصرةَ











ومن کلامه حينَ دَخلَ البصرةَ



فکانَ ممّا قالَ: «عبادَ اللّهِ، انْهَدُوا[1] إِلي هؤلاءِ القوم مُنشرِحةً صُدوکُم بقتالِهم، فإِنّهم نَکَثوا بيعتي، واخرجوا ابنَ حُنيف عاملِي بعَدَ الضربِ المُبرِّحِ والعُقوبةِ الشّديدةِ، وقَتَلوا السّيابِجةَ[2] ، وقَتلوا حکَيْمَ بنَ جَبَلَةَ العَبْديّ، وقَتَلوا رِجالاً صالحِينَ، ثمَّ تَتَبعَّوا منهم مَنْ نجا يَأخذونَهُم في کلِّ حائطٍ وتحتَ کلِّ رابيةٍ، ثمَّ يأتونَ بهم فيَضرِبونَ رِقابَهم صَبْراً. ما لهم قاتَلَهُمُ اللّهُ أنّي يُؤفَکونَ.

[صفحه 253]

انْهَدوا إِليهم وکونوا أشِدَّاءَ عليهم، والْقَوْهُم صابرينَ محتسِبينَ تَعلمونَ أنّکم مُنازِلوهم ومُقاتِلوهم وقد وطّنتمُ أنفسَکم علي الطَّعنِ الدَعْسِنيِّ[3] ، والضَّرب الطِلَخْفي[4] ، ومُبارَزةِ الأقرانِ، وأيُّ امرئ منکم أحَسَّ مِنْ نفسِه رَباطَةَ جَأشٍ عندَ اللقاءِ، ورأي مِنْ أحَدٍ مِنْ إِخوانهِ فَشَلاً، فليذُب عن أخيهِ الذي فُضِّل عليه کما يَذُب عن نفسِه، فلو شاءَ اللّهُ لَجَعَلَهُ مِثْلَهُ»[5] .


صفحه 253.








  1. نهد القوم لعدوهم: اذا صمدوا له وشرعوا في قتاله «النهاية- نهد- 5: 134».
  2. السيابجة قوم صالحون کان امير المؤمنين عليهِ السّلامُ سلّم بيت المال بالبصرة اليهم فکبسهم أصحاب الجمل وقتلوهم وذلک بعد معاهدتهم ألاّ يقتلوا اصحاب امير المؤمنين عليه السلام. قال الجوهري [في الصحاح- سبج- 1: 321 ] «السبابجة: قوم من السند کانوا جلاوزة بالبصرة واصحاب سجن، والهاء للنسبة والعجمة» وأصل الکلمة: سياه بجکان. هامش «ش» و «م».
  3. الدعس: الطعن الشديد. «لسان العرب- دعس- 6: 83».
  4. الطلخف: الشديد من الطعن والضرب. «لسان العرب- طلخف- 9: 223».
  5. نقله العلامة المجلسي في البحار 8: 429 (ط /ح ).