من كلامه عندما اتصل به خبر مسير عائشة و جماعتها إلي البصرة











من کلامه عندما اتصل به خبر مسير عائشة و جماعتها إلي البصرة



ولمّا اتّصلَ بهِ مسيرُعائشةَ وطلحةَ والزُّبيرِإِلي البصرة من مکة حمِدَ اللهَ وأثني عليهِ ثمَّ قالَ: «قد سارتْ عائشةً وطلحةُ والزّبيرُ، کلًّ واحدٍ منهما يدّعي الخلافةَ دونَ صاحبهِ، فلا يدّعي طلحة الخلافة إِلاّ أنّه ابنُ عمِّ عائشةَ، ولا يدّعيها الزّبيرُ إِلاّ أَنّه صِهْرُأَبيها. واللّهِ لَئنْ ظَفِرا بما يُريدانِ لَيَضربَنَّ الزّبيرُعُنقَ طلحةَ، ولَيَضربَنَ طلحةُ عُنقَ الزّبيرِ، يُنازِعُ هذا علي المُلکِ هذا.

وقد- واللّهِ- عَلِمْت أَنّها الراکبةُ الجَمَل لا تَحُلُّ عُقدةً ولا تَسيرُ

[صفحه 247]

عقبةً ولا تنزلُ مَنزلاً إِلاّ إِلي معصيةٍ، حتّي تورِدَ نفسَها ومَنْ مَعَها مَوْرِداً، يُقتَلُ ثُلثُهم ويهربُ ثُلثُهم ويَرجعُ ثُلثُهم. واللّهِ انّ طلحةَ والزّبيرَ ليعلمانِ أَنّهما مُخطئانِ وما يَجهلانِ، ولَرُبَّما[1] عالم قَتَلَهُ جَهلُهُ وعِلمُهُ مَعَهُ لا يَنفغهُ. واللهِ لَيَنْبَحَنَّها کِلابُ الحَوْأَب، فهل يَعتبرُ مُعتبرٌ أَو يتفکَّرُ متفکِّرٌ! ثم قال: قَدْ قامَتِ الفِئَةُ الباغِيةُ فَأَينَ المحسِنونَ؟»[2] .


صفحه 247.








  1. في «م» وهامش «ش»: ولرب.
  2. روي نحوه في شرح النهج لابن ابي الحديد 1: 233، ونقله العلامة المجلسي في البحار 8: 416(ط /ح ).