من كلامه في الدعاء الي نفسه











من کلامه في الدعاء الي نفسه



ما رواه الخاصّةً والعامةُ عنه، وذَکَرَ ذلکَ أبو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بنُ المُثني وغيرُهُ مِمَّنْ لا يَتَهمُه خُصوم الشيعةِ في روايتِهِ: أنّ أميرَالمؤمنينَ عليهِ السلامُ قالَ في أوّلِ خُطبةٍ خَطَبها بعدَ بيعةِ الناسِ له علي الأمر، وذلک بعدَ قتل عُثمان بن عَفّانَ:

«أمّا بعدُ: (فلا يُرْعِيَنَّ مُرْع )[1] إِلاّ علي نفسِهِ، شُغِلَ عَنِ الجنةِ مَنِ النارُ أمامَهُ، ساع مجتهِد، وطالبٌ يَرجو، ومقصِّرٌ في النارِ، ثلاثة، واثنان: مَلَکٌ طارَ بجَناحَيهِ، ونبي أخذَ اللهُ بضبْعَيْهِ[2] ، لا سادسَ. هَلکَ مَنِ ادَّعي، ورَدِي[3] مَنِ اقتحمَ. اليمينُ والشِّمالُ مَضلَّةٌ، والوُسْطي الجادّةُ، مَنهجٌ عليهِ باقي[4] الکتاب والسنةِ وآثار النبوةِ. إِن الله تعالي داوي هذِه الأًمّةَ بدواءين: السوطَ والسيف، لا هوادةَ عندَ الإمامَ، فاستتروا ببيوتکم، وأصلحوا فيما بينَکم، والتوبة

، حق وباطلٌ ولکلٍّ أهلٌ، ولَئن أمِرَ[5] الباطلُ لَقديماً فَعلَ، ولَئن قل الحقُّ فلرُبَّما ولعلَّ، ولَقل ما أدبرَ شيء فأقبلَ، ولَئن رَجَعتْ إِليکم نُفوسُکُم إِنّکم لَسُعَداءُ، وإِنّي لأخشي أنْ تَکونوا في فَترةٍ، وما عَلَيَّ إِلاّ الاجتهادُ.

ألا إِنّ أبرارَ عِترتي وأطايبَ أَرُومَتي[6] ، أَحلمُ[7] الناسِ صِغاراً، وأعلمُ الناسِ کِباراً، أَلا وإِنّا أهل بيت مِنْ عِلْمِ اللهِ علمنا، وبحکمِ اللهِ حکمنا، وبقولٍ صادقٍ أخذنا، فإِنْ تَتبعوا اثارنا تَهتدوا ببصائرنا، وِان لم تفعلوا يُهلککُمُ اللهُ بأيدينا، مَعَنا رايةُ الحقِّ، مَنْ تَبِعَها لَحِقَ، ومَنْ تأخّر عنها غَرِقَ، ألا وِبِنا تُدْرَکُ تِرَةُ کلِّ مؤمنٍ، وبنا تُخْلَعُ رقبَةُ الذلِّ مِن أعناقِکُم، وبِنا فُتِحَ لابِکُم، وبِنا يُخْتَمُ لا بِکُم»[8] .

[صفحه 241]


صفحه 241.








  1. في «ش» و«م»: فلايرعين مرعيّ، وفي «ح»: فلا يرعين مرعي، وفي هامشها: يَدّعين مدع، وما أثبتناه من نسخة العلامة المجلسي في البحار.
  2. في «م» وهامش «ش»: بيديه.
  3. رَدِيَ: هلک «لسان العرب- ردي- 14: 316».
  4. في «م» وهامش «ش»: ما في.
  5. أمِرَ: کثر «لسان العرب- أمر- 4: 28».
  6. الأرومة: الأصل. «القاموس- أرم- 4: 74».
  7. في هامش «ش»: أحکم.
  8. البيان والتبيين 2: 65، العقد الفريد 4: 157، شرح ابن أبي الحديد 1: 275، عيون الأخبار لابن قتيبة 2: 236 وفيه الي قوله ولقلّ ما أدبر شيء فأدبر، ونثر الدر 1: 0 27 وفيه الي قوله وما عليً إلاّ الاجتهاد، ونقله العلامة المجلسي في البحار 8: 391 (ط /ح ).