من کلامه في التزود للآخرة
ما رَواهُ العُلَماءُ بالأَخبار، ونَقَلَةُ السِّيْرة والآثار: أَنَّهُ کان عليهِ السَّلامُ يُنادِي في کُلِّ لَيلةٍ حِينَ يَأْخُذُ النَّاسُ مَضاجِعَهمْ لِلْمَنامِ، بصوتٍ يَسْمَعُهُ کافَّةُ أَهْلِ المَسْجِدِ ومَنْ جاوَرَهُ مِنَ ألنَّاسِ: «تزودوا- رَحمَکُمُ اللهُ- فقدْ نُودِي فيکُمْ بالرَّحيلِ، وأَقِلوا العُرْجَةَ علي الدُّنيا، وانْقَلِبوا بِصالحِ ما يَحضُرُکُمْ مِنَ الزَّادِ، فإِنَّ أَمامَکُمْ عَقَبَةً کَؤُوداً، ومَنازِلَ مَهُولَةً، لا بُدَّ مِنَ الممرِّ بها، والوُقُوفِ عَليها، فإِمّا برَحْمةٍ مِنَ اللهِ نَجَوْتُمْ مِنْ فَظَاعَتِها، وامّا هَلَکَة ليسَ بَعْدَها انجبار، يا لَها حَسْرةً علي ذِيْ غَفْلَةٍ أنْ يَکونَ عُمرُهُ عَليهِ حُجّةً، وتؤدِّيهِ أيّامُهُ إِلي شِقْوَةِ، جَعَلَنا اللهُ وِايّاکًمْ مِمَّنْ لا ِتًبطرُهُ نِعْمَةٌ، ولا تَحُلُّ بهِ بَعْدَ الموتِ نِقْمَةٌ، فإِنّما نَحنُ بِهِ وله، وبيدِهِ الخَيْرُ وهوَ علي کُلِّ شيءٍ قَديرٌ»[1] .ِ