اعتراض به خانه گران قيمت يك فرماندار











اعتراض به خانه گران قيمت يک فرماندار



امام علي عليه السلام تا شنيد که شريح قاضي (يکي از کارگزاران امام) خانه گران قيمتي خريد با او برخورد کرد و نامه تندي به او نوشت و او را از زندگي اشرافي پرهيز داد.

بَلَغَنِي أَنَّکَ ابْتَعْتَ دَاراً بِثََمانِينَ دِينَاراً، وَکَتَبْتَ لَهَا کِتَاباً، وَأَشْهَدْتَ فِيهِ شُهُوداً.

فقال له شريح: قد کان ذلک يا أمير المؤمنين، قال: فنظر إليه نظر المغضب ثم قال له:

يَا شُرَيْحُ، أَمَا إِنَّهُ سَيَأْتِيکَ مَنْ لَا يَنْظُرُ فِي کِتَابِکَ، وَلَا يَسْأَلُکَ عَنْ بَيِّنَتِکَ، حَتَّي يُخْرِجَکَ مِنْهَا شَاخِصاً، وَيُسْلِمَکَ إِلَي قَبْرِکَ خَالِصاً.

فَانْظُرْ يَا شُرَيْحُ لَا تَکُونُ ابْتَعْتَ هذِهِ الدَّارَ مِنْ غَيْرِ مَالِکَ، أَوْ نَقَدْتَ الَّثمَنَ مِنْ غَيْرِ حَلَالِکَ! فَإِذَا أَنْتَ قَدْ خَسِرْتَ دَارَ الدُّنْيَا وَدَارَ الْآخِرَةِ! أَمَا إِنَّکَ لَوْ کُنْتَ أَتَيْتَنِي عِنْدَ شِرَائِکَ مَا اشْتَرَيْتَ لَکَتَبْتُ لَکَ کِتَاباً عَلَي هذِهِ النُّسْخَةِ، فَلَمْ تَرْغَبْ فِي شِرَاءِ هذِهِ الدَّارِ بِدِرْهَمٍ فَمَا فَوْقُ.

و النسخة هذه: «هذَا مَا اشْتَرَي عَبْدٌ ذَلِيلٌ، مِنْ مَيِّتٍ قَدْ أُزْعِجَ لِلرَّحِيلِ، اشْتَرَي مِنْهُ دَاراً مِنْ دَارِ الْغُرُورِ، مِنْ جَانِبِ الْفَانِينَ، وَخِطَّةِ الْهَالِکِينَ. وَتَجْمَعُ هذِهِ الدَّارَ حُدُودٌ أَرْبَعَةٌ:

الْحَدُّ الْأَوَّلُ - يَنْتَهِي إِلَي دَوَاعِي الْآفَاتِ، وَالْحَدُّ الثَّانِي - يَنْتَهِي إِلَي دَوَاعِي الْمُصِيبَاتِ، وَالْحَدُّ الثَّالِثُ - يَنْتَهِي إِلَي الْهَوَي الْمُرْدِي، وَالْحَدُّ الرَّابِعُ - يَنْتَهِي إِلَي الشَّيْطَانِ الْمُغْوِي، وَفِيهِ يُشْرَعُ بَابُ هذِهِ الدَّارِ.

اشْتَرَي هذَا الْمُغْتَرُّ بِالْأَمَلِ، مِنْ هذَا الْمُزْعَجِ بِالْأَجَلِ، هذِهِ الدَّارَ بِالْخُرُوجِ مِنْ عِزِّ الْقَنَاعَةِ، وَالدُّخُولِ فِي ذُلِّ الطَّلَبِ وَالضَّرَاعَةِ.

فَمَا أَدْرَکَ هذَا الْمُشْتَرِي فِيَما اشْتَرَي مِنْهُ مِنْ دَرَکٍ، فَعَلَي مُبَلْبِلِ أَجْسَامِ الْمُلُوکِ، وَسَالِبِ نُفُوسِ الْجَبَابِرَةِ، وَمُزِيلِ مُلْکِ الْفَرَاعِنَةِ، مِثْلِ کِسْرَي وَقَيْصَرَ، وَتُبَّعٍ وَحِمْيَرَ.

وَمَنْ جَمَعَ الْمَالَ عَلَي الْمَالِ فَأَکْثَرَ، وَمَنْ بَنَي وَشَيَّدَ، وَزَخْرَفَ وَنَجَّدَ، وَادَّخَرَ وَاعْتَقَدَ، وَنَظَرَ بِزَعْمِهِ لِلْوَلَدِ، إِشْخَاصُهُمْ جَمِيعاً إِلَي مَوْقِفِ الْعَرْضِ وَالْحِسَابِ، وَمَوْضِعِ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ، إِذَا وَقَعَ الْأَمْرُ بِفَصْلِ الْقَضَاءِ «وَخَسِرَ هُنَالِکَ الْمُبْطِلُونَ».

شَهِدَ عَلَي ذلِکَ الْعَقْلُ إِذَا خَرَجَ مِنْ أَسْرِ الْهَوَي، وَسَلِمَ مِنْ عَلَائِقِ الدُّنْيَا.[1] .









  1. اسناد و مدارک نامه 3 به شرح زير است:

    51203- کتاب أمالي ص256 مجلس51 حديث10: شيخ صدوق (متوفاي 381 ه)

    51204- تذکرة الخواص ص138: ابن جوزي حنفي (متوفاي 654 ه)

    51205- دستور معالم الحکم ص 135: قاضي قضاعي (متوفاي 454 ه)

    51206- کتاب اربعين ص98 ح14: شيخ بهائي (متوفاي 1030 ه)

    51207- بحار الانوار ج 17 ص 77: مجلسي (متوفاي 1110 ه)

    51208- منهاج البراعة ج 3 ص 8: ابن راوندي (متوفاي 573 ه)

    51209- بحار الانوار ج74 ص277 ح1 ب12: مجلسي (متوفاي 1110 ه)

    51210- بحارالانوار ج 41 ص 155 ح48 ب107: مجلسي (متوفاي 1110 ه)

    51211- شرح نهج البلاغه ج3 ص19: مجلسي (متوفاي 1110ه)

    51212- بحارالانوار ج33 ص485 ح690: مجلسي (متوفاي 1110ه)

    51213- حلية الاولياء ج8 ص101 و102: ابونعيم اصفهاني (متوفاي 402ه).