الطيور











الطيور



5378- الإمام عليّ عليه السلام: ابتدعهم خلقاً عجيباً من حيوان وموات، وساکن وذي حرکات. وأقام من شواهد البينات علي لطيف صنعته وعظيم قدرته ما انقادت له العقول معترفةً به ومسلّمةً له، ونعقت في أسماعنا دلائله علي وحدانيّته، وما ذرأ من مختلف صور الأطيار التي أسکنها أخاديد الأرض وخُروق فجاجها، ورواسي أعلامها، من ذات أجنحة مختلفة، وهيئات متباينة، مصرّفة في زمام التسخير، ومرفرفة بأجنحتها في مخارق الجوِّ المنفسح، والفضاء المُنفرج.

کوّنها بعد إذ لم تکن في عجائب صور ظاهرة، ورکّبها في حِقاق مفاصل محتجبة، ومنع بعضها بعَبالة[1] خلقه أن يسمو في الهواء خُفوفاً، وجعله يدفّ

[صفحه 182]

دفيفاً. ونسَقها علي اختلافها في الأصابيغ بلطيف قدرته ودقيق صنعته. فمنها مغموس في قالب لون لا يشوبه غير لون ما غُمس فيه، ومنها مغموس في لون صبغ قد طوّق بخلاف ما صُبغ به[2] .

5379- عنه عليه السلام: فتبارک اللَّه الذي يسجد له من في السموات والأرض طوعاً وکرهاً، ويُعفّر له خدّاً ووجهاً، ويُلقي إليه بالطاعة سِلماً وضعفاً، ويُعطي له القياد رهبةً وخوفاً! فالطير مسخّرة لأمره. أحصي عدد الريش منها والنفس، وأرسي قوائمها علي الندي واليبس. وقدّر أقواتها، وأحصي أجناسها. فهذا غُراب وهذا عُقاب. وهذا حمام وهذا نَعام. دعا کلّ طائر باسمه، وکفل له برزقه[3] .



صفحه 182.





  1. العَبْلُ: الضخم من کلّ شي ء (لسان العرب: 420:11).
  2. نهج البلاغة: الخطبة 165، بحارالأنوار: 1:30:65.
  3. نهج البلاغة: الخطبة 185، الاحتجاج: 117:483:1، بحارالأنوار: 1:27:3.