الواحد











الواحد



5119- الإمام عليّ عليه السلام: الواحد بلا تأويل عدد[1] .

5120- عنه عليه السلام: واحد لا من عدد، ودائم لا بأمد، وقائم لا بعَمَد[2] .

5121- الخصال عن شريح بن هاني: إنّ أعرابيّاً قام يوم الجمل إلي أميرالمؤمنين عليه السلام، فقال: يا أميرالمؤمنين أ تقول: إنّ اللَّه واحد؟ قال: فحمل

[صفحه 100]

الناس عليه، وقالوا: يا أعرابي! أ ما تري ما فيه أميرالمؤمنين من تقسّم القلب؟ فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: دعوه؛ فإنّ الذي يريده الأعرابي هو الذي نريده من القوم، ثمّ قال: يا أعرابي! إنّ القول في أنّ اللَّه واحد علي أربعة أقسام:

فوجهان منها لا يجوزان علي اللَّه عزّوجلّ، ووجهان يثبتان فيه. فأمّا اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل: واحدٌ، يقصد به باب الأعداد، فهذا ما لا يجوز؛ لأنّ ما لا ثاني له لا يدخل في باب الأعداد، أما تري أنّه کفر من قال: إنّه ثالث ثلاثة؟ وقول القائل: هو واحد من الناس، يريد به النوع من الجنس، فهذا ما لا يجوز عليه؛ لأ نّه تشبيه، وجلّ ربّنا وتعالي عن ذلک.

وأمّا الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل: هو واحد ليس له في الأشياء شبه کذلک ربّنا، وقول القائل: إنّه عزّ وجلّ أحديّ المعني، يعني به أنّه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهْم کذلک ربّنا عزّوجلّ[3] .

5122- الإمام عليّ عليه السلام: ما وحّده من کيّفه، ولا حقيقته أصاب من مثّله، ولا إيّاه عني من شبّهه[4] .

5123- عنه عليه السلام: التوحيد ألّا تتوهّمه[5] .

5124- عنه عليه السلام: دليله آياته، ووجوده إثباته، ومعرفته توحيده، وتوحيده تمييزه من خلقه، وحکم التمييز بينونة صفة لا بينونة عزلة، إنّه ربّ خالق غير مربوب

[صفحه 101]

مخلوق کلّما يتصوّر فهو بخلافه[6] .

5125- عنه عليه السلام- في قول المؤذّن: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه-: إعلام بأنّ الشهادة لا تجوز إلّا بمعرفته من القلب، کأنّه يقول: أعلم أنّه لا معبود إلّا اللَّه عزّوجلّ، وأنّ کلّ معبود باطل سوي اللَّه عزّوجلّ، واُقرّ بلساني بما في قلبي من العلم بأنّه لا إله إلّا اللَّه، وأشهد أنّه لا ملجأ من اللَّه إلّا إليه، ولا منجا من شرّ کلّ ذي شرّ وفتنة کلّ ذي فتنة إلّا باللَّه.

وفي المرّة الثانية: أشهد أن لا إله إلّا اللَّه. معناه: أشهد أن لا هادي إلّا اللَّه، ولا دليل لي إلي الدين إلّا اللَّه، واُشهد اللَّه بأنّي أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، واُشهد سکّان السماوات وسکّان الأرضين وما فيهنّ من الملائکة والناس أجمعين، وما فيهنّ من الجبال والأشجار والدوابّ والوحوش، وکلّ رطب ويابس بأنّي أشهد أن لا خالق إلّا اللَّه، ولا رازق ولا معبود، ولا ضارّ ولا نافع، ولا قابض ولا باسط، ولا معطي ولا مانع، ولا ناصح ولا کافي ولا شافي، ولا مقدّم ولا مؤخّر إلّا اللَّه، له الخلق والأمر، وبيده الخير کلّه، تبارک اللَّه ربّ العالمين[7] .

5126- عنه عليه السلام- في خطبة له-: ولو ضربتَ في مذاهب فکرک لتبلغ غاياته، ما دلّتک الدلالة إلّا علي أنّ فاطر النملة هو فاطر النخلة، لدقيق تفصيل کلّ شي ء، وغامض اختلاف کلّ حيّ، وما الجليل واللطيف، والثقيل والخفيف، والقويّ والضعيف في خلقه إلّا سواء[8] .

[صفحه 102]

5127- عنه عليه السلام: لمّا لم يکن إلي إثبات صانع العالم طريق إلّا بالعقل؛ لأ نّه لا يحسّ فيدرکه العيان أو شي ء من الحواسّ، فلو کان غير واحد بل اثنين أو أکثر لأوجب العقل عدّة صنّاع کما أوجب إثبات الصانع الواحد، ولو کان صانع العالم اثنين لم يجر تدبيرهما علي نظام، ولم يُنسّق أحوالهما علي إحکام ولا تمام؛ لأ نّه معقول من الاثنين الاختلاف في دواعيهما وأفعالهما.

ولا يجوز أن يقال: إنّهما متّفقان ولا يختلفان؛ لأنّ کلّ من جاز عليه الاتّفاق جاز عليه الاختلاف، أ لا تري أنّ المتّفقين لا يخلو أن يقدر کلّ منهما علي ذلک أو لا يقدر کلّ منهما علي ذلک؛ فإن قدرا کانا جميعاً عاجزين، وإن لم يقدرا کانا جاهلين، والعاجز والجاهل لا يکون إلهاً ولا قديماً[9] .

5128- عنه عليه السلام- في وصيّته لابنه الحسن عليه السلام-: اعلم يا بنيّ أنّه لو کان لربّک شريک لأتتک رسله، ولرأيت آثار ملکه وسلطانه، ولعرفت أفعاله وصفاته، ولکنّه إلهٌ واحدٌ کما وصف نفسه، لا يضادّه في ملکه أحدٌ[10] .



صفحه 100، 101، 102.





  1. الکافي: 5:140:1 عن إسماعيل بن قتيبة عن الإمام الصادق عليه السلام، نهج البلاغة: الخطبة 152، مجمع البيان: 862:10 عن عبدخير، روضة الواعظين: 24 وفيها «الأحد» بدل «الواحد»، تحف العقول: 63 وفيه «أحد لا بتأويل عدد».
  2. التوحيد: 26:70، عيون أخبار الرضا: 15:121:1 کلاهما عن الهيثم بن عبداللَّه الرماني عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام، نهج البلاغة: الخطبة 185، تيسير المطالب: 198 عن الإمام زين العابدين عنه عليهاالسلام وفيهما «لا بعدد» بدل «لا من عدد»، بحارالأنوار: 2:222:4 و ج 7:139:90.
  3. الخصال: 1:2، معاني الأخبار: 2:5، التوحيد: 3:83، روضة الواعظين: 45، إرشاد القلوب: 166 نحوه من «إنّ القول...»، بحارالأنوار: 1:206:3.
  4. نهج البلاغة: الخطبة 186، بحارالأنوار: 14:310:77.
  5. نهج البلاغة: الحکمة 470، خصائص الأئمّة عليهم السلام: 124، روضة الواعظين: 48، بحارالأنوار: 86:52:5.
  6. الاحتجاج: 115:475:1، بحارالأنوار: 7:253:4.
  7. معاني الأخبار: 1:39، التوحيد: 1:239 کلاهما عن يزيد بن الحسن عن الإمام الکاظم عن آبائه عليهم السلام، بحارالأنوار: 24:132:84.
  8. نهج البلاغة: الخطبة 185، الاحتجاج: 117:482:1، بحارالأنوار: 1:26:3.
  9. بحارالأنوار: 91:93 نقلاً عن النعماني في کتابه في تفسير القرآن عن إسماعيل بن جابر عن الإمام الصادق عليه السلام.
  10. نهج البلاغة: الکتاب 31، تحف العقول: 72، بحارالأنوار: 234:3.