معرفة کُنه ذاته
5086- عنه عليه السلام: ممتنع عن الأوهام أن تکتنهه، وعن الأفهام أن تستغرقه، وعن الأذهان أن تُمثّله[3] . 5087- عنه عليه السلام- مخاطباً اللَّه عزّ وجلّ-: فلسنا نعلم کُنْه عظمتک، إلّا أنّا نعلم أنّک حيّ قيّوم، لا تأخذک سِنة ولا نوم، لم ينتهِ إليک نظر، ولم يُدرکک بصر[4] . 5088- عنه عليه السلام: الحمد للَّه الذي أظهر من آثار سلطانه وجلال کبريائه ما حيّر مُقَل[5] العقول من عجائب قدرته، وردع خطرات هماهم النفوس عن عرفان کُنه [صفحه 90] صفته[6] . 5089- عنه عليه السلام: حار في ملکوته عميقات مذاهب التفکير، وانقطع دون الرسوخ في علمه جوامع التفسير، وحال دون غيبه المکنون حجبٌ من الغيوب، تاهت في أدني أدانيها طامحات[7] العقول في لطيفات الاُمور[8] . 5090- عنه عليه السلام- مخاطباً اللَّه عزّ وجلّ-: إنّک أنت اللَّه الذي لم تتناهَ في العقول فتکون في مهبّ فکرها مُکيَّفاً، ولا في رَوِيّات خواطرها فتکون محدوداً مصرّفاً[9] . 5091- عنه عليه السلام- في تنزيه اللَّه سبحانه-: تتلقّاه الأذهان لا بمُشاعرة، وتشهد له المَرائي لا بمحاضرة، لم تُحِط به الأوهام، بل تجلّي لها بها[10] . 5092- عنه عليه السلام: فتبارک اللَّه الذي لا يبلغه بُعْد الهمم، ولا يناله غوص الفطن[11] . [صفحه 91] 5093- عنه عليه السلام- في تنزيه اللَّه سبحانه-: لم تبلغه العقول بتحديد فيکون مُشبَّهاً، ولم تقع عليه الأوهام بتقدير فيکون ممثّلاً[12] . 5094- عنه عليه السلام: الحمد للَّه الذي منع الأوهام أن تنال إلّا وجوده، وحجب العقول أن تتخيّل ذاته؛ لامتناعها من الشَّبَه والتشاکل[13] . 5095- عنه عليه السلام: أزَلُهُ نهية لمجاول الأفکار، ودوامه ردع لطامحات العقول[14] . 5096- عنه عليه السلام: فانظر أيّها السائل؛ فما دلّک القرآن عليه من صفته فائتمّ به، واستضئ بنور هدايته، وما کلّفک الشيطان علمه ممّا ليس في الکتاب عليک فرضه ولا في سنّة النبيّ صلي الله عليه و آله وأئمّة الهدي أثره، فکِل علمه إلي اللَّه سبحانه؛ فإنّ ذلک منتهي حقّ اللَّه عليک. واعلم أنّ الراسخين في العلم هم الذين أغناهم عن اقتحام السُّدَد المضروبة دون الغيوب، الإقرارُ بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب، فمدح اللَّه تعالي اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يُحيطوا به علماً، وسمّي ترکهم التعمّقَ فيما لم يکلّفهم البحث عن کنهه رسوخاً. فاقتصِرْ علي ذلک، ولا تُقدِّر عظمة اللَّه سبحانه علي قدر عقلک فتکون من الهالکين. [صفحه 92] هو القادر الذي إذا ارتمت الأوهام لتُدرک منقطع قدرته، وحاول الفکر المبرّأ من خطرات الوساوس أن يقع عليه في عميقات غيوب ملکوته، وتولّهت القلوب إليه؛ لتجري في کيفيّة صفاته، وغمضت مداخل العقول في حيث لا تبلغه الصفات لتناول علم ذاته، رَدَعها وهي تجوب مهاوي سُدَف[15] الغيوب، متخلّصة إليه سبحانه، فرجعت إذ جُبِهَت معترفة بأنّه لا يُنال بجور الاعتساف کنه معرفته، ولا تخطر ببال اُولي الروِيّات[16] خاطرة من تقدير جلال عزّته[17] . 5097- عنه عليه السلام- في الحکم المنسوبة إليه-: غاية کلّ متعمّق في معرفة الخالق سبحانه الاعتراف بالقصور عن إدراکها[18] . 5098- عنه عليه السلام- في الديوان المنسوب إليه-: کيفيّة المرء ليس المرء يدرکهافکيف کيفيّة الجبّار في القِدَم هو الذي أنشأ الأشياء مبتدعاًفکيف يدرکه مستحدث النسمِ[19] . 5099- عنه عليه السلام: مَن تفکّر في ذات اللَّه ألْحَدَ[20] . [صفحه 93] 5100- عنه عليه السلام: مَن أفکر في ذات اللَّه تزندق[21] [22] . راجع: الصفات الثبوتيّة/الظاهر الباطن.
5085- الإمام عليّ عليه السلام- مخاطباً اللَّه عزّ وجلّ-: کلّت الأوهام عن تفسير صفتک، وانحسرت العقول عن کُنْه عظمتک... وکَلّ دون ذلک تحبير[1] اللغات، وضلّ هنالک التدبير في تصاريف الصفات، فمن تفکّر في ذلک رجع طرفه إليه حسيراً، وعقله مبهوراً، وتفکّره متحيّراً[2] .
صفحه 90، 91، 92، 93.