علامات التدبير











علامات التدبير



5041- الإمام عليّ عليه السلام- في تعظيم اللَّه جلّ جلاله-: الذي بطن من خفيّات الاُمور، وظهر في العقول بما يري في خلقه من علامات التدبير، الذي سئلت الأنبياء عنه، فلم تصفه بحدّ ولا ببعض، بل وصفته بفعاله ودلّت عليه بآياته، لا تستطيع عقول المتفکّرين جحده؛ لأنّ من کانت السماوات والأرض فطرته وما فيهنّ وما بينهنّ، وهو الصانع لهنّ؛ فلا مدفع لقدرته[1] .

[صفحه 75]

5042- عنه عليه السلام- أيضاً-: وأرانا من ملکوت قدرته، وعجائب ما نطقت به آثار حکمته، واعتراف الحاجة من الخلق إلي أن يقيمها بمِساک قوّته، ما دلّنا باضطرار قيام الحجّة له علي معرفته، فظهرت البدائع التي أحدثتها آثار صنعته وأعلام حکمته، فصار کلّ ما خلق حجّة له ودليلاً عليه؛ وإن کان خلقاً صامتاً، فحجّته بالتدبير ناطقة، ودلالته علي المبدع قائمة[2] .

5043- عنه عليه السلام: الحمد للَّه الذي بطن خفيّات الاُمور، ودلّت عليه أعلام الظهور، وامتنع علي عين البصير، فلا عين من لم يره تنکره، ولا قلب من أثبته يبصره...فهو الذي تشهد له أعلام الوجود علي إقرار قلب ذي الجحود[3] .

5044- عنه عليه السلام: بصنع اللَّه يستدلّ عليه، وبالعقول تعتقد معرفته، وبالتفکّر تثبت حجّته، معروف بالدلالات، مشهود بالبيّنات[4] .

5045- عنه عليه السلام- في المخلوقات-: بها تجلّي صانعها للعقول[5] .

5046- عنه عليه السلام: الحمد للَّه المتجلّي لخلقه بخلقه، والظاهر لقلوبهم بحجّته[6] .

5047- عنه عليه السلام: ظهر للعقول بما أرانا من علامات التدبير المتقن، والقضاء المبرم[7] .

[صفحه 76]

5048- عنه عليه السلام: الحمد للَّه الذي... تتلقّاه الأذهان لا بمُشاعرة، وتشهد له المرائي لا بمحاضرة. لم تُحط به الأوهام، بل تجلّي لها بها[8] .

5049- عنه عليه السلام: وأقام من شواهد البيّنات علي لطيف صنعته، وعظيم قدرته، ما انقادت له العقول معترفة به، ومسلّمة له، ونعقت في أسماعنا دلائله علي وحدانيّته[9] .

5050- عنه عليه السلام- لمّا قال له الجاثليق في مناظرته: خبّرني عنه تعالي، أمدرک بالحواسّ عندک فيسلک المسترشد في طلبه استعمال الحواسّ، أم کيف طريق المعرفة به إن لم يکن الأمر کذلک؟-: تعالي الملک الجبّار أن يوصف بمقدار، أو تدرکه الحواسّ أو يقاس بالناس، والطريق إلي معرفته صنائعه الباهرة للعقول، الدالّة ذوي الاعتبار بما هو عنده مشهود ومعقول[10] .

5051- عنه عليه السلام- لمّا سئل عن إثبات الصانع-: البعرة تدلّ علي البعير، والروثة تدلّ علي الحمير، وآثار القدم تدلّ علي المسير، فهيکل علويّ بهذه اللطافة، ومرکز سفليّ بهذه الکثافة، کيف لا يدلّان علي اللطيف الخبير؟![11] .

5052- عنه عليه السلام: عجبت لمن شکّ في اللَّه وهو يري خلق اللَّه[12] .

5053- التوحيد عن سلمان الفارسي: سأل الجاثليق من عليّ عليه السلام: أخبرني!

[صفحه 77]

عرفت اللَّه بمحمّد، أم عرفت محمّداً باللَّه عزّوجلّ؟

فقال عليّ بن أبي طالب عليه السلام: ما عرفت اللَّه بمحمّد صلي الله عليه و آله، ولکن عرفت محمّداً باللَّه عزّ وجلّ حين خلقه وأحدث فيه الحدود من طول وعرض، فعرفت أنّه مدبَّر مصنوع باستدلال وإلهام منه وإرادة، کما ألهم الملائکة طاعته وعرّفهم نفسه بلا شبه ولا کيف[13] .

5054- الإمام عليّ عليه السلام- أنّه کان کثيراً ما يقول إذا فرغ من صلاة الليل-: أشهد أنّ السماوات والأرض وما بينهما آيات تدلّ عليک، وشواهد تشهد بما إليه دعوتَ. کلّ ما يؤدّي عنک الحجّة، ويشهد لک بالربوبيّة، موسوم بآثار نعمتک ومعالم تدبيرک. علوتَ بها عن خلقک، فأوصلت إلي القلوب من معرفتک ما آنسها من وحشة الفکر، وکفاها رجْم الاحتجاج؛ فهي مع معرفتها بک، وولهها إليک؛ شاهدة بأنّک لا تأخذک الأوهام، ولا تدرکک العقول ولا الأبصار[14] .

5055- عنه عليه السلام- من قوله عند رؤية الهلال-: أيّها الخلق المطيع، الدائب السريع، المتردّد في فلک التدبير، المتصرّف في منازل التقدير، آمنت بمن نوّر بک الظلم، وأضاء بک البهم، وجعلک آية من آيات سلطانه، وامتهنک بالزيادة والنقصان، والطلوع والاُفول، والإنارة والکسوف، في کلّ ذلک أنت له مطيع وإلي إرادته سريع، سبحانه ما أحسن ما دبّر! وأتقن ما صنع في ملکه! وجعلک اللَّه هلال شهر حادث لأمر حادث، جعلک اللَّه هلال أمن وإيمان، وسلامة وإسلام، هلال أمنة من العاهات وسلامة من السيّئات، اللهمّ اجعلنا أهدي من طلع عليه! وأزکي من نظر إليه! وصلّي اللَّه علي محمّد النبيّ وآله، اللهمّ افعل بي

[صفحه 78]

کذا وکذا يا أرحم الراحمين[15] .



صفحه 75، 76، 77، 78.





  1. الکافي: 7:141:1، التوحيد: 1:31 وفيه «بنقص» بدل «ببعض» وکلاهما عن الحارث الأعور.
  2. نهج البلاغة: الخطبة 91، التوحيد: 13:52 نحوه من «فظهرت...» وکلاهما عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عليه السلام، بحارالأنوار: 90:107:57.
  3. نهج البلاغة: الخطبة 49، بحارالأنوار: 36:308:4.
  4. جامع الأخبار: 14:35، روضة الواعظين: 25، الإرشاد: 223:1 عن صالح بن کيسان، الاحتجاج: 114:475:1 وليس فيهما من «معروف...»، بحارالأنوار: 28:55:3.
  5. نهج البلاغة: الخطبة 186، تحف العقول: 66، الاحتجاج: 116:476:1.
  6. نهج البلاغة: الخطبة 108.
  7. نهج البلاغة: الخطبة 182 عن نوف البکالي، بحارالأنوار: 13:308:77.
  8. نهج البلاغة: الخطبة 185، الاحتجاج: 117:480:1.
  9. نهج البلاغة: الخطبة 165، بحارالأنوار: 1:30:65.
  10. الأمالي للطوسي: 382:220، الخرائج والجرائح: 14 555:2، المناقب لابن شهر آشوب: 258:2 کلّها عن سلمان الفارسي.
  11. جامع الأخبار: 13:35، بحارالأنوار: 27:55:3.
  12. نهج البلاغة: الحکمة 126، خصائص الأئمّة عليهم السلام: 101.
  13. التوحيد: 4:286، بحارالأنوار: 9:272:3.
  14. شرح نهج البلاغة: 1:255:20.
  15. من لا يحضره الفقيه: 1847:101:2.