سرعة البديهة











سرعة البديهة



5693- نهج البلاغة: قال له بعض اليهود: ما دفنتم نبيّکم حتي اختلفتم فيه!

فقال عليه السلام له: إنّما اختلفنا عنه لا فيه،[1] ولکنّکم ما جفّت أرجلکم من البحر حتي قلتم لنبيّکم: «اجْعَل لَّنَآ إِلَهًا کَمَا لَهُمْء َالِهَةٌ قَالَ إِنَّکُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ»![2] [3] .

5694- نهج البلاغة: سئل عليه السلام: کيف يحاسب اللَّه الخلق علي کثرتهم؟!

فقال عليه السلام: کما يرزقهم علي کثرتهم.

فقيل: کيف يحاسبهم ولا يرونه؟

فقال عليه السلام: کما يرزقهم ولا يرونه[4] .

[صفحه 324]

5695- الأمالي للسيّد المرتضي: قال له عليه السلام ابن الکوّاء: يا أميرالمؤمنين، کم بين السماء والأرض؟

قال: دعوة مستجابة[5] .

5696- نهج البلاغة: سئل عن مسافة ما بين المشرق والمغرب، فقال عليه السلام: مسيرة يوم للشمس[6] .

5697- الغارات عن أبي عمرو الکندي- في ذکر أسئلة ابن الکوّاء منه عليه السلام-: قال [ابن الکوّاء]: فکم بين السماء والأرض؟

قال: مدّ البصر ، ودعوة بذکر اللَّه فيُسمع. لا نقول غير ذلک؛ فاسمع، لا أقول غير ذلک[7] .

5698- الإمام عليّ عليه السلام- حين قال له ابن الکوّاء: يا أميرالمؤمنين، کم بين موضع قدمک إلي عرش ربّک؟ قال-: ثکلتک اُمّک يابن الکوّاء! سل متعلّماً ولا تسأل متعنّتاً؛ مِن موضع قدمي إلي عرش ربّي أن يقول قائل مخلصاً: لا إله إلّا اللَّه[8] .

5699- عنه عليه السلام- في جواب سائل-: أمّا الابن الذي أکبرُ من أبيه وله ابن أکبر منه فهو عزير؛ بعثه اللَّه وله أربعون سنة ولابنه مائة وعشر سنين[9] .

[صفحه 325]

5700- خصائص الأئمّة عليهم السلام: قال کعب الأحبار:...أخبرني يا أباالحسن عمّن لا أب له، وعمّن لا عشيرة له، وعمّن لا قبلة له؟

قال: أمّا من لا أب له فعيسي عليه السلام، وأمّا [من][10] لا عشيرة له فآدم عليه السلام، وأما من لا قبلة له فهو البيت الحرام؛ هو قبلة ولا قبلة لها.

هات يا کعب.

فقال: أخبرني يا أباالحسن عن ثلاثة أشياء لم ترتکض في رحم ولم تخرج من بدن؟

فقال عليه السلام: هي عصا موسي عليه السلام، وناقة ثمود، وکبش إبراهيم.

ثمّ قال: هات يا کعب.

فقال: يا أباالحسن، بقيت خصلة؛ فإن أنت أخبرتني بها فأنت أنت! قال: هلمّها يا کعب.

قال: قبرٌ سار بصاحبه؟

قال: ذلک يونس بن متّي إذ سجنه اللَّه في بطن الحوت[11] .

5701- تذکرة الخواصّ عن ابن المسيّب: کتب ملک الروم إلي عمر:... أمّا بعد؛ فإنّي مُسائلک عن مسائل، فأخبرني عنها: ما شي ء لم يخلقه اللَّه؟ وما شي ء لا يعلمه اللَّه؟ و... فقرأ عليٌ عليه السلام الکتاب، وکتب في الحال خلفه: بسم اللَّه الرحمن الرحيم،... أمّا الذي لا يعلمه اللَّه فقولکم: له ولد وصاحبة وشريک؛ «مَا اتَّخَذَ

[صفحه 326]

اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَ مَا کَانَ مَعَهُ و مِنْ إِلَهٍ»[12] ؛ «لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ»[13] .

وأمّا الذي ليس عند اللَّه: فالظلم؛ «وَ مَا رَبُّکَ بِظَلَّمٍ لِّلْعَبِيدِ»[14] .

وأمّا الذي کلّه فم: فالنار تأکل ما يُلقي فيها.

وأمّا الذي کلّه رجل: فالماء.

وأمّا الذي کلّه عين: فالشمس.

وأمّا الذي کلّه جناح: فالريح.

وأمّا الذي لا عشيرة له: فآدم عليه السلام.

وأمّا الذين لم يحمل بهم رحم: فعصا موسي، وکبش إبراهيم، وآدم، وحوّاء. وأمّا الذي يتنفّس من غير روح: فالصبح؛ لقوله تعالي: «وَ الصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ»[15] ....

وأمّا الظاعِن[16] : فطور سيناء[17] ؛ لمّا عصت بنو إسرائيل، وکان بينه وبين الأرض المقدّسة أيّام، فقلع اللَّه منه قطعة وجعل لها جناحين من نور، فنَتَقَه[18] .

[صفحه 327]

عليهم؛ فذلک قوله: «وَ إِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ کَأَنَّهُ و ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ و وَاقِعُ م بِهِمْ»،[19] وقال لبني إسرائيل: إن لم تؤمنوا وإلّا أوقعته عليکم، فلمّا تابوا ردّه إلي مکانه.

وأمّا المکان الذي لم تطلع عليه الشمس إلّا مرّة واحدة: فأرض البحر لمّا فلقه اللَّه لموسي عليه السلام، وقام الماء أمثال الجبال، ويبست الأرض بطلوع الشمس عليها، ثمّ عاد ماء البحر إلي مکانه.

وأمّا الشجرة التي يسير الراکب في ظلّها مائة عام: فشجرة طوبي؛ وهي سدرة المنتهي في السماء السابعة، إليها ينتهي أعمال بني آدم، وهي من أشجار الجنّة، ليس في الجنّة قصر ولا بيت إلّا وفيه غصن من أغصانها. ومثلها في الدنيا الشمس أصلها واحد وضوؤها في کلّ مکان.

وأمّا الشجرة التي نبتت من غير ماء: فشجرة يونس، وکان ذلک معجزة له؛ لقوله تعالي: «وَ أَم نبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ»[20] .

وأمّا غذاء أهل الجنّة: فمثلهم في الدنيا الجنين في بطن اُمّه؛ فإنّه يغتذي من سرّتها ولا يبول ولا يتغوّط.

وأمّا الألوان في القصعة الواحدة: فمثله في الدنيا البيضة فيها لونان أبيض وأصفر ولا يختلطان.

وأمّا الجارية التي تخرج من التفّاحة: فمثلها في الدنيا الدودة تخرج من التفّاحة ولا تتغيّر.

وأمّا الجارية التي تکون بين اثنين: فالنخلة التي تکون في الدنيا لمؤمن مثلي

[صفحه 328]

ولکافر مثلک، وهي لي في الآخرة دونک؛ لأ نّها في الجنّة وأنت لا تدخلها! وأمّا مفاتيح الجنّة: فلا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه.

قال ابن المسيّب: فلمّا قرأ قيصر الکتاب قال: ما خرج هذا الکلام إلّا من بيت النبوّة![21] .

5702- بحارالأنوار: قضي [عليّ عليه السلام] بالبصرة لقوم حدّادين اشتروا باب حديد من قوم، فقال أصحاب الباب: کذا وکذا منّاً، فصدّقوهم وابتاعوه، فلمّا حملوا الباب علي أعناقهم قالوا للمشتري: ما فيه ما ذکروه من الوزن، فسألوهم الحطيطة فأبوا، فارتجعوا عليهم، فصاروا إلي أميرالمؤمنين عليه السلام، فقال: أدلّکم؛ احملوه إلي الماء. فحُمل فطُرح في زورق صغير وعُلّم علي الموضع الذي بلغه الماء. ثمّ قال: أرجِعوا مکانه تمراً موزوناً. فما زالوا يطرحون شيئاً بعد شي ء موزوناً حتي بلغ الغاية. قال: کم طرحتم؟ قالوا: کذا وکذا منّاً ورطلاً. قال عليه السلام: وزنه هذا[22] .

5703- الفضائل: روي أنّ امرأة ترکت طفلاً ابن ستّة أشهر علي سطح، فمشي الصبيّ يحبو حتي خرج من السطح وجلس علي رأس الميزاب، فجاءت اُمّه علي السطح فما قدرت عليه، فجاؤوا بسلّم ووضعوه علي الجدار فما قدروا علي الطفل؛ من أجل طول الميزاب وبعده عن السطح، والاُمّ تصيح وأهل الصبيّ کلّهم يبکون، وکان في أيّام عمر بن الخطّاب، فجاؤوا إليه فحضر مع القوم فتحيّروا فيه، وقالوا: ما لهذا إلّا عليّ بن أبي طالب! فحضر عليّ عليه السلام، فصاحت اُمّ الصبيّ

[صفحه 329]

في وجهه، فنظر أميرالمؤمنين إلي الصبيّ، فتکلّم الصبيّ بکلام لا يعرفه أحد، فقال عليه السلام: أحضِروا هاهنا طفلاً مثله، فأحضروه، فنظر بعضهما إلي بعض وتکلّم الطفلان بکلام الأطفال، فخرج الطفل من الميزاب إلي السطح، فوقع فرح في المدينة لم يُرَ مثله[23] .

[صفحه 331]



صفحه 324، 325، 326، 327، 328، 329، 331.





  1. أي في أخبار وردت عنه، لا في صدق نبوّته.
  2. الأعراف: 138.
  3. نهج البلاغة: الحکمة 317، الأمالي للسيّد المرتضي: 198:1 وراجع جواهر المطالب: 259:1.
  4. نهج البلاغة: الحکمة 300، الأمالي للسيّد المرتضي: 103:1، روضة الواعظين: 41، بحارالأنوار: 37:271:7.
  5. الأمالي للسيّد المرتضي: 198:1، المناقب لابن شهر آشوب: 383:2، بحارالأنوار: 5:84:10.
  6. نهج البلاغة: الحکمة 294، الغارات: 180:1، بحارالأنوار: 25:166:58.
  7. الغارات: 180:1، بحارالأنوار: 13:93:58، نهج السعادة: 342:632:2؛ کنز العمّال: 36492:161:13 نقلاً عن ابن منيع عن زاذان وفيهما «قدر دعوة عبدٍ دعا اللَّه، لا أقول غير ذلک».
  8. الاحتجاج: 139:614:1، بحارالأنوار: 2:122:10.
  9. المناقب لابن شهر آشوب: 385:2، الصراط المستقيم: 19:2 نحوه، بحارالأنوار: 7:88:10 وراجع تفسير العيّاشي: 468:141:1.
  10. إضافة يقتضيها السياق.
  11. خصائص الأئمّة عليهم السلام: 89 وراجع الخصال: 1:456 وبحارالأنوار: 1:3:10.
  12. المؤمنون: 91.
  13. الإخلاص: 3.
  14. فصّلت: 46.
  15. التکوير: 18.
  16. اسم فاعل من ظَعَن يظْعَن: أي ذَهَب وسارَ (انظر لسان العرب: 270:13).
  17. طُور سَيْناء: سينا- بفتح السين أو کسرها- اسم موضع بالشام يضاف إليه الطور فيقال: طُور سَيْناء، الجبل الذي کلّم اللَّه تعالي عليه موسي بن عمران عليه السلام (معجم البلدان: 300:3).
  18. النَّتْق: أن تَقْلَع الشي ءَ فتَرفَعه من مکانه لِتَرمي به (النهاية: 13:5).
  19. الأعراف: 171.
  20. الصافّات: 146.
  21. تذکرة الخواصّ: 145؛ الغدير: 248:6 عن ابن المسيّب.
  22. بحارالأنوار: 45:286:40 نقلاً عن کتاب صفوة الأخبار.
  23. الفضائل لإبن شاذان: 56، بحارالأنوار: 36:267:40.