وظيفة الجبال في الأرض











وظيفة الجبال في الأرض



5666- الإمام عليّ عليه السلام: عدّل حرکاتها بالراسيات من جلاميدها، وذوات الشناخيب الشمّ من صياخيدها[1] فسکنت من الميدان لرسوب الجبال في قطع أديمها، وتغلغلها متسرّبة في جوبات خياشيمها، ورکوبها أعناق سهول الأرضين وجراثيهما[2] .

5667- عنه عليه السلام: أنشأ الأرض فأمسکها من غير اشتغال، وأرساها علي غير قرار، وأقامها بغير قوائم، ورفعها بغير دعائم وحصّنها من الأود والاعوجاج، ومنعها من التهافت والانفراج، أرسي أوتادها، وضرب

[صفحه 304]

أسدادها[3] .

5668- عنه عليه السلام- في عجيب صنعة الکون-: جبل جلاميدها ونشوز متونها وأطوادها، فأرساها في مراسيها، وألزمها قرارتها فمضت رؤوسها في الهواء، ورست أصولها في الماء، فأنهد جبالها عن سهولها، وأساخ قواعدها في متون أقطارها ومواضع أنصابها، فأشهق قلالها، وأطال أنشازها، وجعلها للأرض عماداً، وأرّزها فيها أوتاداً، فسکنت علي حرکتها من أن تميد بأهلها أو تسيخ بحملها أو تزول عن مواضعها[4] .

5669- عنه عليه السلام: فطر الخلائق بقدرته، ونشر الرياح برحمته، ووتّد بالصخور مَيَدان أرضه[5] [6] .

[صفحه 305]



صفحه 304، 305.





  1. الصَيخُود: الصخرة الملساء الصُّلْبة لاتحرّک من مکانها ولايعمل فيها الحديد (لسان العرب: 245:3).
  2. نهج البلاغة: الخطبة 91 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عليه السلام، بحارالأنوار: 90:112:57.
  3. نهج البلاغة: الخطبة 186، الاحتجاج: 116:477:1، بحارالأنوار: 8:255:4.
  4. نهج البلاغة: الخطبة 211، بحارالأنوار: 15:38:57.
  5. يؤکّد الإمام عليه السلام علي أنّ اللَّه سبحانه حين خلق الجبال في الأرض، جعل لکلّ جبل منها جذراً في الأرض هو الوتد، ولهذا الوتد وظيفتان: الاُولي: أنّه يحفظ الجبل من التهافت والانزلاق، کما حدث لجبل السلط قرب عمان، الذي انزلق من مکانه وسار والثانية: أنّ الوتد المغروس في أديم الأرض يمسک طبقات الأرض نفسها، بعضها ببعض، فيمنعها من الاضطراب والمَيَدان، تماماً کما نفعل عندما نمسک الصفائح المعدنيّة ببعضها عن طريق غرس مسامير قويّة فيها. هذه وظيفة الجبال بالنسبة لاستقرار الأرض، أمّا وظيفتها بالنسبة لاستقرار حياة الإنسان فوجود الجبال علي الأرض يحافظ علي التربة والصخور الموجودة علي سطح الأرض من الزوال والانتقال، ويحفظها من تأثير الرياح العاصفة بها، فيتسنّي بذلک إقامة حياة إنسانيّة رتيبة في الجبال والسهول والوديان ولو کان سطح الأرض مستوياً بدون جبال لکان عرضة للتغيّر (تصنيف نهج البلاغة: 783).
  6. نهج البلاغة: الخطبة 1، الاحتجاج: 113:473:1، بحارالأنوار: 7:300:77 و ج 5:247:4.