نكتة











نکتة



يقول أينشتاين: «لقد تمکّن بنو البشر وبعد مرور قرون متمادية من التعرّف إلي أسرار ترکيب الذّرّة، وتبيّن لهم أنّ هذا العالم المادّي إنّما يتألّف من الذّرّات الناتجة بدورها من اتّحاد الألکترونات بالبروتونات، وأنّ وجود المادّة وبقاءها رهين بدوام تلک الآصرة التي تربط بين أجزاء الذّرّة المتکوّنة من جسمين متضادّين؛ سالب وموجَب». لکنّ الباحث المتتبّع إذا نظر بدقّة وتفحّص في کلام الإمام عليّ عليه السلام؛ في تفسيره للآية الشريفة )49) من سورة الذاريات، سيندهش حين يري بأ نّه عليه السلام قد سبق علماء عصرنا ب (14) قرناً من الزمان؛ بالتعرّف إلي أسرار ترکيب الذّرّة؛ حيث جاء في أحاديث هذا الباب أنّ الإمام عليه السلام أشار إلي ما يمکن انطباقه اليوم ب (الألکترون) و (البروتون)، وتطرّق إلي الآصرة الموجودة بين هذين الجسمين بشکل دقيق للغاية. وعلي ما تقدّم يمکن حمل کلام الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله في مناظرته مع الدهريين حيث أشار إلي تلک المسألة العلميّة الدقيقة بقوله: «... فهذا الذي نشاهده من الأشياء بعضُها إلي بعض مفتقرٌ؛ لأ نّه لا قوام للبعض إلّا بما يتّصل به» (بحارالأنوار: 1:262:9).

وفي هذا السياق أيضاً يقول الإمام الرضا عليه السلام: «ولم يخلق شيئاً فرداً قائماً بنفسه دون غيره للّذي أراد من الدلالة علي نفسه وإثبات وجوده، فاللّه تبارک وتعالي فردٌ واحد لا ثاني معه يُقيمه ولا يعضده ولا يکنّه، والخلق يمسک بعضه بعضاً بإذن اللَّه تعالي ومشيّته» (عيون أخبار الرضا: 1:176:1، بحارالأنوار: 1:316:10).

[صفحه 297]



صفحه 297.