خطبته الخالية من النقط











خطبته الخالية من النقط



5651- الإمام عليّ عليه السلام- في خطبة خطبها ارتجالاً خالية من النقط[1] -: الحمد للَّه أهل الحمد ومأواه، وله أوکد الحمد وأحلاه، وأسعد الحمد وأسراه، وأطهر الحمد وأسماه، وأکرم الحمد وأولاه. الواحد الأحد الصمد لا والد له ولا ولد.

سلّط الملوک وأعداها، وأهلک العُداة وأدحاها، وأوصل المکارم وأسراها، وسمک السماء وعلّاها، وسطح المهاد وطحاها، ووطّدها ودحاها، ومدّها وسوّاها، ومهّدها ووطّاها، وأعطاکم ماءها ومرعاها، وأحکم عدد الاُمم وأحصاها، وعدّل الأعلام وأرساها.

[صفحه 285]

ألا له الأوّل لا مُعادل له، ولا رادّ لحکمه، لا إله إلّا هو الملک السلام المصوّر العلّام الحاکم الودود، المطهّر الطاهر، المحمود أمره، المعمور حرمه، المأمول کرمه.

علّمکم کلامه وأراکم أعلامه وحصّل لکم أحکامه، وحلّل حلاله وحرّم حرّامه وحمّل محمّداً الرسالة، رسوله المکرّم المسوّد المسدّد الطهر المطهّر، أسعد اللَّه الاُمّة؛ لِعلُوّ محلّه وسُمُوّ سُؤْدده وسَداد أمره وکمال مراده.

أطهر ولد آدم مولوداً وأسطعهم سُعوداً وأطولهم عموداً وأرواهم عوداً وأصحّهم عهوداً وأکرمهم مُرداً وکهولاً!

صلاة اللَّه له ولآله الأطهار مُسلّمة مکرّرة معدودة، ولآل ودّهم الکرام محصّلةٌ مُردّدة ما دام للسماء أمر مرسوم وحدّ معلوم.

أرسلهُ رحمةً لکم وطهارةً لأعمالکم وهدوء دارکم ودحور عارکم وصلاح أحوالکم، وطاعةً للَّه ورسله، وعصمةً لکم ورحمةً.

اسمعوا له وراعو أمره وحلّلوا ما حلّل، وحرّموا ما حرّم، واعمدوا رحمکم اللَّه لدوام العمل، وداحروا الحرص واعدموا الکسل وادروا السلامة وحراسة الملک وروعها، وهلع الصدور وحلول کلّها وهمّها.

هلک واللَّه أهل الإصرار، وما ولد والد للأسرار، کم مؤمّل أمّل ما أهلکه، وکم مالٍ وسلاحٍ اُعدّ صار للأعداء عَدّهُ وعَمدُه.

اللهم لک الحمد ودوامه والملک وکماله لا إله إلّا هو، وسع کلّ حلمٍ حلمُه، وسدّد کلّ حکمٍ حکمُه، وحدر کلّ علم علمُه.

عصمکم ولوّاکم ودوام السلامة أولاکم وللطاعة سدّدکم وللإسلام هداکم

[صفحه 286]

ورحمکم، وسمع دعاءکم وطهّر أعمالکم وأصلح أحوالکم.

وأسأله لکم دوام السلامة، وکمال السعادة، والآلاء الدارّه، والأحوال السارّة، والحمد للَّه وحده[2] .



صفحه 285، 286.





  1. يجد القارئ الکريم في ثنايا هذه الخطبة الغرّاء أنّ الهاء الآخريّة في بعض الکلمات منقّطة؛ ولکن بما أنّها تلفظ هاءً عند الوقف في أکثر الأحيان، فلذا لم يورد الکثير عليها هذا الإشکال.
  2. نهج السعادة (طبعة مؤسّسة المحمودي): 100:1 وراجع تصنيف نهج البلاغة: 99 وقد ذکر خطبة اُخري خالية من النقط.

    قال الشيخ المحمودي في نهج السعادة: «ومن خطبة له عليه السلام خطبها ارتجالاً خالية من النقط» وقال في آخرها: أقول: لفظ الخطبة الشريفة من قوله «الواحد الأحد» إلي آخر الخطبة أعني قوله «والحمد للَّه وحده» أخذناه من مجموعة أدبيّة للعلّامة محيي الدين محمّد بن عبدالقاهر ابن الشهرزوري الموصلي من أعلام القرن الثامن- إلي أن قال:- والمجموعة من کتب أياصوفيا توجد نسخة منها في المکتبة السليمانيّة في اسلامبول تحت الرقم 4250، راجع تمام الکلام.