لم يجد حملةً لعلمه
[صفحه 45] 4937- عنه عليه السلام: ليس کلّ العلم يستطيع صاحب العلم أن يفسّره لکلّ الناس؛ لأنّ منهم القويّ والضعيف، ولأنّ منه ما يطاق حمله ومنه ما لا يطاق حمله إلّا من يسهّل اللَّه له حمله وأعانه عليه من خاصّة أوليائه[5] . 4938- عنه عليه السلام- لکميل بن زياد النخعي-: ها إنّ هاهنا لعلماً جمّاً- وأشار بيده إلي صدره- لو أصبت له حملة! بلي أصبت لَقِناً[6] غير مأمون عليه، مستعملاً آلة الدين للدنيا، ومستظهراً بنعم اللَّه علي عباده، وبحججه علي أوليائه، أو منقاداً لحملة الحقّ، لا بصيرة له في أحنائه،[7] ينقدح الشکّ في قلبه لأوّل عارض من شبهة. ألا لا ذا ولا ذاک! أو منهوماً باللذّة، سلس القياد للشهوة، أو مغرماً بالجمع والادّخار، ليسا من رعاة الدين في شي ءٍ، أقرب شي ءٍ شبهاً بهما الأنعام السائمة! کذلک يموت العلم بموت حامليه[8] [9] . [صفحه 46] 4939- عنه عليه السلام: إنّ هاهنا لعلماً جمّاً- وأشار إلي صدره- ولکن طلّابه يسيرة، وعن قليل يندمون لو قد يفقدوني[10] . 4940- عنه عليه السلام: إنّ في صدري هذا لعلماً جمّاً، علّمنيه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، لو أجد له حفظة يرعونه حقّ رعايته ويروونه کما يسمعونه منّي إذاً لأودعتهم بعضه، فعلّم به کثيراً من العلم، إنّ العلم مفتاح کلّ باب، وکلّ باب يفتح ألف باب[11] . 4941- الإمام الصادق عليه السلام: قدم وفد من أهل فلسطين علي الباقر عليه السلام، فسألوه عن مسائل، فأجابهم:... لم يجد جدّي أميرالمؤمنين عليه السلام حملةً لعلمه حتي کان يتنفّس الصعداء، ويقول علي المنبر: سلوني قبل أن تفقدوني، فإنّ بين الجوانح[12] منّي علماً جمّاً، ها هاه ألا لا أجد من يحمله![13] . 4942- المزار الکبير عن ميثم: أصحر[14] بي مولاي أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام ليلة من الليالي، حتي خرج من الکوفة وانتهي إلي مسجد جعفي، [صفحه 47] توجّه إلي القبلة وصلّي أربع رکعات، فلمّا سلّم وسبّح بسط کفّيه وقال: «إلهي کيف أدعوک وقد عصيتک، وکيف لا أدعوک وقد عرفتک...» وأخفت دعاءه، وسجد وعفّر وقال: العفو العفو، مائة مرّة، وقام وخرج واتّبعته حتي خرج إلي الصحراء، وخطّ لي خطّة وقال: إيّاک أن تجاوز هذه الخطّة، ومضي عنّي. وکانت ليلة دَلهَمة،[15] فقلت: يا نفسي أسلمت مولاک وله أعداء کثيرة، أيّ عُذر يکون لک عند اللَّه وعند رسوله؟! واللَّه لأقفنّ أثره، ولأعلمنّ خبره، وإن کنت قد خالفت أمره، وجعلت أتّبع أثره، فوجدته عليه السلام مطّلعاً في البئر إلي نصفه يخاطب البئر والبئر تخاطبه، فحسّ بي، والتفت عليه السلام وقال: من؟ قلت: ميثم. فقال: يا ميثم، ألم آمرک أن لا تجاوز الخطّة؟ قلت: يا مولاي، خشيتُ عليک من الأعداء، فلم يصبر لذلک قلبي. فقال: أ سمعت ممّا قلت شيئاً؟ قلت: لا يا مولاي. فقال: يا ميثم وفي الصدر لبانات[16] . نکتُّ الأرض بالکفّ فمهما تنبت الأرض [صفحه 49]
4936- الإمام عليّ عليه السلام: اندمجت[1] علي مکنون علم لو بُحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية[2] في الطويّ[3] البعيدة[4] .
إذا ضاق لها صدري
وأبديت لها سرّي
فذاک النبت من بذري[17] .
صفحه 45، 46، 47، 49.