التحذير من الغفلة











التحذير من الغفلة



5619- الإمام عليّ عليه السلام- من خطبة له في صفة الضالّ-: وهو في مهلة من اللَّه يهوي مع الغافلين، ويغدو مع المذنبين، بلا سبيل قاصد، ولا إمام قائد.

... حتي إذا کَشف لهم عن جزاء معصيتهم، واستخرجهم من جلابيب غفلتهم، استقبلوا مُدبراً، واستدبروا مُقبلاً؛ فلم ينتفعوا بما أدرکوا من طلبتهم، ولا بما قضَوا من وَطَرهم[1] .

إنّي اُحذّرکم ونفسي هذه المنزلة؛ فلينتفع امرؤ بنفسه؛ فإنّما البصير من سمع فتفکّر، ونظر فأبصر، وانتفع بالعِبَر ثمّ سلک جَدَداً[2] واضحاً يتجنّب فيه الصَّرْعة

[صفحه 257]

في المهاوي، والضلال في المغاوي، ولا يُعين علي نفسه الغواةَ بتعسّف في حقّ، أو تحريف في نطق، أو تخوّف من صدق.

فأفِقْ أيّها السامع من سکرتک، واستيقِظ من غفلتک، واختصِر من عجلتک. وأنعِم الفکر فيما جاءک علي لسان النبيّ الاُمّيّ صلي الله عليه و آله ممّا لا بدّ منه، ولا محيص عنه. وخالِفْ مَن خالف ذلک إلي غيره، ودَعْهُ وما رضي لنفسه. وضَعْ فخرَک واحطط کِبرَک، واذکر قبرک؛ فإنّ عليه ممرّک، وکما تَدين تُدان. وکما تزرع تحصد. وما قدّمتَ اليوم تقدَمُ عليه غداً؛ فامهَدْ لِقَدمک، وقدّمْ ليومک. فالحذرَ الحذرَ أيّها المستمع! والجِدَّ الجِدَّ أيّها الغافل! «وَ لَا يُنَبِّئُکَ مِثْلُ خَبِيرٍ»[3] [4] .



صفحه 257.





  1. الوَطَرُ: کلُّ حاجة کان لصاحبها فيها همّة (لسان العرب: 285:5).
  2. الجَدَد: المستوي من الأرض (النهاية: 245:1).
  3. فاطر: 14.
  4. نهج البلاغة: الخطبة 153، بحارالأنوار: 38:407:77؛ جواهر المطالب: 308:1 نحوه وراجع تحف العقول: 154.