اوصاف المنافقين











اوصاف المنافقين



5390- الإمام عليّ عليه السلام- من خطبة له عليه السلام يصف فيها المنافقين-: اُحذّرکم أهلَ النفاق فإنّهم الضالّون المضلّون، والزالّون المزلّون، يتلوَّنون ألواناً، ويفتنّون افتناناً، ويعمدونکم بکلّ عماد، ويرصدونکم بکلّ مرصاد. قلوبهم دوّية، وصِفاحهم نقيّة. يمشون الخفاء، ويدبّون الضرّاء. وصفهم دواء، وقولهم شفاء، وفعلهم الداء العياء. حسدة الرخاء، ومؤکّدو البلاء، ومُقْنطو

[صفحه 196]

الرجاء. لهم بکلّ طريق صريع، وإلي کلّ قلب شفيع، ولکلّ شجو دموع. يتقارضون الثناء، ويتراقبون الجزاء: إن سألوا ألحفوا، وإن عَذلوا کشفوا، وإن حکموا أسرفوا. قد أعدّوا لکلّ حقّ باطلاً، ولکلّ قائم مائلاً، ولکلّ حيٍّ قاتلاً، ولکلّ باب مفتاحاً، ولکلّ ليل مصباحاً. يتوصّلون إلي الطمع باليأس ليُقيموا به أسواقهم، ويُنفقوا به أعلاقهم[1] يقولون فيُشبّهون، ويصفون فيُموّهون. قد هوّنوا الطريق، وأضلعوا المضيق[2] فهم لُمَةُ الشيطان، وحُمَة[3] النيران: «أُوْلَل-کَ حِزْبُ الشَّيْطَنِ أَلَآ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَنِ هُمُ الْخَسِرُونَ»[4] [5] .



صفحه 196.





  1. الأعلاق: جمع العِلْق؛ وهو النفِيس من کلّ شي ء (تاج العروس: 350:13).
  2. أي: يجعلونها معوجّة يصعب تجاوزها، فيهلکون (صبحي الصالح).
  3. الحُمَةُ: السَّمُّ، ويُطلق علي إبرة العَقرب للمجاورة لأنّ السَّمّ منها يَخرج (النهاية: 446:1).
  4. المجادلة: 19.
  5. نهج البلاغة: الخطبة 194، بحارالأنوار: 6:177:72 وراجع عيون الحکم والمواعظ: 2358:105 و ص 4492:234 و ص 10209:554.