المجتمع قبل البعثة











المجتمع قبل البعثة



5386- الإمام عليّ عليه السلام- من خطبة له عليه السلام يصف فيها العرب قبل بعثة النبيّ صلي الله عليه و آله-: إنّ اللَّه بعث محمّداً صلي الله عليه و آله نذيراً للعالمين، وأميناً علي التنزيل. وأنتم معشر العرب علي شرّ دين وفي شرّ دار. منيخون بين حجارة خُشن وحيّات صمّ، تشربون الکَدِر وتأکلون الجشب،[1] وتسفکون دماءکم وتقطعون أرحامکم. الأصنام فيکم منصوبة والآثام بکم معصوبة[2] .

5387- عنه عليه السلام- من خطبة له عليه السلام يصف فيها الناس قبل بعثة النبيّ صلي الله عليه و آله-: وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، أرسله بالدين المشهور، والعلم المأثور والکتاب

[صفحه 192]

المسطور، والنور الساطع والضياء اللّامع، والأمر الصادع، إزاحةً للشبهات، واحتجاجاً بالبيّنات، وتحذيراً بالآيات، وتخويفاً بالمَثُلات، والناس في فِتن انجذم[3] فيها حبل الدِّين وتزعزعت سواري اليقين، واختلف النجر وتشتّت الأمر، وضاق المخرج، وعَمِي المصدر، فالهدي خامل والعمي شامل. عُصي الرحمن، ونُصر الشيطان، وخُذل الإيمان، فانهارت دعائمه، وتنکَّرت معالمه، ودرست سبله، وعفت شُرکه.

أطاعوا الشيطان فسلکوا مسالکه، ووردوا مناهله. بهم سارت أعلامه، وقام لواؤه في فِتن داستهم بأخفافها، ووطئتهم بأظلافها وقامت علي سنابکها. فهم فيها تائهون حائرون جاهلون مفتونون في خير دار وشرّ جيران. نومهم سهود وکُحلهم دموع. بأرض عالِمها مُلجم وجاهلها مُکرم[4] .



صفحه 192.





  1. الجشب: الغليظ الخشِنُ من الطعام، وقيل غير المأدوم، وکلّ بشع الطَّعم جَشْبٌ (النهاية: 272:1).
  2. نهج البلاغة: الخطبة 26، الغارات: 303:1 عن جندب نحوه، بحارالأنوار: 68:226:18.
  3. الجَذْم: القَطع (النهاية: 251:1).
  4. نهج البلاغة: الخطبة 2، بحارالأنوار: 49:217:18.