سيرتها وفضائل لها شتّي











سيرتها وفضائل لها شتّي



280. ابن مردويه، عن جابر بن عبداللَّه، قال: دخل رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم علي فاطمة، وهي

[صفحه 200]

تطحن بالرحي وعليها کساء من حملة الإبل، فلمّا نظر إليها قال: «يا فاطمة، تعجّلي، فتجرّعي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غداً»، فأنزل اللَّه: «وَ لَسَوْفَ يُعْطِيکَ رَبُّکَ فَتَرْضَي».[1] [2] .

281. ابن مردويه، عن عمران بن حصين، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم: «يا فاطمة، قومي فاشهدي إضحيتکِ، فإنّه يغفر لک بأوّل قطرة تقطر من دمها کلّ ذنب عملتيه، وقولي: «إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُکِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَلَمِينَ، لَا شَرِيکَ لَهُ و وَبِذَ لِکَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ»»،[3] قلت: يا رسول اللَّه، هذا لک ولأهل بيتک خاصة، فأهل ذلک أنتم أم للمسلمين عامّة؟ قال: «بل للمسلمين عامّة».[4] .

282. ابن مردويه، أخبرنا إبراهيم بن أبان بن رسته، أخبرنا إبراهيم بن عبد اللَّه، أخبرنا عبدالرحمان بن حمّاد، أخبرنا أبوعبدالرحمان المدني، عن محمّد ابن عليّ، عن أبيه عليهماالسلام أنّه ذکر تزويج فاطمة عليهاالسلام، ثمّ ذکر أنّ فاطمة سألت من رسول اللَّه صلي الله عليه و آله خادماً- إلي أن قال-: ثمّ غزا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ساحل البحر، فأصاب سبياً فقسمه، فأمسک امرأتين أحدهما شابّة، والاُخري امرأة قد دخلت في السن ليست بشابّة، فبعث إلي فاطمة، وأخذ بيد المرأة فوضعها في يد فاطمة وقال: «يا فاطمة، هذه لک ولا تضربيها، فانّي رأيتها تصلّي، وإنّ جبرئيل نهاني أن أضرب المصلّين»، وجعل رسول اللَّه يوصيها بها، فلمّا رأت فاطمة مايوصيها بها التفتت إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وقالت: يا رسول اللَّه عليَّ يوم وعليها يوم، ففاضت عينا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بالبکاء وقال:

[صفحه 201]

««اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ»[5] و «ذُرِّيَّةَم بَعْضُهَا مِن م بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ»».[6] [7] .

283. ابن مردويه، أخبرنا عثمان بن محمّد البصري، حدّثنا محمّد بن الحسين، سمعت الحسن بن عبد العزيز، سمعت عبيداللَّه القواريري يقول: اختلف أصحابنا- يعني: يحيي بن سعيد وعبدالرحمان بن مهدي- في عائشة وفاطمة أيتهما أفضل؟ فأرسلوني إلي عبداللَّه بن داوود الخريبي، فسألته فقال: أمّا فاطمة فإن النبيّ صلي الله عليه و آله قال: «إنّما فاطمة بضعة منّي»، ولم أکن أفضّل علي بضعة من رسول اللَّه أحداً.[8] .


صفحه 200، 201.








  1. سورة الضحي، الآية 5.
  2. الدرّ المنثور، ج 6، ص 361، قال: أخرج العسکري في المواعظ، وابن مردويه، وابن لال، وابن النجار، عن جابر بن عبداللَّه....
  3. سورة الأنعام، الآية 162 و 163.
  4. الدرّ المنثور، ج 3، ص 66، قال: أخرج الحاکم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي، عن عمران بن حصين....
  5. سورة الأنعام، الآية 124.
  6. سورة آل عمران، الآية 34.
  7. مقتل الحسين، ج 1، ص 69، قال الخوارزمي: وأخبرني أبوالنجيب فيما کتب إليَّ بإسناده عن الحافظ أبي بکر بن مردويه....
  8. المصدر السابق، قال: وبهذا الإسناد [أي: إسناد الحديث المتقدم] عن الحافظ أبي بکر أحمد بن موسي بن مردويه....

    أقول: والحديث صحيح ثابت عن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، مخرّج في الصحاح والسنن بألفاظ مختلفة منها: قوله صلي الله عليه و آله: «فاطمة بضعة منّي يؤذيني ماآذاها، وينصبني ما أنصبها». رواه أحمد في المسند (ج 4، ص 5) والترمذي في صحيحه (ج 13، ص 247) والحاکم في المستدرک (ج 3، ص 159) وقوله صلي الله عليه و آله: «فاطمة بضعة منّي يريبني ما أرابها، ويؤذيني ما آذاها».

    رواه مسلم في صحيحه (ج 7، ص 140) والنسائي في خصائص أميرالمؤمنين (ص 245، ح 133).

    وقوله صلي الله عليه و آله: «فاطمة شجنة منّي، يبسطني مايبسطها، ويقبضني مايقبضها».

    رواه الحاکم في المستدرک (ج 3، ص 154) والهيثمي في مجمع الزوائد (ج 9، ص 203).