تزويجها بعليّ











تزويجها بعليّ



272. ابن مردويه، بالإسناد عن أنس بن مالک، أنّ النبيّ صلي الله عليه و آله قال: «إنّ اللَّه تعالي أمرني أن أزوّج فاطمة من عليّ عليه السلام».[1] .

[صفحه 197]

273. ابن مردويه، قال ابن سيرين: قال عبيدة: إنّ عمر بن الخطاب ذکر عليّاً فقال: ذاک صهر رسول اللَّه، نزل جبرئيل علي رسول اللَّه فقال: إنّ اللَّه يأمرک أن تزوج فاطمة من عليّ.[2] .

274. ابن مردويه، أنّ النبيّ صلي الله عليه و آله قال لعليّ عليه السلام: «تکلّم خطيباً لنفسک»، فقال: الحمد للَّه الّذي قرب من حامديه، ودنا من سائليه، ووعد الجنّة من يتّقيه، وأنذر بالنّار من يعصيه، نحمده علي قديم إحسانه وأياديه، حمد من يعلم أنّه خالقه وباريه، ومميته ومحييه، ومسائله عن مساويه، ونستعينه ونستهديه، ونؤمن به ونستکفيه، ونشهد أن لا إله إلّا اللَّه وحده لا شريک له، شهادةً تبلغه وترضيه، وأن محمّداً عبده ورسوله صلي الله عليه و آله، صلاةً تزلفه وتحظيه، وترفعه وتصطفيه، والنکاح ما أمر اللَّه به ويرضيه، واجتماعنا مما قدّره اللَّه وأذن فيه، وهذا رسول اللَّه زوّجني ابنته فاطمة علي خمسمئة درهم، وقد رضيت،

[صفحه 198]

فاسألوه واشهدوا.[3] .

275. ابن مردويه- في حديث-، فمکث عليّ تسعة وعشرين ليلة، فقال له جعفر وعقيل: سله أن يدخل عليک أهلک، فعرفت اُمّ أيمن ذلک وقالت: هذا من أمر النساء، فخلت به اُمّ سلمة فطالبته بذلک، فدعاه النبيّ وقال: «حبّاً وکرامة»، فأتي الصحابة بالهدايا، فأمر بطحن البر وخُبِزَ، وأمر عليّاً بذبح البقر والغنم، فکان النبيّ صلي الله عليه و آله يفصل، ولم ير علي يده أثر دم. فلمّا فرغوا من الطبخ أمر النبيّ أن ينادي علي رأس داره: أجيبوا رسول اللَّه، وذلک کقوله: «وَ أَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ»[4] فأجابوا من النخلات والزروع، فبسط النطوع في المسجد وصدر الناس، وهم أکثر من أربعة آلاف رجل وسائر نساء المدينة، ورفعوا منها ما أرادوا ولم ينقص من الطعام شي ء، ثمّ عادوا في اليوم الثاني وأکلوا، وفي اليوم الثالث أکلوا مبعوثة أبي أيوب، ثمّ دعا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بالصحاف، فملئت ووجّه إلي منازل أزواجه، ثمّ أخذ صحفة وقال: «هذا لفاطمة وبعلها»، ثمّ دعا فاطمة، وأخذ يدها فوضعها في يد عليّ وقال:

[صفحه 199]

«بارک اللَّه لک في ابنة رسول اللَّه، يا عليّ، نعم الزوج فاطمة، ويا فاطمة، نعم البعل عليّ».[5] .

276. ابن مردويه، بإسناده عن عليّ بن الجعد، عن ابن بسطام، عن شعبة بن الحجاج، وعن علوان، عن شعبة، عن أبي حمزة الضبعي، عن ابن عباس وجابر، أنّه لمّا کانت الليلة الّتي زفّت فاطمة إلي عليّ کان النبيّ أمامها، وجبرئيل عن يمينها، وميکائيل عن يسارها، وسبعون ألف ملک من خلفها، يسبحون اللَّه ويقدسونه حتّي طلع الفجر.[6] .

277. ابن مردويه، أنّ النبيّ صلي الله عليه و آله سأل ماءً، فأخذ منه جرعة فتمضمض بها، ثمّ مجّها في القعب، ثمّ صبها علي رأسها، ثمّ قال: «أقبلي»، فلمّا أقبلت نضح بين ثدييها، ثمّ قال: «أدبري»، فلمّا أدبرت نضح من بين کتفيها، ثمّ دعا لهما.[7] .

278. ابن مردويه، أنّ النبيّ صلي الله عليه و آله قال: «اللهمّ بارک فيهما، وبارک عليهما، وبارک لهما شبليهما».[8] .

279. ابن مردويه، بإسناده عن علقمة، قال: لمّا تزوّج عليّ فاطمة عليهاالسلام، تناثر ثمار الجنّة علي الملائکة.[9] .


صفحه 197، 198، 199.








  1. مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 126.

    ورواه الخطيب الخوارزمي في حديث طويل في المناقب (ص 336، ح 357)، قال: وبهذا الإسناد، عن أحمد ابن الحسين هذا، أخبرنا أبوعبداللَّه الحافظ، أخبرنا أبوالفضل بن أبي نصر العطار، حدّثنا أبوأحمد بن عبداللَّه ابن محمّد بن عبداللَّه القطان، حدّثنا محمّد بن أحمد بن هارون الدقاق، حدّثنا عليّ بن محيا، حدّثني عبدالملک بن حباب بن عمر بن يحيي بن معين، حدّثنا محمّد بن دينار- من أهل الساحل الدمشقي-، حدّثنا هشيم، عن يونس، عن عبيد، عن الحسن، عن أنس بن مالک، قال: کنت عند النبيّ صلي الله عليه و آله فغشيه الوحي، فلمّا أفاق قال لي: «يا أنس، أتدري ما جاءني به جبرئيل من عند صاحب العرش؟» قال: قلت: اللَّه ورسوله أعلم، قال: «أمرني أن أزوّج فاطمة من عليّ...».

    ورواه ابن الجوزي في تذکرة الخواص (ص 276)، قال: وقال أحمد في الفضائل: حدّثنا أبوعمر محمّد بن محمود الأصبهاني، حدّثنا عليّ بن خشرم المروزي، أنبأنا الفضل بن موسي الشيباني، عن الحسين بن واقد، عن عبداللَّه بن بريدة، قال: خطب أبوبکررضي الله عنه فاطمة عليهاالسلام فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «إنّها وإنّي أنتظر بها القضاء»، فلقيه عمر فأخبره، فقال: ردّک، ثمّ خطبها عمر فردّه، ثمّ خطبها عليّ عليه السلام فزوّجه إيّاها وقال: «إنّ اللَّه أمرني أن أزوّج عليّاً فاطمة». فباع عليّ عليه السلام بعيراً وبعض متاعه وتزوّجها.

  2. مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 124.

    ورواه محبّ الدين الطبري في ذخائر العقبي (ص 31)، قال: «وعن عمررضي الله عنه وقد ذکر عنده عليّ، قال: ذلک صهر رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم نزل جبرئيل فقال: يا محمّد، إنّ اللَّه يأمرک أن تزوّج فاطمة ابنتک من عليّ». أخرجه ابن السماک في الموافقة.

  3. مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 127.

    وروي هذه الخطبة بنحو آخر الشيخ أبونصر محمّد بن عبدالرحمان الحنفي في السبعيات (ص 78)، قال: قال عليّ رضي الله عنه: الحمد للَّه المتوحّد بالجلال، المتفرد بالکمال، خالق بريته، ومحسن صفات خليقته، الّذي ليس کمثله شي ء، ولايکون کمثله إلّا هو خالق العباد والبلاد، وألهمهم بالثناء عليه، فسبّحوه بحمده وقدّسوه، وهو اللَّه الّذي لا إله إلّا هو، أمر عباده بالنکاح فأجابو ه، والحمد للَّه علي نعمه وأياديه، وأشهد أن لا إله إلّا اللَّه شهادة تبلغه وترضيه، وتميز قائله وتقيه «يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ، وَ أُمِّهِ ي وَ أَبِيهِ، وَ صَحِبَتِهِ ي وَ بَنِيهِ، لِکُلِّ امْرِيٍ مِّنْهُمْ يَوْمَل-ِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيه» [عبس: 34]، وصلّي اللَّه علي النبيّ محمّد وآله الّذي اجتباه لوحيه، صلاةً تبلغه زلفي وتعطيه، ورحمة اللَّه علي آله وأصحابه ومحبيه، والنکاح ممّا قضاه اللَّه تعالي وأذن فيه، وإنّي عبداللَّه وابن أمته، الراغب إلي اللَّه، الخاطب فاطمة خير نساء العالمين، وقد بذلت لها من الصداق أربعمئة درهم عاجلة غير آجلة، فهل تزوجنيها يا أيّها الرسول النبيّ الاُمّي علي سنّتک وسنّة من مضي من المرسلين؟

    فقال النبيّ صلي اللَّه تعالي عليه وسلم: «قد زوّجت فاطمة منک يا عليّ، وزوّجک اللَّه تعالي ورضيک واختارک...».

  4. سورة الحج، الآية 27.
  5. مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 129.

    وروي أحاديث زواج فاطمة عليهاالسلام النسائي في خصائص أميرالمؤمنين (ص 228، ح 123 تا 125) والخوارزمي في المناقب (الفصل العشرون، ص 335، ح 356 تا 364) وغيرهم.

  6. مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 130، قال فيه: تاريخ الخطيب، وکتاب ابن مردويه، وابن المؤذن، وابن شيرويه الديلمي، بأسانيدهم عن عليّ بن الجعد....
  7. مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 131.
  8. المصدر السابق.
  9. مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 124.