شهادته











شهادته



سيأتي مايدل عليه في نزول قوله تعالي: «إِذِ ام نبَعَثَ أَشْقَل-هَا».[1] .

258. ابن مردويه، عن عمّار، قال: کنت أنا وعليّ بن أبي طالب رفيقين في غزوة ذي العشيرة، فقال رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم: «ألا أحدّثکما بأشقي الناس رجلين؟» قلنا: بلي يا رسول اللَّه؟ قال: «أحيمر ثمود الّذي عقر الناقة، والّذي يضربک يا عليّ علي هذا- يعني: قَرْنَه- حتّي تُبَلَّ هذه»، يعني: لحيته-.[2] .

259. ابن مردويه، أنّه قال عمّار: خرجنا مع النبيّ في غزوة العشيرة فلمّا نزلنا منزلاً نُمْنا، فما نَبَّهنا إلّا کلام رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لعليّ عليه السلام: «يا أباتراب- لما رآه ساجداً معفّراً وجهه في التراب- أتعلم من أشقي الناس؟ أشقي الناس اثنان: أحيمر ثمود الّذي عقر الناقة، وأشقاها الّذي يخضب هذه»، ووضع يده علي لحيته-.[3] .

[صفحه 192]

260. ابن مردويه، بإسناده عن جابر بن سمرة، أنه قال النبيّ صلي الله عليه و آله: «يا عليّ، أشقي الأوّلين عاقر الناقة، وأشقي الآخرين قاتلک».[4] .

261. ابن مردويه، حدّثنا محمّد بن عليّ بن دحيم، حدّثنا أحمد بن حازم، حدّثنا أحمد بن صبيح القرشي، حدّثنا يحيي بن يعلي، عن إسماعيل البزاز، عن اُمّ موسي- سرية لعليّ-، قالت: قال عليّ لاُمّ کلثوم: يابنية ما أراني إلّا وقلّ ما أصحبکم، قالت ولم يا أبة؟ قال: رأيت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله البارحة في المنام وهو يمسح الغبار عن وجهي وهو يقول: «إليَّ يا عليّ، لا عليکَ قضيتَ ما عليکَ».[5] .

[صفحه 193]


صفحه 192، 193.








  1. سورة الشمس، الآية 12، لاحظ ص 345.
  2. الجامع الکبير، ج 16، ص 255، ح 7864.

    ورواه ابن مردويه کما في کنز العمّال (ج 13، ص 140، ح 36442).

  3. بحار الأنوار، ج 35، ص 61. قال: الطبري، وابن إسحاق، وابن مردويه أنّه قال عمّار....

    ورواه النسائي مطولاً في خصائص الإمام عليّ بن أبي أبي طالب عليه السلام(ص 279، ح 152)، قال: أخبرنا محمّد بن وهب بن عمر بن أبي کريمة، قال: حدّثنا محمّد بن سلمة قال: حدّثنا ابن إسحاق، عن يزيد بن محمّد بن خثيم، عن محمّد بن کعب القرظي، عن محمّد بن خثيم، عن عمّار بن ياسر، قال: کنت أنا وعليّ بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة من بطن ينبع، فلمّا نزلها رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم أقام بها شهراً، فصالح فيها بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة فوادعهم، فقال لي عليّ رضي الله عنه: هل لک يا أبااليقظان أن نأتي هؤلاء النفر من بني مدلج الّذين يعملون في عين لهم، فننظر کيف يعملون؟ قال: قلت: إن شئت. فجئناهم فنظرنا إلي أعمالهم ساعة ثمّ غشينا النوم، فانطلقت أنا وعليّ حتّي اضطجعنا في ظل صور من النخل وفي دقعاء من التراب فنُمنا. فواللَّه ما أهبّنا إلّا رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم يحرّکنا برجله، وقد تتربنا من تلک الدقعاء الّتي نمنا فيها، فيومئذٍ قال رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم لعليّ رضي الله عنه: «يا أباتراب- لما کان يري عليه من التراب- ثمّ قال: ألا أحدّثکما بأشقي الناس؟» قال: قلنا: بلي يا رسول اللَّه، قال: «أحيمر ثمود الّذي عقر الناقة، والّذي يضربک يا عليّ علي هذه- ووضع يده علي قرنه- حتّي يبلّ منها هذه»، وأخذ بلحيته.

    ورواه أحمد بن حنبل في المسند (ج 4، ص 263). والهيثمي في مجمع الزوائد (ج 9، ص 136)، قال: ورجال الجميع موثقون.

  4. مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 93.

    ورواه ابن عساکر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ دمشق (ج 3، ص 351، ح 1401)، قال: أخبرنا أبوالحسن بن أحمد الفقيه، أنبأنا أبومنصور عبدالرحمان بن محمّد، أنبأنا أبوبکر الخطيب، أنبأنا عليّ بن القاسم البصري، أنبأنا عليّ بن إسحاق المادرائي، أنبأنا محمّد بن إسحاق، أنبأنا إسماعيل بن أبان الورّاق، أنبأنا ناصح بن عبداللَّه الملحمي، عن سماک، عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم لعليّ: «مَن أشقي الأوّلين؟» قال: عاقر الناقة. قال: «فمن أشقي الآخرين؟» قال: اللَّه ورسوله أعلم. قال: «قاتلک».

    ورواه ابن کثير في البداية والنهاية (ج 7، ص 324).

  5. المناقب، الخوارزمي، ص 387، ح 402، قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبوالنجيب سعد بن عبداللَّه بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي- فيما کتب إليَّ من همدان-، أخبرنا الحافظ أبوعليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد بأصبهان- فيما أذن لي في الرواية عنه-، أخبرنا الشيخ الأديب أبويعلي عبدالرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمئة، أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدّثين أبوبکر أحمد بن موسي بن مردويه الأصبهاني. قال أبوالنجيب سعد بن عبداللَّه الهمداني: وأخبرنا بهذا الحديث عاليّاً الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في کتابة إليَّ من إصفهان سنة ثمان وثمانين وأربعمئة، عن أبي بکر أحمد بن موسي بن مردويه.