في فضائل له شتّي











في فضائل له شتّي



240. ابن مردويه، عن ابن عمررضي الله عنه، قال: ثلاث کنّ لعليّ، لو کانت لي واحدة منهن کانت أحبّ إليّ من حمر النعم: تزويجه فاطمة، وإعطاءه الراية، وآية النجوي.[1] .

241. ابن مردويه، حدّثنا محمّد بن عبداللَّه بن سعيد، حدّثنا عبداللَّه بن أحمد ابن عامر، حدّثني أبي أحمد بن عامر الطائي، حدّثني عليّ بن موسي، حدّثني أبي موسي بن جعفر، حدّثني أبي جعفر بن محمّد، حدّثني أبي محمّد بن عليّ، حدّثني أبي عليّ بن الحسين، حدّثني أبي الحسين، حدّثني أبي عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «يا عليّ، اُعطيت ثلاث خصال»، فقلت: فداک أبي واُمّي ما اُعطيت؟ قال: «اُعطيت صهراً مثلي،

[صفحه 180]

واُعطيت زوجة مثل فاطمة، واُعطيت ولدين مثل الحسن والحسين صلوات اللَّه عليهم أجمعين».[2] .

242. ابن مردويه، حدّثني جدّي، حدّثنا محمّد بن الحسين، حدّثنا محمّد بن جرير ابن يزيد، حدّثنا سليمان بن الربيع البرجمي، حدّثنا کادح بن رحمة، عن زياد بن المنذر، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبداللَّه، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «حق عليّ بن أبي طالب علي هذه الاُمّة کحق الوالد علي ولده».[3] .

243. ابن مردويه، أنبأنا أبوبکر الشافعي، أنبأنا معاذ بن المثني، أنبأنا مسدد، أنبأنا يحيي، عن شعبة، عن قتادة، عن جرير بن کليب قال: رأيت عليّاً يأمر بالمتعة،- قال-: ورأيت عثمان بن عفان ينهي عنها، فقلت لعليّ: إنّ بينکما شرّاً، فقال: ما بيننا إلّا خيراً، ولکن خيرنا أتبعنا لهذا الدين.[4] .

[صفحه 181]

244. ابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: جاء عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه إلي النبيّ صلي الله عليه وسلم فقال: بأبي أنت وأمي تفلّت هذا القرآن من صدري فما أجدني أقدر عليه، فقال له رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم: «يا أباالحسن، أفلا أعلّمک کلمات ينفعک اللَّه بهنّ وينفع اللَّه بهنّ من علّمته، ويثبت ما تعلّمت في صدرک»، قال: أجل يا رسول اللَّه فعلّمني، قال: «إذا کانت ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم ثلث الليل الأخير فانه ساعة مشهودة والدعاء فيها مستجاب، وقد قال أخي يعقوب لبنيه «سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَکُمْ رَبِّي»[5] يقول: حتّي تأتي ليلة الجمعة، فإن لم تستطع فقم في وسطها، فإن لم تستطع فقم في أوّلها، فصلِّ أربع رکعات تقرأ في الرکعة الأولي بفاتحة الکتاب وسورة يس، وفي الرکعة الثانية بفاتحة الکتاب وحم الدخان، وفي الرکعة الثالثة بفاتحة الکتاب وألم تنزيل السجدة، وفي الرکعة الرابعة بفاتحة الکتاب وتبارک المفصل، فإذا فرغت من التشهد فاحمد اللَّه، وأحسن الثناء علي اللَّه، وصلِّ عليَّ وعلي سائر النبيين، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات، ولإخوانک الذين سبقوک بالإيمان، ثمّ قل في آخر ذلک: اللهمّ ارحمني بترک المعاصي أبداً ما أبقيتني، وارحمني أن أتکلف ما

[صفحه 182]

لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيک عنّي، اللهمّ بديع السموات والأرض ذا الجلال والإکرام، والعزة الّتي لاترام، أسألک يا اللَّه يا رحمان، بجلالک ونور وجهک أن تلزم قلبي حفظ کتابک کما علمتني، وارزقني أن أتلوه علي النحو الّذي يرضيک عنّي، اللهمّ بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإکرام، والعزة الّتي لاترام، أسألک يا اللَّه يا رحمان، بجلالکَ ونور وجهکَ أن تنوّر بکتابک بصري، وأن تطلق به لساني، وأن تفرّج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تغسل به بدني، فإنه لايعينني علي الحق غيرک، لايؤتيه إلّا أنتَ ولاحول ولا قوة إلّا باللَّه العليّ العظيم. يا أباالحسن، تفعل ذلک ثلاث جمع أو خمساً أو سبعاً بإذن اللَّه تعالي، والّذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمناً قطع».

قال ابن عباس- رضي اللَّه عنهما-: فواللَّه، ما مکث عليّ رضي الله عنه إلّا خمساً أو سبعاً حتّي جاء رجلٌ رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم في مثل ذلک المجلس فقال: يا رسول اللَّه، إنّي کنت فيما خلا آخذ الأربع آيات ونحوهن فإذا قرأتهن علي نفسي تفلّتن، وأنا أتعلم اليوم أربعين آية ونحوها فإذا قرأتها علي نفسي فکأنّما کتاب اللَّه بين عيني، ولقد کنت أسمع الحديث فإذا رددته تفلّت، وأنا اليوم أسمع الأحاديث فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفاً. فقال له رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم عند ذلک: «مؤمن وربّ الکعبة أباالحسن».[6] .

245. ابن مردويه، قال: سأل معاوية عبداللَّه بن عباس فقال: ما تقول في عليّ بن أبي طالب؟

فقال: صلوات اللَّه علي أبي الحسن، کان واللَّه علم الهدي، وکهف التقي، ومحلّ الحجي، وبحر الندي، وطود النهي، علماً للوري، ونوراً في ظلم

[صفحه 183]

الدجي، وداعياً إلي المحجة العظمي، ومستمسکاً بالعروة الوثقي، وسامياً إلي الغاية القصوي، وعالماً بما في الصحف الاُولي، وعاملاً بطاعة الملک الأعلي، وعارفاً بالتأويل والذکري، ومتعلّقاً بأسباب الهدي، وحائداً عن طرقات الردي، وسامياً إلي المجد والعلي، وقائماً بالدين والتقوي، وسيّد من تقمّص وارتدي بعد النبيّ المصطفي، وأفضل من صام وصلّي، وأفضل من ضحک وبکي، وصاحب القبلتين، فهل يساويه مخلوق يکون أو کان، کان واللَّه، للأسد قاتلاً، ولهم في الحرب حائلاً، علي مبغضيه لعنة اللَّه ولعنة العباد إلي يوم التناد.[7] .

246. ابن مردويه، عن ضرار نحو حديث ابن عباس في مدح عليّ بن أبي طالب، أو أبلغ من ذلک.[8] .

[صفحه 185]


صفحه 180، 181، 182، 183، 185.








  1. أرجح المطالب، ص 81.

    ورواه ابن الجوزي في تذکرة الخواص (ص 27)، قال: وکان ابن عمر يقول: کانت لعليّ عليه السلام ثلاث لو کانت لي واحدة منهن کانت أحبّ إليّ من حمر النعم: تزويجه فاطمة، وإعطاؤه الراية يوم خيبر، وآية النجوي.

    وروي أحمد بن حنبل في المسند (ج 2، ص 26)، قال: حدّثنا وکيع، عن هشام بن سعد، عن عمر بن أسيّد، عن ابن عمر في حديث، قال: ولقد اُوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لأن تکون لي واحدة منهن أحبّ إليّ من حمر النعم: زوّجه رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم ابنته وولدت له، وسدّ الأبواب إلّا بابه في المسجد، وأعطاه الراية يوم خيبر.

    ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 9، ص 120).

  2. مقتل الحسين، ص 109، قال الخوارزمي: قال أبومنصور- جزاه اللَّه عنّي خيراً- وأخبرنا أبوالفتح بن عبداللَّه- کتابةً-، أخبرنا المفضل الجعفري، حدّثنا أبوبکر بن مردويه.

    ورواه الخوارزمي أيضاً في المناقب (ص 294، ح 285)، قال: وبهذا الإسناد عن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أنّه قال: يا عليّ، إنّک اُعطيت ثلاثاً، قلت: فداک أبي واُمّي ومااُعطيت؟ قال: اُعطيت صهراً مثلي، واُعطيت مثل زوجتک فاطمة، واُعطيت مثل ولديک الحسن والحسين.

  3. المناقب، الخوارزمي، (ص 309، ح 306)، قال: وبهذا الإسناد [أي: إسناد الحديث 305 وهو: أخبرني الشيخ الإمام الحافظ سيّد الحفاظ أبومنصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما کتب إليَّ من همدان، أخبرنا الرئيس عبدوس بن عبداللَّه بن عبدوس التاني بهمدان- إجازةً-، أخبرنا الشريف أبوطالب المفضل بن محمّد الجعفري بأصبهان] عن أحمد بن مردويه.

    ورواه ابن عساکر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ دمشق (ج 2، ص 271، ح 797)، قال: أخبرنا أبوغالب بن البناء، أنبأنا أبوالغنائم بن المأمون، أنبأنا أبوالحسن الدارقطني، أنبأنا أبوالطيب المنادي، أنبأنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل، أنبأنا سليمان بن الربيع النهدي، أنبأنا کادح بن رحمة، أنبأنا زياد بن المنذر، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم: حق عليّ بن أبي طالب علي هذه الاُمّة کحق الوالد علي ولده.

    ورواه ابن عساکر في الحديثين 799 798.

    ورواه ابن المغازلي في المناقب (ص 47، ح 70).

  4. ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ دمشق، ج 3، ص 87، ح 1118، قال ابن عساکر: أخبرنا أبوالقاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل، أنبأنا أبومنصور بن شکرويه، أنبأنا أبوبکر بن مردويه.... وروي أحمد بن حنبل في المسند (ج 1، ص 136)، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة عن الحکم، عن عليّ بن الحسين، عن مروان بن الحکم أنّه قال: شهدت عليّاً وعثمان بين مکة والمدينة، وعثمان ينهي عن المتعة وأن يجمع بينهما، فلمّا رأي ذلک عليّ أهلَّ بهما فقال: لبيک بعمرة وحج معاً، فقال عثمان: تراني أنهي الناس عنه وأنت تفعله؟ قال: لم أکن أدع سنة رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم لقول أحد من الناس.

    وروي أحمد أيضاً في مسنده (ج 1، ص 136)، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن سعيد بن المسيب، قال: اجتمع عليّ وعثمان بعسفان، فکان عثمان ينهي عن المتعة أو العمرة، فقال عليّ: ماتريد إلي أمر فعله رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم تنهي عنهما؟ فقال عثمان: دعنا عنک.

    وروي ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (ج 20، ص 28)، قال: وقال جرير بن کليب: رأيت عمر ينهي عن المتعة، وعليّ عليه السلام يأمر بها، فقلت: إن بينکما لشرّاً، فقال عليّ عليه السلام: ليس بيننا إلّا الخير، ولکن خيرنا أتبعنا لهذا الدين....

  5. سورة يوسف، الآية 98.
  6. الدرّ المنثور، ج 4، ص 36. قال: أخرج الترمذي وحسنه، والحاکم وصححه، وابن مردويه، عن ابن عبّاس....
  7. الطرائف، ص 507.
  8. نفس المصدر، ص 508.

    روي حديث ضرار عدد غفير من أئمة الحديث والأدب، منهم: أبوعليّ القالي في أماليه (ج 2، ص 143)، وابن عبدالبر في الإستيعاب المطبوع بهامش الإصابة (ج 3، ص 44)، والزمخشري في ربيع الأبرار (ج 1، ص 835)، وأبونعيم في حلية الأولياء (ج 1، ص 84)، واللفظ له، قال: دخل ضرار بن ضمرة الکناني علي معاوية، فقال له: صف لي عليّاً. فقال: أو تعفيني يا أميرالمؤمنين، قال: لا أعفيک. قال: أما إذا لابد فإنّه کان واللَّه، بعيد المدي، شديد القوي، يقول فصلاً، ويحکم عدلاً، يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحکمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل وظلمته، کان واللَّه، غزير العبرة، طويل الفکرة، يقلّب کفّه، ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما جشب، کان واللَّه کأحدنا، يدنينا إذا أتيناه، ويجيبنا إذا سألناه، وکان مع تقرّبه إلينا وقربه منّا لا نکلمه هيبة له، فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم، يعظّم أهل الدين ويحب المساکين، لايطمع القوي في باطله، ولاييأس الضعيف من عدله، فأشهد باللَّه لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخي الليل سدوله، وغارت نجومه، يميل في محرابه قابضاً علي لحيته، يتململ تململ السليم، ويبکي بکاء الحزين، فکأني أسمعه الآن وهو يقول: يا ربّنا يا ربّنا- يتضرع إليه- ثمّ يقول للدنيا: إليَّ تغرّرت، إليَّ تشوّفت، هيهات هيهات، غرّي غيري، قد بتتک ثلاثاً، فعمرکِ قصير، ومجلسکِ حقير، وخطرکِ يسير، آه آه من قلّة الزاد، وبعد السفر، و وحشة الطريق.

    فوکفت دموع معاوية علي لحيته مايملکها، وجعل ينشّفها بکمّه، وقد اختنق القوم بالبکاء. فقال: کذا کان أبوحسن رحمه الله! کيف وجدک عليه يا ضرار؟ قال: وجد من ذبح واحدها في حجرها، لاترقأ دمعتها، ولايسکن حزنها. ثمّ قام فخرج.