فيمن غيّر اللَّه حالهم وأهلكهم ببغضه وإنكار حقّه











فيمن غيّر اللَّه حالهم وأهلکهم ببغضه وإنکار حقّه



235. ابن مردويه، عن زيد بن أرقم، قال: قال عليّ: أنشد اللَّه رجلاً سمع النبيّ صلي الله عليه وسلم يقول: «من کنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ من عاداه»، فقام اثني عشر بدريّاً من جانب الأيسر ومن جانب الأيمن فشهدوا بذلک، قال زيد بن أرقم: کنت فيمن سمع ذلک فکتمته، فذهب اللَّه ببصري، وکان يندم علي مافاته من الشهادة ويستغفر.[1] .

236. ابن مردويه، عن طلحة بن عمير، أنّ عليّاً أنشد الناس مَن سمع النبيّ صلي الله عليه وسلم يقول: «مَن کنت مولاه، فعليّ مولاه!» فشهد اثنا عشر رجلاً من الأنصار، وأنس بن مالک في القوم لم يشهد، فقال له أميرالمؤمنين: «يا أنس، ما منعک أن تشهد وقد سمعت واسمعوا»، قال: يا أميرالمؤمنين کبرتُ ونسيتُ، فقال أمير المؤمنين:

[صفحه 176]

«اللهمّ إن کان کاذباً فاضربه ببياض- أو بوضح- لاتواريه العمامة».

قال طلحة بن عمير: فأشهد باللَّه لقد رأيته بيضاء بين عينيه.[2] .

237. ابن مردويه، عن طلحة بن عمير، قال: شهدت عليّاً علي المنبر ناشد أصحاب رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم وفيهم أبوسعيد وأبوهريرة وأنس وهم حول المنبر وعليّ علي المنبر اثنا عشر بدريّاً من الأنصار والمهاجرين، فقال عليّ: ناشدتکم باللَّه هل سمعتم رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم يقول: «من کنت مولاه فعليّ مولاه». فقاموا کلّهم وأنس بن مالک في القوم لم يشهد، فقال له أميرالمؤمنين: ما منعک يا أنس أن تشهد وقد سمعت ماسمعوا؟، قال: يا أميرالمؤمنين کبرت ونسيت، فقال أميرالمؤمنين: اللهمّ إن کان کاذباً فاضربه بوضح لاتواريه العمامة. فقال طلحة بن عمير: أشهد باللَّه لقد رأيته بيضاء بين عينيه.[3] .

238. ابن مردويه، حدّثنا محمّد بن أحمد بن عليّ، حدّثنا موسي بن يوسف بن موسي بن راشد القطان، حدّثنا وهب بن بقية، حدّثني هشيم، عن إسماعيل ابن سالم، عن عمّار الحضرمي، عن زاذان أبي عمر، أنّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام سأل رجلاً بالرحبة عن حديث فکذبه، فقال عليّ: إنّک قد کذبتني! فقال: ماکذبتک، قال: أدعوا اللَّه عليک إنْ کذبتني أن يعمي بصرک؟

[صفحه 177]

قال: ادع اللَّه، فدعا اللَّه عليه، فلم يخرج من الرحبة حتّي قبض بصره.[4] .

239. ابن مردويه، عن ابن عمير، أنّ أميرالمؤمنين قال علي المنبر: أنا عبد اللَّه وأخو رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم، ورثت نبي الرحمة، ونکحت سيّدة أهل الجنّة، وأنا سيّد الوصيين، وآخر أوصياء النبيين، لايدّعي ذلک غيري إلّا أصابه سوء. فقال رجل من عبس: من لايحسن أن يقول هذا: أنا عبداللَّه وأخو رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم، فلم يبرح من مکانه حتّي تخبطه الشيطان، فُجرَّ برجله إلي باب المسجد، فسألنا قومه هل يعرفون به عرضاً قبل هذا؟ قالوا: اللهمّ لا.[5] .

[صفحه 179]


صفحه 176، 177، 179.








  1. أرجح المطالب، ص 580، قال فيه: أخرجه أبوبکر بن مردويه، والفقيه ابن المغازلي، وأخرجه الطبراني في المعجم الکبير في مسند زيد بن أرقم.

    ورواه ابن المغازلي في مناقب عليّ بن أبي طالب (ص 23، ح 33)، قال: أخبرنا أبوالحسن عليّ بن عمر بن عبداللَّه بن شوذب، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني، قال: حدّثني أحمد بن يحيي ابن عبدالحميد، حدّثنا أبوإسرائيل الملائي، عن الحکم، عن أبي سليمان المؤذن، عن زيد بن أرقم، قال: نشد عليّ عليه السلام الناس في المسجد، قال: أنشد اللَّه رجلاً سمع النبيّ صلي الله عليه و آله و سلم يقول: من کنت مولاه فعلي مولاه، اللهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه. وکنت أنا ممن کتم، فذهب بصري.

  2. أرجح المطالب، ص 680.

    رواه ابن قتيبة الدينوري في المعارف (فصل في البرص من أهل العاهات ص 580)، قال: أنس بن مالک کان بوجهه برص، وذکر قوم أنّ عليّاًرضي الله عنه سأله عن قول رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم: اللهمّ والِ من والاه، وعاد من عاداه، فقال: کبرت سنّي ونسيت، فقال عليّ: إن کنت کاذباً فضربک اللَّه ببيضاء لاتواريها العمامة.

    ورواه ابن أبي الحديد (ج 19، ص 217)، قال: المشهور أنّ عليّاً ناشد الناس اللَّه في الرحبة بالکوفة فقال: «أنشدکم اللَّه رجلاً سمع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و سلم يقول لي وهو منصرف من حجّة الوداع: مَن کنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه»، فقام رجال فشهدوا بذلک، فقال عليه السلام لأنس بن مالک: «لقد حضرتها فما بالک؟» فقال: يا أميرالمؤمنين، کبرت سني وصار ما أنساه أکثر مما أذکره، فقال له: «إن کنت کاذباً فضربک اللَّه بها بيضاء لاتواريها العمامة». فما مات حتّي أصابه البرص.

  3. أرجح المطالب، ص 579، قال فيه: أخرجه أبونعيم، وابن مردويه....
  4. المناقب، الخوارزمي، ص 378، ح 396، قال: أخبرنا سيّد الحفّاظ أبومنصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي- فيما کتب إليَّ من همدان- أخبرنا أبوالفتح عبدوس بن عبد اللَّه بن عبدوس الهمداني کتابةً، أخبرنا أبوطالب الجعفري، حدّثنا ابن مردويه الحافظ....

    ورواه ابن عساکر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ دمشق (ج 3، ص 256، ح 1273)، قال: أخبرنا أبومحمّد بن طاووس، أنبأنا طراد بن محمّد، أنبأنا أبوالحسين بن بشران، أنبأنا أبوعليّ بن صفوان، أنبأنا ابن أبي الدنيا، حدّثني شريح بن يونس، أنبأنا هشيم، عن إسماعيل بن سالم، عن عمّار الحضرمي، عن زاذان أبي عمر، أنّ رجلاً حدّث عليّاً بحديث، فقال: «ما أراک إلّا قد کذبتني». قال: لم أفعل. قال: «أدعو عليک إن کنت کذبت». قال: ادع. فدعا، فما برح الرجل حتّي عُمي. ورواه ابن أبي الدنيا في مجابي الدعوة (ص 19).

  5. أرجح المطالب، ص 680.

    روي النسائي في خصائص أميرالمؤمنين (ص 135، ح 67)، قال: أخبرنا زکريا بن يحيي السجستاني، قال: حدّثنا عثمان بن محمّد بن إبراهيم بن أبي شيبة، قال: حدّثنا عبداللَّه بن نمير، قال: حدّثنا مالک بن مغول، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي سليمان زيد بن وهب الجهني، قال: سمعت عليّاً علي المنبر يقول: أنا عبداللَّه وأخو رسوله، لايقولها غيري إلّا کذّاب مفتر.

    قال: فقال رجل: أنا عبداللَّه وأخو رسوله- مستهزءاً- فخنِقَ فحُمِل.

    ورواه ابن أبي الحديد في شرح خطبة له عليه السلام في تخويف أهل النهروان من شرح نهج البلاغة (ج 1، فصل في إخباره بالمغيبات، ص 208)، قال: وروي عثمان بن سعيد، عن عبداللَّه بن بکير، عن حکيم بن جبير، قال: خطب عليّ عليه السلام فقال في أثناء خطبته: أنا عبداللَّه وأخو رسوله، لايقولها أحد قبلي ولابعدي إلّا کذّاب، ورثت نبي الرحمة، ونکحت سيّدة نساء هذه الاُمّة، وأنا خاتم الوصيين. فقال رجل من عميس: من لايحسن أن يقول مثل هذا. فلم يرجع إلي أهله حتّي جُنّ وصرع، فسألوهم: هل رأيتم به عرضاً قبل هذا؟ قالوا: ما رأينا به قبل هذا عرضاً.