في حرب الخوارج











في حرب الخوارج



220. ابن مردويه، عن أبي غالب، أنّه سُئل عن هذه الآية: «إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَکَانُواْ شِيَعًا».[1] فقال: حدّثني أبواُمامة، عن رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم أنّهم الخوارج.[2] .

221. ابن مردويه، عن أبي اُمامة: «إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَکَانُواْ شِيَعًا»، قال: هم الحرورية.[3] .

222. ابن مردويه، عن أبي اُمامة، عن النبيّ صلي الله عليه وسلم في قوله تعالي: «فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَبَهَ مِنْهُ»[4] قال: هم الخوارج.[5] .

223. ابن مردويه، عن عليّ، أنّه سُئل عن هذه الآية: «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُکُم بِالْأَخْسَرِينَ

[صفحه 169]

أَعْمَلاً»؟[6] قال: لاأظنّ إلّا أنّ الخوارج منهم.[7] .

224. ابن مردويه، من طريق القاسم بن أبي بزة، عن أبي الطفيل، عن عليّ في هذه الآية، قال: أظنّ أنّ بعضهم الحروريّة.[8] .

225. ابن مردويه، من طريق مصعب بن سعد، قال: سألت أبي: «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُکُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَلاً»[9] أهم الحرورية؟[10] قال: لا، هم اليهود والنصاري. أمّا اليهود فکذّبوا محمّداًصلي الله عليه وسلم، وأمّا النصاري فکذّبوا بالجنّة وقالوا: لاطعام فيها ولاشراب. والحرورية «الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن م بَعْدِ مِيثَقِهِ ي»،[11] وکان سعد يسميهم الفاسقين.[12] .

226. ابن مردويه، عن مصعب، قال: قلت لأبي: «قُلْ هَلْ نُنَبِّئُکُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَلاً» الحرورية هم؟ قال: لا، ولکنّهم أصحاب الصوامع، والحرورية قوم زاغوا، فأزاغ اللَّه قلوبهم.[13] .

227. ابن مردويه، عن أبي الطفيل، أنّ ابن الکواء سأل عليّاً: من «الَّذِينَ ضَلَّ

[صفحه 170]

سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَوةِ الدُّنْيَا»؟[14] قال: منهم أهل حروراء.[15] .

228. ابن مردويه، عن زکريا بن يحيي صاحب القضيب، قال: سألت أباغالب رضي الله عنه عن هذه الآية: «رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ کَفَرُواْ لَوْ کَانُواْ مُسْلِمِينَ»؟[16] فقال: حدّثني أبواُمامةرضي الله عنه، عن رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم أنّها نزلت في الخوارج حين رأوا تجاوز اللَّه عن المسلمين وعن الاُمّة والجماعة، قالوا: ياليتنا کنّا مسلمين![17] .

229. ابن مردويه، عن مسروق، قال: دخلت علي اُمّ المؤمنين عائشة- رضي اللَّه عنها-، فقالت لي: «من قتل الخوارج؟»، قلت: قتلهم عليّ. فسکتت، فقلت لها: يا اُمّ المؤمنين، إنّي أنشدک باللَّه وبحق نبيّه إن کنت سمعت من رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم شيئاً فأخبرينه، قال: فقالت: سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم يقول: «هم شرّ الخلق والخليقة».[18] .

230. ابن مردويه، عن مسروق، قال: دخلت علي اُمّ المؤمنين عائشة، فقالت لي: «من قتل الخوارج؟» فقلت: قتلهم عليّ، قال: فسکتت. قال: فقالت: سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم يقول: «هم شرّ الخليقة، يقتلهم خير الخلق وأعظمهم عند اللَّه تعالي يوم القيامة وسيلة».[19] .

[صفحه 171]

231. ابن مردويه، عن أبي الحسن الأنصاري، عن أبيه، قال: دخلت علي اُمّ المؤمنين عائشة- رضي اللَّه عنها-، فقالت: «من قتل الخوارج؟» قال: قلت: قتلهم عليّ بن أبي طالب، قالت: «مايمنعني الّذي في نفسي علي عليّ أن أقول الحق، سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم يقول:«يقتلهم خير اُمّتي من بعدي»، وسمعته يقول: «عليّ مع الحق، والحق مع عليّ».[20] .

232. ابن مردويه، عن مسروق، قال: قالت لي اُمّ المؤمنين عائشة- رضي اللَّه عنها -: «يا مسروق، إنّک أکرم بنيّ عليّ وأحبّهم إليّ، فهل عندک علم من المخدج؟»، قال: قلت: نعم. قتله عليّ علي نهر يقال لأسفله: تامر، وأعلاه النهروان، بين أخافيق وطرفا. قال: فقالت: «ائتني معک من يشهد». قال: فأتينا سبعين رجلاً، فشهدوا عندها أنّ عليّاً قتله علي نهر يقال لأسفله: تامر، وأعلاه النهروان، بين أخافيق وطرفا. قالت: «قاتل اللَّه عمرو بن العاص فإنّه کتب إليَّ أنّه قتلهم علي نيل مصر». قال: قلت: يا اُمّ، أخبريني أيّ شي ء سمعتِ من رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم يقول فيهم؟ قالت: «سمعتُ رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم يقول: هم شر الخليقة، يقتلهم خير الخلق والخليقة، وأقربهم عند اللَّه وسيلة يوم القيامة».[21] .

[صفحه 172]

233. ابن مردويه، عن مسروق، قال: سألتني اُمّ المؤمنين عائشة- رضي اللَّه عنها- عن أصحاب النهروان وعن ذي الثدية؟ فأخبرتها، فقالت: «يا مسروق، أتستطيع أن تأتيني بأناس ممن يشهد». فأتيتها من کل سبع برجل، فشهدوا أنّهم رأوه.

فقالت: «يرحم اللَّه عليّاً إنّه کان علي الحق، ولکنّي کنت امرأة من الأحماء».[22] .

234. ابن مردويه، قال: قرئ علي أبي عمرو أحمد بن محمّد بن إبراهيم، حدّثنا أبوالحسن أحمد بن مسعود المقدسي، حدّثنا أبواليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، أخبرني أبوسلمة بن عبدالرحمان، أخبرنا أبوسعيد الخدري رضي الله عنه، قال: بينما نحن عند رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم- وهو يقسم قسماً- أتاه ذو الخويصرة، وهو رجل من بني تميم، فقال: يا رسول اللَّه اعدل! فقال: «ويحک! ومن يعدل إذا لم أعدل فقد خبت وخسرت إن لم أکن أعدل». فقال عمر بن الخطاب: يا رسول اللَّه، ائذن لي فيه أضرب عنقه، فقال رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم: «فإن له أصحاباً يحقر أحدکم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرأون القرآن لايجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام کما يمرق السهم من الرمية ينظر إلي نصله فلايوجد فيه شي ء، ثمّ ينظر إلي نضيه وهو قدحه فلا يوجد فيه شي ء، ثمّ ينظر إلي قذذه فلا يوجد فيه شي ء، قد سبق الفرث والدم. آيتهم

[صفحه 173]

رجل أسود إحدي عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدرّ در، يخرجون علي خير فرقة من الناس».

قال أبوسعيد: فأشهد إنّي سمعت هذا من رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم، وأشهد إنّ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلک الرجل فالتمس، فأُتي به حتّي نظرت إليه علي نعت رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم الّذي نعته.[23] .

[صفحه 175]


صفحه 169، 170، 171، 172، 173، 175.








  1. سورة الأنعام، الآية 159.
  2. الدرّ المنثور، ج 3، ص 63، قال: أخرج ابن أبي حاتم، والنحاس، وابن مردويه، عن أبي غالب....
  3. المصدر السابق، قال: أخرج عبد بن حميد، وأبوالشيخ وابن مردويه، عن أبي أُمامة....
  4. سورة آل عمران، الآية 7.
  5. الدرّ المنثور، ج 2، ص 5، قال: أخرج عبد الرزاق، وأحمد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه، والبيهقي في سننه، عن أبي اُمامة....
  6. سورة الکهف، الآية 103.
  7. الدرّ المنثور، ج 4، ص 253. قال: أخرج عبد الرزاق، والفريابي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، عن عليّ....
  8. فتح الباري، ج 8، ص 323.
  9. سورة الکهف، الآية 103.
  10. الحرورية: طائفة من الخوارج نسبوا إلي حروراء- بالمدّ والقصر-، وهو موضع قريب من الکوفة، کان أوّل مجتمعهم وتحکيمهم فيها، وهم أحد الخوارج الّذين قاتلهم عليّ- کرّم اللَّه وجهه-. (النهاية: ج 1، ص 366).
  11. سورة البقرة، الآية 27.
  12. الدرّ المنثور، ج 4، ص 253. قال: أخرج عبد الرزاق، والبخاري، والنسائي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه من طريق مصعب بن سعد....

    ورواه ابن کثير في ذيل الآية من تفسيره (ج 1، ص 114). قال: وقال شعبة: عن عمرو بن مرة، عن مصعب بن سعد، قال: سألت أبي فقلت: قوله تعالي: «الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن م بَعْدِ مِيثَقِهِ ي...» إلي آخر الآية، فقال: هم الحرورية.

  13. الدرّ المنثور، ج 4، ص 253. قال: أخرج عبد الرزاق، والفريابي، وسعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاکم وصححه، وابن مردويه، عن مصعب....
  14. سورة الکهف، الآية 104.
  15. کنز العمّال، ج 2، ص 444، ح 4454. قال فيه: عبد الرزاق، والفريابي، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه.
  16. سورة الحجر، الآية 2.
  17. الدرّ المنثور، ج 4، ص 94. قال: أخرج ابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه، عن زکريا بن يحيي صاحب القضيب....
  18. أرجح المطالب، ص 638.

    روي مسلم في صحيحه (ج 3، ص 116)، قال: حدّثنا شيبان بن فروخ، حدّثنا سليمان بن المغيرة، حدّثنا حميد بن هلال، عن عبداللَّه بن الصامت، عن أبي ذر، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم: «إنّ بعدي من اُمّتي- أو سيکون بعدي من اُمّتي- قوم يقرأون القرآن لايجاوز حلاقيمهم، يخرجون من الدين کما يخرج السهم من الرمية، ثمّ لايعودون فيه، هم شر الخلق والخليقة».

  19. أرجح المطالب، ص 589.
  20. مفتاح النجا، ص 74 ورواه ابن مردويه کما في أرجح المطالب (ص 589).
  21. أرجح المطالب، ص 590.

    روي الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 6، ص 235)، قال: وعن عبيداللَّه بن عياض بن عمرو القارئ، أنّه جاء عبداللَّه بن شداد بن الهاد فدخل علي عائشة- ونحن عندها جلوس-، مرجعه من العراق ليالي قتل عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، فقالت له: «يابن شداد بن الهاد، هل أنت صادقي عمّا أسألک عنه؟ حدّثني عن هؤلاء القوم الّذين قتلهم عليّ»، قال: ومالي لاأصدقک، قالت: «فحدّثني عن قصتهم»، قال: فإنّ عليّ بن أبي طالب لمّا کاتب معاوية وحکّم الحکمان، خرج عليه ثمانيّة آلاف من قرّاء الناس، فنزلوا بأرض يقال لها: حروراء من جانب الکوفة.... قال: فقالت له عائشة: «يابن شداد فقد قتلهم؟». قال: فواللَّه ما بعث إليهم حتّي قطعوا السبيل، وسفکوا الدماء واستحلّوا الذمّة، فقالت: «واللَّه؟»، قال: واللَّه، الّذي لا إله إلّا هو لقد کان. قالت: «فما شي ء بلغني عن أهل العراق يتحدثونه يقولون: ذا الثدية؟» مرتين. قال: قد رأيته، وقمت مع علي معه علي القتلي فدعا الناس، فقال: أتعرفون هذا؟ فما أکثر من جاء يقول: رأيته في مسجد بني فلان يصلّي، ولم يأتوا فيه بثبت يعرف إلّا ذاک، قالت: «فما قول عليّ حين قام عليه، کما يزعم أهل العراق؟»، قال: سمعته يقول: صدق اللَّه ورسوله، قالت: «فهل رأيته قال غير ذلک؟»، قال: اللهمّ لا، قالت: «أهل صدق اللَّه ورسوله، يرحم اللَّه عليّاً إنّه کان من کلامه لايري شيئاً يعجبه إلّا قال: صدق اللَّه ورسوله، فيذهب أهل العراق فيکذبون عليه، ويزيدون في الحديث». رواه أبويعلي، ورجاله ثقات.

  22. أرجح المطالب، ص 599.
  23. دلائل النبوّة، ص 116، قال: أخبرنا محمّد بن أحمد بن عليّ الفقيه، أخبرنا أبوبکر بن مردويه....

    ورواه البخاري في صحيحه (ج 7، کتاب الأدب، باب ما جاء في قول الرجل ويلک، ص 111).