في حرب صفين











في حرب صفين



206. ابن مردويه، عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال: رأي رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم بني اُميّة علي المنابر فساءه ذلک، فأوحي اللَّه: إنّما هي دنيا أُعطوها، فقرّت عينه، وهي قوله «وَ مَا جَعَلْنَا الرُّءْيَا الَّتِي أَرَيْنَکَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ»[1] يعني: بلاءً للناس.[2] .

207. ابن مردويه، من حديث الحسين بن عليّ رفعه: إنّي رأيت کأنّ بني اُميّة يتعاورون منبري هذا! فقيل: هي دنيا تنالهم، ونزلت هذه الآية: «وَ مَا جَعَلْنَا الرُّءْيَا الَّتِي أَرَيْنَکَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ».[3] .

208. ابن مردويه، عن عائشة، أنّها قالت لمروان بن الحکم: سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم يقول لأبيک وجدّک: «إنّکم الشجرة الملعونة في القرآن».[4] .

[صفحه 165]

209. ابن مردويه، عن يوسف بن مازن الرؤاسي، قال: قام رجل إلي الحسن ابن عليّ بعد ما بايع معاوية فقال: سوّدت وجوه المؤمنين، فقال: لاتؤنّبني رحمک اللَّه، فإنّ النبيّ صلي الله عليه وسلم رأي بني اُميّة يخطبون علي منبره فساءه ذلک، فنزلت: «إِنَّآ أَعْطَيْنَکَ الْکَوْثَرَ» يا محمّد، يعني: نهراً في الجنّة، ونزلت: «إِنَّآ أَنزَلْنَهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَ مَآ أَدْرَلکَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ» يملکها بعدک بنو اُميّة يا محمّد، قال القاسم: فعددنا فإذا هي ألف شهر، لاتزيد يوماً ولاتنقص يوماً.[5] .

210. ابن مردويه، عن عبدالرحمان بن عوف، قال: قال لي عمر: ألسنا کنّا نقرأ فيما نقرأ: «وَ جَهِدُواْ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ي»[6] في آخر الزمان کما جاهدتم في أوّله؟ قلت: بلي، فمتي هذا يا أميرالمؤمنين؟ قال: إذا کانت بنو اُميّة الأُمراء، وبنو المغيرة الوزراء.[7] .

211. ابن مردويه، عن عليّ في قوله تعالي: «أَلَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ کُفْرًا».[8] قال: هما الأفجران من قريش، بنو اُميّة وبنو المغيرة، فأمّا بنو المغيرة فقطع اللَّه دابرهم يوم بدر، وأمّا بنو اُميّة فمتعوا إلي حين.[9] .

212. ابن مردويه، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله تعالي: «أَلَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُواْ

[صفحه 166]

نِعْمَتَ اللَّهِ کُفْرًا» قال: هما الأفجران من قريش بنو المغيرة وبنو اُميّة، فأمّا بنوا المغيرة فکفيتموهم يوم بدر، وأمّا بنو اُميّة فمتّعوا إلي حين.[10] .

213. ابن مردويه، عن عليّ رضي الله عنه أنّه سُئل عن الّذين بدّلوا نعمة اللَّه کفراً، قال: بنو اُميّة وبنو مخزوم رهط أبي جهل.[11] .

214. ابن مردويه، عن ابن عباس- رضي اللَّه عنهما- أنّه قال لعمررضي الله عنه: يا أميرالمؤمنين هذه الآية «أَلَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ کُفْرًا»؟ قال: هم الأفجران من قريش أخوالي وأعمامک، فأمّا أخوالي فاستأصلهم اللَّه يوم بدر، وأمّا أعمامک فأملي اللَّه لهم إلي حين.[12] .

215. ابن مردويه، عن أبي رافع، أنّ النبيّ صلي الله عليه وسلم قال: «يا أبارافع، کيف أنت وقوم يقاتلون عليّاً وهو علي الحق وهم علي الباطل؟! يکون حقّاً في اللَّه جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم بيده فيجاهدهم بلسانه، فمن لم يستطع بلسانه فيجاهدهم بقلبه ليس وراء ذلک شي ء»، قال: ادع لي إن أدرکتهم أن يعينني ويقوّيني علي قتالهم. فلمّا بايع الناس عليّ بن أبي طالب وخالفه معاوية، قلت: هؤلاء القوم الّذين قال فيهم رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم. فباع أرضه بخيبر، فخرج مع عليّ بجميع أهله وولده، وکان معه حتّي استشهد عليّ، فرجع إلي المدينة مع الحسن عليه السلام.[13] .

216. ابن مردويه، بخمسة عشر طريقاً، أنّ أمير المؤمنين قال في حرب صفين:

[صفحه 167]

واللَّه، ماوجدت من القتال بدّاً، أو الکفر بما اُنزل علي محمّد صلي الله عليه و آله.[14] .

217. ابن مردويه، عن حبّة العرني، قال: قلت لحذيفة بن اليمان: حدّثنا، فإنّا نخاف الفتن، فقال: عليکم بالفئة الّتي فيها ابن سميّة! فإنّ رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم قال: «تقتله الفئة الباغية».[15] .

218. ابن مردويه، قال ابن أبي حازم التميمي وأبووائل: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: انفروا إلي بقيّة الأحزاب أولياء الشيطان، انفروا إلي من يقول: کذب اللَّه ورسوله.[16] .

219. ابن مردويه، بأسانيده عن موسي بن صفوان، وعن زکريا بن يحيي، وعن حبيب بن ثابت، وعن عبداللَّه بن يزيد، کلّهم عن سويد بن غفلة أنّه قال: کنت مع أبي موسي علي شاطي الفرات، فقال: سمعت رسول اللَّه يقول: «إنّ

[صفحه 168]

بني إسرائيل اختلفوا، ولم يزل الإختلاف بينهم حتّي بعثوا حکمين ضالّين ضال من اتّبعهما، ولاينفک أمرکم يختلف حتّي تبعثوا حکمين يَضلّان ويُضلّان من اتّبعهما». فقلت: أعيذک باللَّه أن تکون أحدهما. قال: فخلع قميصه وقال: «برأني اللَّه من ذلک کما برأني من قميصي».[17] .


صفحه 165، 166، 167، 168.








  1. سورة الأسراء، الآية 60.
  2. الدرّ المنثور، ج 4، ص 191، قال: أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل، وابن عساکر، عن سعيد بن المسيب....
  3. فتح الباري، ج 8، ص 302.
  4. الدرّ المنثور، ج 4، ص 191.
  5. الدرّ المنثور، ج 6، ص 371، قال: أخرج الترمذي، وابن جرير، والطبراني، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل، عن يوسف بن مازن الرؤاسي....
  6. سورة الحج، الآية 78.
  7. الدرّ المنثور، ج 4، ص 371.

    ورواه ابن کثير في البداية والنهاية (ج 6، باب ذکر إخباره صلي الله عليه و آله عن الفتن الواقعة في آخر أيّام عثمان، وخلافة عليّ بن أبي طالب، ص 215)، قال: وقال عبد الرزاق، أخبرنا ابن عيينة، أخبرني عمرو بن دينار، عن ابن أبي مليکة، عن المسور بن مخرمة، قال عمر لعبد الرحمان بن عوف: أما علمت أنّا کنّا نقرأ: «وَ جَهِدُواْ فِي اللَّهِ حَقَّ جهَادِهِ ي» في آخر الزمان کما جاهدتم في أوّله؟ فقال عبد الرحمان بن عوف: و متي ذلک يا أميرالمؤمنين؟ قال: إذا کان بنو اُميّة الأمراء، وبنو المغيرة الوزراء.

  8. سورة إبراهيم، الآية 28.
  9. کنز العمّال، ج 2، ص 444، ح 4453، قال فيه: ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه.
  10. الدرّ المنثور، ج 4، ص 84. قال: أخرج البخاري في تاريخه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه، عن عمر بن الخطاب....
  11. المصدر السابق.
  12. نفس المصدر.
  13. أرجح المطالب، ص 400.

    وروي المتقي الهندي في کنز العمّال (ج 11، ص 613، ح 32971)، أنّ النبيّ صلي الله عليه و آله و سلم قال: يا أبارافع، سيکون بعدي قوم يقاتلون عليّاً، حق علي اللَّه جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه، ليس وراء ذلک شي ء. (الطبراني- عن محمّد بن عبيد اللَّه بن أبي رافع، عن أبيه، عن جدّه).

  14. مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 18.

    ورواه ابن عساکر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ دمشق (ج 3، ص 220، ح 1222)، قال: أخبرنا أبوسعد بن أبي صالح الفقيه، وأبونصر أحمد بن عليّ الطوسي، قالا: أنبأنا أبوبکر أحمد بن عليّ، أنبأنا أبوعبد اللَّه الحافظ، أنبأنا أحمد بن کامل بن خلف القاضي، أنبأنا العباس بن أحمد البرئ، أنبأنا سعيد بن يحيي ابن الأزهر، أنبأنا محمّد بن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة، عن مارق العبدي، قال: قال عليّ بن أبي طالب: ماوجدت من قتال القوم بدّاً، أو الکفر بما أُنزل علي محمّدصلي الله عليه وسلم.

    ورواه ابن عساکر بإسناد آخر عن الأصبغ بن نباتة في الحديث 1223.

    ورواه الموفّق الخوارزمي في المناقب (ص 173، ح 210).

  15. أرجح المطالب، ص 622.

    ورواه المتقي الهندي في کنز العمّال (ج 11، ص 351، ح 31719): عن حذيفة قال: عليکم بالفئة الّتي فيها ابن سميّة! فإنّي سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم يقول: «تقتله الفئة الباغية». (ابن عساکر).

    وروي نصر بن مزاحم المنقري في وقعه صفين (ص 343)، قال: وقد کان ذوالکلاع يسمع عمرو بن العاص يقول: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم لعمّار بن ياسر: «تقتلک الفئة الباغية، وآخر شربة تشربها ضياح من لبن».

  16. بحار الأنوار، ج 32، ص 570.

    ورواه ابن أبي الحديد في شرح خطبة أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام في استنفار الناس إلي أهل الشام من شرح نهج البلاغة (ج 2، ص 194)، قال: وروي الأعمش عن الحکم بن عتيبة، عن قيس بن أبي حازم، قال: سمعت عليّاً عليه السلام علي منبر الکوفة، وهو يقول: يا أبناء المهاجرين، انفروا إلي أئمّة الکفر، بقيّة الأحزاب وأولياء الشيطان. انفروا إلي من يقاتل علي دم حمّال الخطايا....

  17. مثالب النواصب، ج 3، ص 97.

    ورواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (ج 13، فصل في نسب أبي موسي والرأي فيه، ص 315)، قال: روي عن سويد بن غفلة، قال: کنت مع أبي موسي علي شاطئ الفرات في خلافة عثمان، فروي لي خبراً عن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قال: سمعته يقول: «إنّ بني إسرائيل اختلفوا، فلم يزل الإختلاف بينهم حتّي بعثوا حکمين ضالّين ضلّا وأضلّا من اتّبعهما، ولاينفک أمر اُمّتي حتّي يبعثوا حکمين يَضلّان ويُضلّان من اتّبعهما». فقلت له: إحذر يا أباموسي أن تکون أحدهما! قال: فخلع قميصه وقال: أبرأ إلي اللَّه من ذلک کما أبرأ من قميصي هذا.

    ورواه ابن کثير في البداية والنهاية (ج 7، فصل في اجتماع الحکمين أبي موسي وعمرو بن العاص، ص 285).

    ورواه المتقي الهندي في کنز العمّال (ج 1، ص 217، ح 1088، و ج 1، ص 377، ح 1642).