قتاله المحدِثين في الدين











قتاله المحدِثين في الدين



سيأتي مايدلّ عليه في نزول قوله تعالي: «الم، أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَکُواْ أَن يَقُولُواْء َامَنَّا وَ هُمْ لَا يُفْتَنُونَ»[1] وقوله تعالي: «فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِکَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ»[2] وقوله تعالي: «إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ».[3] .

196. ابن مردويه، عن أنس بن مالک قال: أغفي رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم إغفاءة، فرفع رأسه متبسماً، فقال: «إنّه نزلت عليَّ آنفا سورة»، فقرأ: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، إِنَّآ أَعْطَيْنَکَ الْکَوْثَرَ»[4] حتّي ختمها، قال: «هل تدرون ما الکوثر؟» قالوا: اللَّه ورسوله أعلم، قال: «هو نهر أعطانيه ربّي في الجنّة، عليه خير کثير، ترده اُمّتي يوم القيامة، آنيته عدد الکواکب، يختلج العبد منهم، فأقول: يا ربّ، إنّه من اُمّتي! فيقال: إنّکَ لاتدري ما أحدث بعدک».[5] .

[صفحه 160]

197. ابن مردويه، عن اُمّ سلمة: إنّ النبيّ صلي الله عليه و آله قال لي: «اشهدي إنّ عليّاً وصيّي، وإنّه وليّي في الدنيا والآخرة، وإنّه يقاتل الناکثين والقاسطين والمارقين».[6] .

198. ابن مردويه، حدّثنا محمّد بن عليّ بن دحيم، حدّثنا أحمد بن حازم، أخبرنا شهاب بن عبّاد، حدّثني جعفر بن سليمان، عن أبي هارون، عن أبي سعيد قال: ذکر رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لعليّ عليه السلام ما يلقي من بعده، قال: فبکي، وقال: اسألک بحق قرابتي وبحق صحبتي إلّا دعوت اللَّه لي أن يقبضني اللَّه، قال: «يا عليّ، تسألني أن أدعو اللَّه لأجلٍ مؤجّل». قال: فقال: يا رسول اللَّه، علي ما أُقاتل القوم؟ قال: «علي الإحداثِ في الدين».[7] .

199. ابن مردويه بطرق کثيرة عن عليّ عليه السلام: اُمرت بقتال الناکثين والقاسطين والمارقين.[8] .

[صفحه 161]

200. ابن مردويه، حدّثنا محمّد بن عليّ بن دحيم، حدّثنا أحمد بن حازم، حدّثنا عثمان بن محمّد، حدّثنا يونس بن أبي يعقوب، حدّثنا حمّاد بن عبدالرحمان الأنصاري، عن أبي سعيد التميمي، عن عليّ عليه السلام قال: عهد إليّ رسول صلي الله عليه و آله أن اُقاتل الناکثين والقاسطين والمارقين. فقيل له: يا أميرالمؤمنين من الناکثون؟ قال: الناکثون أصحاب الجمل، والمارقون الخوارج، والقاسطون أهل الشام.[9] .

201. ابن مردويه، أخبرنا عبداللَّه بن سعد بن يحيي، أخبرنا أبويوسف الصندلاني، أخبرنا فيّاض، عن حمزة بن عبدالکريم، عن إسماعيل بن رجاء، عن عطيّة وأبي الودال، عن أبي سعيد الخدري: خرج علينا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله من الحجرة فانقطع شسعه، فرمي بها إلي عليّ عليه السلام، فجلس إلينا وکأنّ علي رؤوسنا الطير.

[صفحه 162]

قال: «ليضربنّکم رجل من بعدي علي تأويل القرآن کما ضُربتم علي تنزيله». فقال أبوبکر: أنا. فقال: «لا». فقال عمر: أنا. فقال: «لا، ولکنّه خاصف النعل، يخرج عليکم من الحجرة». قال: فخرج علينا عليّ وبيده نعل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يصلحها.[10] .


صفحه 160، 161، 162.








  1. سورة العنکبوت، الآية 2، لاحظ ص 296.
  2. سورة الزخرف، الآية 41، لاحظ ص 318.
  3. سورة النصر، الآية 1، لاحظ ص 351.
  4. سورة الکوثر، الآية 1.
  5. الدرّ المنثور، ج 6، ص 401، قال: أخرج ابن أبي شيبة، وأحمد ومسلم، وأبوداوود، والنسائي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه، والبيهقي في سننه، عن أنس بن مالک...

    ورواه أحمد بن حنبل في مسنده (ج 3، ص 102) قال: حدّثنا محمّد بن فضيل، عن المختار بن فلفل، قال: سمعت أنس بن مالک يقول: أغفي النبيّ صلي الله عليه وسلم إغفاءة، فرفع رأسه متبسّماً، فقال رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم: «إنّه اُنزلت عليَّ آنفاً سورة»، فقرأ رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم: «بسم اللَّه الرحمن الرحيم إنّا أعطيناک الکوثر الکوثر»، حتّي ختمها، قال: «هل تدرون ما الکوثر؟» قالوا: اللَّه ورسوله أعلم، قال: «هو نهر أعطانيه ربّي عزوجل في الجنّة عليه خير کثير، يرد عليه اُمّتي يوم القيامة، آنيته عدد الکواکب، يختلج العبد منهم، فأقول: يا ربّ، إنّه من اُمّتي! فيقال لي: إنّک لاتدري ما أحدثوا بعدک!».

  6. ألقاب الرسول وعترته (المجموعة النفيسة)، ص 25.
  7. المناقب، الخوارزمي، ح 211، ص 175. قال: أخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين أبوالنجيب سعد بن عبد اللَّه ابن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي- فيما کتب إليّ من همدان- أخبرنا الحافظ أبوعليّ الحسن بن أحمد ابن الحسن الحداد بأصبهان- فيما أذن لي في الرواية عنه- أخبرنا الشيخ الأديب أبويعلي عبد الرزاق بن عمر ابن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمئة، أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدثين أبوبکر أحمد بن موسي ابن مردويه الأصبهاني، وقال أبوالنجيب سعد بن عبد اللَّه بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي، وأخبرنا بهذا الحديث عالياً الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الإصبهاني في کتابه إليّ من إصفهان- سنة ثمان وثمانين وأربعمئة- عن الحافظ أبي بکر أحمد بن موسي بن مردويه....
  8. مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 18. قال: أبويعلي الموصلي، والخطيب والتاريخي، وأبوبکر بن مردويه بطرق کثيرة عن عليّ....

    ورواه ابن عساکر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ دمشق (ج 3، ص 203، ح 1211). قال: أخبرنا أبوالقاسم عبد الصمد بن محمّد بن عبد اللَّه، أنبأنا أبوالحسن عليّ بن محمّد بن أحمد، أنبأنا أبوالحسن أحمد بن محمّد بن موسي، أنبأنا أبوالعباس ابن عقدة، أنبأنا الحسن بن عبيد بن عبد الرحمان الکندي، أنبأنا بکار بن بشر، أنبأنا حمزة الزيات، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عليّ، وعن أبي سعيد التيمي، عن عليّ، قال: اُمرت بقتال الناکثين والقاسطين والمارقين.

    ورواه بأسانيد مختلفة في الأحاديث: 1206 تا 1213.

    ورواه ابن کثير في البداية والنهاية (ج 7، ص 305).

  9. المناقب، الخوارزمي، ص 176، ح 212. قال: وبهذا الإسناد [أي: إسناد الحديث 211 المتقدّم] عن أبي بکر أحمد بن موسي بن مردويه....

    ورواه ابن عساکر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ دمشق (ج 3، ص 202، ح 1209). قال: أخبرنا أبوسعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملک الفقيه، وأبونصر أحمد بن عليّ بن محمّد بن إسماعيل، قالا: أنبأنا أبوبکر أحمد بن عليّ بن عبد اللَّه بن خلف، أنبأنا محمّد بن عبد اللَّه الحافظ، أنبأنا أبوالحسن محمّد بن أحمد بن تميم الحنظلي بقنطرة برذان، أنبأنا محمّد بن سعد بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي، حدّثني أبي، حدّثني عمّي عمرو بن عطية بن سعد، عن أخيه الحسن بن عطية بن سعد، حدّثني جدّي سعد بن جنادة، عن عليّ، قال: اُمرت بقتال ثلاثة: القاسطين والناکثين والمارقين، فأمّا القاسطون فأهل الشام، وأمّا الناکثون فذکرهم، وأما المارقون فأهل النهروان، يعني: الحروريّة.

    ورواه ابن کثير في البداية والنهاية (ج 7، ص 305).

  10. ألقاب الرسول وعترته (المجموعة النفيسة)، ص 28.

    ورواه أحمد بن حنبل في مسنده (ج 3، ص 33). قال: حدّثنا وکيع، حدّثنا قطر، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم: «إنّ منکم من يقاتل علي تأويله کما قاتلت علي تنزيله»، قال: فقام أبوبکر وعمر، فقال: «لا، ولکن خاصف النعل»، وعلي يخصف نعله.

    ورواه أحمد بنحو آخر (ج 3، ص 82).