تشبيهه بالأنبياء والصالحين
179. ابن مردويه، عن الحارث الأعور، أنّ النبيّ صلي الله عليه وسلم قال: «من أراد أن ينظر إلي آدم في علمه، ونوح في فهمه، وإبراهيم في حلمه، ويحيي في زهده، وموسي في بطشه، فلينظر إلي عليّ بن أبي طالب».[2] . 180. ابن مردويه، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم، حدّثنا الحسين بن عليّ بن [صفحه 148] الحسين السلولي، حدّثنا سويد بن مسعر بن يحيي بن حجاج النهدي، حدّثنا أبي، حدّثنا شريک، عن أبي إسحاق، عن الحارث الأعور، صاحب راية عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قال: بلغنا أنّ النبيّ صلي الله عليه و آله کان في جمع من أصحابه فقال: «اُريکم آدم في علمه، ونوحاً في فهمه، وإبراهيم في حکمته؟»، فلم يکن بأسرع من أن طلع عليّ، فقال أبوبکر: يا رسول اللَّه، أقست رجلاً بثلاثة من الرسل؟ بخٍ بخٍ لهذا الرجل، من هو يا رسول اللَّه؟ قال النبيّ صلي الله عليه و آله: «ألا تعرفه يا أبابکر؟»، قال: اللَّه ورسوله أعلم. قال: «أبوالحسن عليّ بن أبي طالب». فقال أبوبکر: بخٍ بخٍ لک يا أباالحسن! وأين مثلک يا أباالحسن.[3] . 181. ابن مردويه، عن سالم بن أبي الجعد، قال: سُئل عليّ عن ذي القرنين أ نبيٌّ هو؟ فقال: «سمعت نبيکم صلي الله عليه وسلم يقول: هو عبد- وفي لفظ-: رجل ناصَحَ اللَّه فنصحه، وإنّ فيکم لشبهه أو مثله».[4] . 182. ابن مردويه، عن أبي الطفيل، أنّ ابن الکواء سأل عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه عن ذي القرنين أ نبيّاً کان أم ملکاً؟ قال: لم يکن نبيّاً ولا ملکاً، ولکن کان عبداً صالحاً، أحبَّ اللَّه فأحبّه، ونصح للَّه فنصحه، بعثه اللَّه إلي قومه فضربوه علي قرنه فمات، ثمّ أحياه اللَّه لجهادهم، ثمّ بعثه إلي قومه فضربوه علي قرنه الآخر فمات، فأحياه اللَّه لجهادهم، فلذلک سُمّي ذا القرنين، وإنّ فيکم مثله.[5] . [صفحه 149]
سيأتي مايدل عليه في نزول قوله تعالي: «وَ لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُکَ مِنْهُ يَصِدُّونَ».[1] .
صفحه 148، 149.
ورواه ابن عساکر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ دمشق (ج 2، ص 280، ح 811)، قال: أخبرنا أبوالقاسم زاهر بن طاهر، قال: قرئ علي سعيد بن محمّد البجيري، أنبأنا أبونصر النعمان بن محمّد الجرجاني، أنبأنا أبوجعفر أحمد بن محمّد بن سعيد، أنبأنا محمّد بن مسلم بن وارة، أنبأنا عبيد اللَّه بن موسي العنسي، أنبأنا أبوعمرو الأزدي، عن أبي راشد الحبراني، عن أبي الحمراء، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وسلم: «من أراد أن ينظر إلي آدم في علمه، وإلي نوح في فهمه، وإلي إبراهيم في حلمه، وإلي يحيي بن زکريا في زهده، وإلي موسي بن عمران في بطشه، فلينظر إلي عليّ بن أبي طالب». ورواه المحب الطبري في ذخائر العقبي (ص 93)، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (ج 9، ص 168). ورواه ابن مردويه علي ما رواه الأمْرتْسَري في أرجح المطالب (ص 455)، قال: عن الحارث الأعور، وذکر مثله. وفيه: «أيّکم» بدل «اُريکم»، وليس فيه: وأين مثلک يا أباالحسن. ورواه ابن مردويه کما في أرجح المطالب (ص 42).